السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وبعد،
أهلا وسهلا ومرحبا بكاتبنا المبدع عبد الرحمن
الذي كلما طرح موضوعا جديدا الا وشدّنا اليه باسلوبه المميز في السرد
وبما حباه الله به من قدرة على تطويع القلم ورص الكلمات
بشكل يجذب القارئ الى المتابعة والتفاعل.
***
عندما نحذق في أي طفل كيفما كان أصله وفصله،
يجذبنا إليه لمعان عينيه وبريقهما بكل ما يرمزان إليه من براءة طفولية ممزوجة بابتسامة رقيقة
تميز هذا الكائن الصغير الذي لا يستطيع أحد أن يفسر كيف يتحوّل مع مرور السنين والأعوام
إلى كائن مفترس يتلذذ بشرب دماء ضحاياه من بني جلدته دون إحساس بالذنب أو تقريع للضمير..
إن الوحش الكامن في نفوسنا جميعا بحكم طبيعتنا البشرية قد يخرج من قوقعته في أي وقت وحين
بفعل عوامل كثيرة أبرزها ضغوطات الحياة التي أصبحت تكتم أنفاسنا وتحرم أعيننا النوم..
أنا هنا لا أبرر بقدر ما أحاول أن أفسر هذا السلوك الحيواني الذي نقف عاجزين عن فهم دوافعه
خاصة عندما تصدر هذه الوحشية من أشخاص كنا نعرف عنهم الطيبوبة وخفة الدم
وكانوا يعيشون حياة تبدو في ظاهرها طبيعية كباقي الناس،
لكن ظروف عيشهم الحقيقية وما يتعرضون له في حياتهم اليومية من ضغوطات نفسية،
يجعل من الوحش الذي بداخلهم ينمو ويتغذى على صنوف المهانة والإساءة والتحقير
حتى ينفجر يوما ما كحمم البركان الملتهبة التي تحرق في طريقها الأخضر واليابس.
تحياتي.