السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا" ومرحبا" بالأخت النجمة / ريم    - فى موضوع  - (المغامرون - العائدون )
منذ مدة  لم أقرأ موضوع بهذه القوة  وهذا العمق  - أحسنت وأحسنت يا أستاذه  فالموضوع جد كبير  يحتمل ويحتمل تعقيبات كثيرة   - فالعائدون إما من الحرب  أو الغربة  رحلة عودتهم قاسية  ---
هناك الجندى الذى عاد من ميدان القتال  مهزوما" يجر أذيال الخيبة والحسرة  - كانت الحسرة قد ضربت أعماقه  - لم يقاتل  - لم تخونه إرادته  ولكن خانه قادته  - خانه زعيمه الكبير لأن زعامته
كانت على الورق  - فشاهد زملاؤه وإخوانه يقتلون ويذبحون  وتقطع أوصالهم برصاص منهمر أو بشظايا فتاكة  - دون مقاومة  لم يقاتل  - مهزوم وفى يده السلاح ولم يضرب طلقة  --- ساعتها
أدرك  أن الحرب قيادة  - كان يظن أن الحرب يحسمها الجنود  حتى أدرك أن الحرب يحسمها قائد   - ( جيش من الأرانب يقوده أسد  يهزم جيش من الأسود يقوده أرنب )  - عظمة تاريخنا الإسلامى أن جيوشهم كانت من الأسود يقودها أسد
كان من العائدين  المكللين بالخيبة والحسرة  -- إستقبلته الشوارع بالنكران  - ضربه الجمهور بألسنة حداد  وبنظرات صواعق وكأنه المسؤول عن الهزيمة  - حتى بنى أهله لم يفرحوا بعودته --
لأنهم حملوا معه العار  -نعم نحن شعوب تعشق الضرب  وتضرب أنفسها بقسوة   ------
وبعد سنوات قليلة  - كان النصر  وأكاليل الغار بنفس الجنود مع تغيير القيادة  - عاد الجندى  وإذا بالشوارع تتراقص طربا"  وتحتضنه الجموع دون أن يعرفوه  وكأنه صاحب النصر المبين  ---
ساعتها أدرك  أن الجموع لا تتقبل إلا النصر   ------
أما المغامرون فى بلاد الغربة  - ولا يعرف الغربة إلا من جربها وجرب رحاياها  - بذل الجهد والعرق  لكنه لم يحرث شيئ  ولم يأتى بطحين  -- فى موضوع صديقى عادل بيكينباور - ربط
الثراء فى الغالب على حساب الكرامة   - فما بالك وهذا المغامر قد فقد الكرامة وضاعت منه وأيضا" لم يأتى بشيئ  -
وعاد مجروح ممزق النفس  فأنكرته الشوارع  وأنكره الناس  وأنكره أهله  - وكانوا يشاوروا عليه ويقولوا ( هذا من العشرة إللى خابوا )  وكأن من خابوا كانوا فقط عشرة  ---
كانوا يقولون  - كان عليه أن يعمل كثيرا" فالثراء لا يأتى إلا بكثرة العمل  - وهم لا يدركون أن الثراء لو كان بكثرة العمل لنامت الحمير على سرائر من ذهب   - فهل هناك من يعمل أكثر من
الحمار   -- لقد بذل الكثير من الجهد فى العمل  لكنه لم يحصد إلا التبن  --
رفقا" يا سادة بالعائدين  - رفقا" بالمغامرين العائدين  - فلو  وجدوا العمل والخير فى أوطانهم ما تركوه  -- لكنه السعى وراء العيش فلو فشل فلا تجلدوه  ---
شكرا" للنجمة / ريم   - لهذا الموضوع  ولو كان هناك تقييم لأعطيته خمسة نجوم
مع خالص تحيتى وتقديرى


.