الله عليك يا محمد فلخلاك.. لله درك.. تمتلك قلم تعبيري فاخر بامتياز.. يعبر عن روحك الطيبة المُحبة.. الله يحفظك
راقت لي جداً اجابة سلمى.. حفظها الله.
الجميع وعلى الأخص الطيبين الذين يمتلكون طبيعة حساسة راقية.. يحنون ويشتاقون إلى الماضي ولديهم الحنين إلى الماضي، الأماكن، الأشخاص، الذكريات والمناسبات المُفرحة..
والأرواح الطيبة هي التي تضيف للمكان وليس المكان من يضيف لها.. هذا رأي مقتنع به مئة بالمئة، فعلى سبيل المثال:
لو كنت أجلس في جنة مع صديقي.. وهذا الصديق سافر أو هاجر أو انقطع عن المكان لأي سبب كان.. فلن يعود المكان جنة بالنسبة لي.. لاسيما حينما أرى أشخاص غرباء أنفر منهم يطئون الحيز المكاني الذي كنت أنا وصديقي نسير فيه. ومع ذلك أقول، ربما أظل أزور المكان لأستذكر طيف الذكريات الجميلة.. ذكرياتنا وأحاديثنا ونقاشاتنا أنا وصديقي.
عموماً أنا أحب التأمل مع الذات.. وأعددت ليوم أكون فيه وحيداً.. فمن لي أبقى من الخيال رفيقاً وصديقاً..
سأجيب على أسئلتك صديقي الحبيب:
هل بطبعك تعتاد على كل مكان وتتكيف سريعا مع محيطه وواقعه الجديد ؟
إذا مكان فيه طبيعة وشجر وبحر .. طبعاً. أتكيف معه حتى لو كنت جالساً فيه لوحدي.
أم أنك مرتبط بحيز جغرافي معين لا يغيب عن بالك ووجدانك دائما ؟
سؤالك ذكرني بالممشى الذي أمشي فيه. هذا الممشى دوناً عن غيره من الأمكنة الجغرافية أرتبط به لأني أحبه ولأنه أقرب الأمكنة من بيتي. أمشي فيه كيلومترات سارحاً مع خيالي وأفكاري.
وهل هي فعلا أمكنة قادرة على مطاوعة تقلبات أمزجتنا وأحوالنا ؟
صحيح.. الأمكنة التي نحبها قد لا تنتزع السبب الذي سبّب تقلب المزاج لكنه يخفف ويساعد حتماً.
وإلى أي حد يكون تعلقنا بالأشخاص أكثر من الأماكن؟
أنا متعلق بصديق واحد.. لدينا نفس الروح والأفكار. أنا وصديقي متعلقان بالمكان الذي اعتدنا الذهاب إليه ههه.. غالباً ما نتسامر بالممشى أو الحديقة أو البحر.
وإن كانت كذلك ممكنة ؛ هل نستطيع نقلهم معنا لأي مكان آخر ؟
لا. من وجهة نظري لا. لأن الأشخاص أو لنقل الأرواح التي تآلفت بمكان معين كأنها نباتات ضربت جذورها في تربة ذلك المكان.. من الصعب جداً أن تألف مكان غيره.
وهل حنينها إلى ذكرياتنا الجميلة معلقة في صورته وما شكله ؟
نعم. هذا صحيح.
وأختم معكم بسؤال لا بد منه؛
ما هو انعكاس القيمة الرمزية لـ فلسطين الأبية كـ "مكان" وجداني في قلوبنا؟
فلسطين لها الله.. الله ينصرهم يارب
شكراً يا غالي.. والله ونورت منتدى النقاش الجاد.. كما كنت وما زلت منور منتدى القصص القصيرة..
أحييك ، لك التحية الطيبة محمد فلخلاك.