كعادتها نجوى لا تحب كثرة الكلام و لا القيل و القال وإن زاد الكلام عن ما تستطيع تحمله تجدها هائجة لا ترى و لا تسمع فقط يعلو صراخها فيسكت الجميع ثم تنطلق في طريقها غير آبهة لما حصل، الكل يحبها و يحلو لهم الكلام برفقتها لكنها على ما يبدو قد وصل منها السيل الزبى لم تعد تستطيع نجوى أن تعانق أحاديثهم بحب و رفق لقد جعلو منها حاوية لهمومهم و عقدهم و أحقادهم فلكم أن تتصورو الرائحة المنبعثة من كل هذا الخليط فلم يعد لنجوى خاطر يحمل كل هذا الوسخ المنبعث ممن حولها نعم فنجوى تشعر بالغضب لأنها سمحت يوما لكل من هب و دب أن يلوثها بشكوى و هموم لا دخل لها بها و اليوم لم تعد نجوى قادرة على تحمل هذا السوء أصبح حديثها مجرد صراخ لا يفهمه الآخرون صراخ تحمي به نفسها تحاول عبثا أن تصدهم عنها لكن هل تراهم يفهمون ربما لا لكن أكيد منها سينفرون.