سأل العلامة ابن عثيمن رحمه الله عن الكيفية فاجاب الشيخ :
قوله : ( يكون أئمة ) لو قال قائل كيف يكونوا أئمة وهم لا يهتدون بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يستنّون بسنّته قُلنا : الإمام هنا هو المتبوع في خير أو شر، كما قال الله تبارك وتعالى : (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) وهؤلاء أئمة الخير، وقال تعالى : (( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا يُنصرون )) وهؤلاء أئمة الشر، فالأئمة جمع إمام وهو المقتَدى به والمتبوع في الخير أو في الشر.
هؤلاء أئمة يعني لهم أتباع يتبعونهم على ما هم عليه ، لكنهم لا يهتدون بهدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا يستنّون بسنّته. ولعله عليه الصلاة والسلام يشير إلى الخوارج، لأن الخوارج هكذا شأنهم، أئمة ولكنهم لا يهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يستنون بسنته، وإنما هو ثوار يثورون على الناس بأقل الذنوب، وهم يستبيحون أعظم الحرمات، ولهذا قال العلماء في وصفهم : إنهم يقاتلون الأبرار، ويهادنون الكفار، لأنهم يقاتلون المسلمين، سيوفهم حُمرٌ من دمائهم، ولكنهم لا يقاتلون الكفار.
وفي هذا الحديث دليل على وجوب السمع والطاعة للإمام، وإن ضُرب الظهر، وأُخذَ المال، حتى لو ضرب ظهرك اسمع وأطع ، وإذا أخذ مالك اسمع وأطع، وإذا كان ظالماً فالحساب يوم القيامة، وإن كان بحق فهو بحق، له أن يضرب الظهر ويأخذ المال، ولهذا كان الراجح أنه يجوز التعزير بالمال، بمعنى أن نُظَمّن العاصي مالاً على معصيته، كما جاء ذلك في تحريق رحل الغال، وفي إضعاف القيمة على كاتم الضالة.