مرحبا بي ضيفا عند أيقونة الجاد
المشرفة المتألقة سلمى،
طرحكِ جميل أختي سلمى يحمل بصمة فكرية واضحة،
يلامس جوهر التغيير الشخصي ويحفّز القارئ على التفكير خارج حدود المألوف.
بأسلوبكِ السلس وقوة طرحكِ، تمكنتِ من تقديم دعوة صادقة للإنسان
كي يكتشف نفسه ويكسر قيود الماضي ويعيد رسم مستقبله بإرادة حرة.
***
صدقتِ أختاه،
فكم مرة نظرنا إلى أنفسنا فوجدنا أننا أسرى تجارب مضت ؟
وكم مرة حكمنا على قدراتنا بناءً على ما كان لا على ما يمكن أن يكون ؟
إن أخطر ما قد نفعله لأنفسنا هو أن نقبل القيود التي صنعَتْها تجاربنا السابقة،
فالتجربة التي لم تنجح بالأمس ليست إعلانا عن فشل أبدي،
بل هي درس وخطوة في طريق لم نكمله بعد.
نحن في تطور دائم، في تبدّل مستمر،
وكل فكرة نؤمن بها قد تكون قيدا أو جناحا،
وعلينا يقع الاختيار.
نحن بحاجة إلى مدخلات جديدة، إلى فضول لا يهدأ،
إلى تجريب ومجازفة، إلى أن نتجاوز دائرة “لا أستطيع”
لكي نقف حيث يليق بنا في مساحات لم نكتشفها بعد من ذواتنا.
أحيانا، لا يحتاج الأمر إلا إلى تجربة صغيرة،
إلى لحظة يتحدى فيها المرء نفسه، فتُذهلُه النتائج التي لم يكن يتخيلها.
قوتنا لا نعرف مداها، لأننا لم نلمس بعد كل ما يمكننا إنجازه.
القوة الحقيقية تبدأ من أبسط الأمور : من اتخاذ خطوة لم نألفها،
من تحرير أنفسنا من قيدٍ صنعناه بأيدينا.
لنبحث عن القوة بداخلنا، فقد تكون في لحظة تهجد،
أو في شجاعة مواجهة الذات، أو في تغييرٍ صغير يشعل فينا شرارة جديدة.
نحن لسنا حتما كما كنـا بالأمس، ولن نكون غدا كما نحن اليوم،
فـلِـمَ نحدُّ أنفسنا ونحن قادرون على التحليق ؟
***
أشكركِ أختي سلمى على هذه الإطلالة الفكرية العميقة،
قدرتكِ على المزج بين الفكرة والتعبير بأسلوب راقٍ يجعل كلماتكِ تترك أثرا لا يُمحى.
استمرّي في هذا الإبداع، فالحروف التي تحمل فكرا ناضجا، تظل خالدة في الأذهان.
تقبّلي خالص تحياتي وتقديري
أبو فارس
🌹