السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة لرواد الجاد ⚘
تحية طيبة لكِ سلمى
ما أبشع الحياة، وما أبأس وجهها حين تعيش نصف إنسان لا تمارس كامل إنسانيتك في الحياة.
حين تعمل نصف وظيفة لا ترقى لمستوى طموحاتك..
الجحيم بعينه، لأن الإنسان حين يحب عمله يصبر على كل شيء يحدث في بيئة عمله.
أو حين لا تترك كوامنك الداخلية تمارس وظيفتها مع الآخرين كما يجب، فتعيش مبتور النفس..
ما أجمل تعبيرك هذا وأوقعه على النفس! حقاً كلام دقيق سلمى.
تقتات ببضع مشاعر، وتمنح بضعها.. تتعاطى ببضع أحاسيس، وتمنح بضعها.. وربما ما نلت شيئا وما منحت شيئا، وعشت مبتورا طيلة حياتك وأنت لا تدري..
أحييكِ سلمى على اقتناص هذا الشعور وتحويله إلى كلمات مسطورة.
قد لا يدرك المرء تمام الأشياء وكمالها، حتى يكتشف ضدها،
حقيقة، أنا شخصياً وقفت على هذه المسألة وشعرت بها. لا تعرف مقدار الحب ومن تحب إلا حين تعرف مقدار ما تكره ومن تكره.
وربما ناطحه الندم وبدد عليه سعادته..
لم أفهم سلمى، ما قصدك بناطحه ندم وبدد عليه سعادته؟
ذات صدفة حين تكتشف الكمال الذي لم تمارسه، سيقف عقلك غير مدرك هل يتحسر، أم يندم، أم يرضى؟
لتعيش سعيدا عليك أن تعطي لكل حق حقه، وقدره.
هذان السطران عميقان.. يغوص بهما كل شخص واعِ
كأن تمارس الوظيفة التي تحبها، فتبدع فيها وتنجح فيها، وتعتلي قمتها، دون أن تدرك أن غيرك قرأ قانون العمل ولم يصل لما وصلت له، وأنك لم تصل لما وصلت له إلا بحبك للعمل. وأن كل تلك القوانين المسطرة كنت تعمل بها دون كلل أو ملل، وأن أحدا لم يملي عليك ما يجب وما لا يجب، لأنك تحب عملك فأتقنته واقتربت من الكمال.
مئة بالمئة.
وكذلك في بقية زوايا حياتنا، لو لم نحب ما نعمل لما أتقناه. لو لم تحب أصدقائك ما استمتعت برفقتهم وما بذلت او بذلوا جهودهم للوفاء لهذه الصداقة، ولو لم تحب أسرتك ما منحتهم اهتمامك وعطفك وكل حاجاتهم.
الحق في جانبكِ سلمى.
ولو لم تحب عملك ما أتقنته.
صح.
تساؤلاتي:
إن أسوء ما نعانيه في مجتمعاتنا العربية للأسف، عدم وصولنا أو سعينا أو رغبتنا بالكمال، لطالما رضينا بنصف وظيفة، ونصف صديق، ونصف حب، ونصف حياة.
ويجب أن ينتهي هذا، أتحدث عن شق الوظيفة والعمل والدراسة.
لماذا لا يربى الفرد العربي على بذل كل ما عنده للعطاء؟ ولماذا لا يربى على إتقان ما يعطيه؟
البيئة تُحدد: البيئة المكانية، والبيئة الاجتماعية.
نحن نتلقى الحد الادنى من حاجياتنا، فنمنح الحد الأدنى مما نملك، لهذا بقينا نصف مجتمع، ونصف أمة، تسير إلى الضعف راضية.
هل برأيك تكمن القوة في العطاء والأخذ الكامل غير المبتور؟
بالضبط. عدم البخس. ويجب أن يكون كل شخص في مكانه الصحيح.
شكرا لكل من قرأ وتواجد.
شكراً سلمى. موضوع إنساني عميق.