السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع ذو شجون كثيرة  - ما هو موقف الدول العربية مما يحدث فى فلسطين  وغزة على وجه التحديد  - لنكن أكثر تحديدا" ما هو المطلوب من الدول العربية أن تفعله  - هل مطلوب أن تتدخل عسكريا"
فى النزاع  - أم مطلوب أن تتدخل دبلوماسيا" - التدخل الدبلوماسى السياسى موجود بالفعل لكنه لا يسمن ولا يغنى من جوع  - فعندما يتقابل الإنسانى والسياسى والحربى ينتصر الحربى ويضرب بجميع العوامل
الإنسانية عرض الحائط  -إذا" فهذه حرب لا إنسانية فيها  بل من الأساسى لا يوجد شيئ إسمه إنسانية وحقوق الإنسان أمام من يمتلك القوة -
فى نفس الوقت لا تستطيع الدول العربية التدخل عسكريا" لأسباب عديدة  
إن المقاومة حماس هى صاحبة القرار ولم تستشير أحد - لا الدول العربية ولا حتى شعبها - فهل تريد حماس أن تأخذ القرار ويدفع العرب الفواتير - فى تدمير غزة عام 2014 إجتمع ما يطلق عليه جهاز إعمار
غزة ودرسوا قيمة المطلوب وتبين أنه يساوى 4 مليار دولار  - وتعهدت الدول المشاركة على السداد  - ومع ذلك لم يسدد إلا الجزائر  50 مليون دولار وهذه حصتها - وقامت مصر بإنشاء 1000 وحدة سكنية
بتكلفة نصف مليار دولار  --وكل ذلك تم هدمه فى الحرب الأخيرة   --
نأتى للكلمة العليا فى هذا الموضوع وهى الكلمة الأمريكية  - جميع أوراق اللعب فى يد الأمريكان  -ولن يستطيع العرب مخالفة كلمة أمريكا  -بل من الأساس لا يستطيعوا إتخاذ قرار لا ترضى عنه أمريكا -
ليس فقط قرار يتعلق بالحرب فى غزة  بل أى قرار فى أى شيئ  بالمفهوم العام ليست لديهم القدرة على إتخاذ أى قرار سيادى  - وهذا يشمل جميع الدول العربية ولا استثنى أحد  -
المقاومة حماس لم تضع نصب عينيها المدنين فى غزة وما يحدث لهم على الإطلاق فقد صرح أحد أكبر قيادتهم من قطر  بأن حماية المدنيين فى غزة ليست من إختصاصه وإنما من إختصاص الأمم المتحدة
ولكن فى أثناء الحرب لا نملك إلا الدعاء بأن ينصرهم الله ويثبت أقدامهم ويلقى الرعب فى قلوب أعدائهم  --
ولو حدث ما حدث فى غزة مع أى دولة عربية أخرى ستكون نفس النتيجة ولن يقف معها أحد  --
نعم الدول العربية مع إمكانياتها المادية الكبيرة  ضعيفة متفرقة  ولن يتحد رؤسائها ولن يتفقوا إلا على شيئ واحد  وهو ألا يتفقوا  - لقد سعت إسرائيل كثيرا"لضرب الشقاق بين الصف الفلسطينى وقد نجحت
فى ذلك  - أما بالنسبة للعرب نقول : القوة لها أشكال كثيرة ليست العسكرية فقط  لكن القوة متنوعة  - ومع ذلك تنفق الدول العربية التليريونات من الدولارات  على شراء الأسلحة  -لتغتنى المصانع الأمريكية
والأوربية  ومع ذلك هذا السلاح لا نقاتل به عدونا الأوحد اسرائيل  - بل هذا السلاح لنخوف به بعضنا البعض  ونرهب به شعوبنا  --
لك الله يا فلسطين
مع تحياتى


.