السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعدت صباحا اخت سلمى
ما وددت التعقيب به اخت سلمى، هو ..
ان من المسلَّم والبديهي، الطفل او الشاب من محض انفسهم
لا يستطيعوا اتخاذ قرار مصيري في، ولحياتهم دونما الرجوع الى من يساعدهم في ذلك ويستشيرونه
وكذلك من البديهي، ان اقرب من سيثقون في استشارتهم
هم، سواء والديهم او من اقرابائهم الكبار، او من يرونهم اهل لذلك من محيطهم ومعارفهم في المجتمع
، اضافة للانطباع والنظرة العامة في المجتمع وبين قرانائهم للامر الذي هم بحاجة المشورة فيه
اضيفي لذلك الواقع، ان في الغالب من سيستشيرونهم من الكبار ممن حولهم - بما في ذلك والديهم -
فكرتهم وانطباعاتهم هي اساسا متاثرة وماخوذة من وجهة النظر العامة في المجتمع للامر الذي سيستشيرونهم فيه
فمثلا، .. في موضوع تخصصات الدراسة الجامعية
في مجتمعات الدول النامية، الانطباع السائد هو ..
ان مهنتي الطب والهندسة يأتوا في مقدمة التخصصات التي يُنصح ويُحث توجه الطلبة اليها
لماذا ؟؟ .. لواقع وسببين رئيسيين لانهم - نظريا - مهن ذات رواتب/ دخول مادية عالية
، اضافة للمكانة والنظرة الاجتماعية المرموقة لاصحاب هذه المهن
حتما، تخصصي الطب والهندسة لن يكونوا مناسبين لطبيعة ولشخصية الجميع
لكن الواقع العام لمجتمعات الدول النامية - " الفقير .. والأُمي "، يملي ويؤثر بشكل كبير ..
على من هم في موقع الراي والاستشارة لتلك النصائح، وربما - في حالات، والإملاءات
بيت القصيد،
ان، الكبار - بما في ذلك الوالدين، ممن يُملون ارائهم وتوجيههم على من هم دونهم - كأطفالهم مثلا،
هم، من جانب، يقومون بذلك بدافع حرص وحسن نية، على ما قد يكون في رايهم وموقفهم من جهل وخطأ
ومن جانب اخر، فهؤلاء الكبار، هم انفسهم واقعون تحت تاثير ورأي ونظرة المجتمع من حولهم
لــذلك، التساؤول هنا، هو .. الى اي مدى احملهم سوء وإعوجاج هذا الوضع والواقع ؟
هذا الوضع، المسؤول فيه بشكل رئيس،
هي الدولة ومؤسساتهم المعنية بالتخطيط والتربية والتعليم والاعلام
(وهو ما يُلمس، ويؤكده، في جانب من جهود تحقيق ذلك
- وما تفضلتي بذكره والاشارة اليه .. وكنتي طرفا فيه - مثلا، من وجود مشرفين وموجهين للطلبة)
بالمحصلة اخت سلمى،
ارى ان من الانصاف، وموضوعية الحُكم في الامر،
مراعاة المعطيات والظروف المؤثرة، والمُملية، في الواقع الذي يستعرضه ويتناوله موضوعك
نقطة هامشية اخيرة بخصوص " الهداية "، فـ ..
وعلى انها - الهداية - من الله سبحانه وتعادالى،
لكن، بشكل رئيس، هي مرهونة بإقبال الشخص ورغبته اساسا بالهداية .. والاستقامة
.. وبمعنى - وحسب الوارد في النصوص الشرعية، ان الله لا يهدي شخص اختار الكفر .. والمعصية
سلمى،
تقبلي تقديري وتحياتي
.