التغافل الذكي.. حفظ علاقة وصون صحةآخر
رد
آخر
الصفحة
يعرض حاليا رد معين من الموضوع - الضغط هنا يعرض الموضوع بالكامل
سوسن2022
  • المشاركات: 43
    نقاط التميز: 105
عضوة مبتدئة
سوسن2022
عضوة مبتدئة
المشاركات: 43
نقاط التميز: 105
معدل المشاركات يوميا: 0
الأيام منذ الإنضمام: 939
  • 11:54 - 2023/05/26
سلامات أخي العزيز فجر السلام

أحببتُ الموضوع جدا جدا جدا، وزاد من جمالية المضمون كل هذه المشاركات المنطوية على نبرة صدق عالية. ولوهلة أحسست أنني كما لو أُجلست في مقعد وثير وطُلب مني إغماض العينين، ثم عُرض علي أن أبوح بحقيقة المكنون. لكنني أقول، منطلقة مع الطيور بحرية لا تخشى انقضاض الصقر وغارات صروف الدهر، إن هذا التغافل الذكي قلما يقف عنده الشخص ويتصرّف على ضوئه خلال تعامله مع الناس. وفي سِير عتاة السياسيين وكثير من الحكماء يُلمس جلياً هذا النوع من الاستخدام، فكثيراً ما يلجأون إليه إلى أن صار لديهم هذا النوع من التصرف عادة راسخة في التعامل مع الآخرين. ولقوة التغافل الذكي على تمتين علاقة التلاحم بين الأطراف مختلفي الطباع ما لا يجهل أثره. وقد يروقني أكثر استعمال لفظتي غض الطرف، فمضمونهما مجتمعين يضم الجمع بين الرؤية وإغماض العين في نفس الآن، إلا أن الأجمل أثره لدى الآخر، ذاك المتجاوز عن هفواته. وبيني وبين صديقتي فرق جوهري في هذا الصدد. فقد اعتادت التنبيه على كل شيء وفي كل آن: حذار من فعل هذا، فأنتِ إن قمتِ به حصل كيت وكيت... ولماذا فعلت هذا بهذه الطريقة، فالأفضل أن يتم إنجازه على الشكل التالي. كذلك عندما تقوم بإصلاح أي شيء، تعمد إلى قول ما فعلته، وتبدي مؤاخذتها على الفعل ، كاشفة الخلل بصراحة مطلقة وتكاد تكون جارحة. وقبل أن أقف على أن هذه طبيعة مترسخة لديها، وأنها عادتها في التصرف مع الجميع، بكشف بعض مصادر تصرفها على هذا الشكل بترددي على بيت أهلها والتعرف على والدتها التي كانت قمة في مؤاخذة المحيطين بها ومن ترد أسماؤهم من الناس من مختلف الطبقات، فأدركت للحال من أين جاء ذلك الغصن، فقبل أن أعرف هذا كنت دائمة الشد والجذب والأخذ والرد معها في الصغيرة والكبيرة. وعندما نقلتُ النظر إلى تصرفي الشخصي وإلى أعماق نفسي، وجدتُ طبعي يميل بي طبيعياً إلى التجاوز المرفوق في الغالب بالتدارك غير المحرج. وأدير وجهي نحو والدتي، فأكتشف مصدراً آخر من مصادر تأثري فيما أفعله، فهي بالفعل قمة التغافل الذكي، مع ما يرافق ذلك من صمت وصبر لانتظار أن تكشف الأيام عن آثار ذلك التصرف الحكيم. فعندما قرأت الموضوع، رحت أتأمل حالي، وحال المحيطين بي. فاستغربتُ للقيمة الكبيرة التي يتحلى بها التغافل الذكي في حياة الناس وتمتين أواصر التقارب، بل والارتفاع بحالات التوادد العادية إلى محبة صادقة. وهذا الوعي الدقيق بالموضوع سرعان ما انعكس على تلك العلاقة بيني وبين صديقتي وغيرها من الذين جمعتني معهم سبل الحياة، فالحمد لله أن تمّ ترميم الكثير من الثغرات، وتجاوز العديد من الهفوات التي لو تمّ أخذها بالصرامة اللازمة للحين لأتت حتماً بنتائج عكسية، ولما أصلحتْ شيئاً، بل ولزادت البلة بلّات. قد يكون ذلك التغافل الذكي ذا تأثير إيجابي في حالات دون أخرى، ولكنه موجود على أية حال. وتتراءى أمامي كثير من الحوادث التي تستحق فعلا أن تُذكر في هذا المقام، ولكن الحيّز ومناداة المعتاد من الأشغال تدفعني دفعاً إلى أن أرجئ ذلك إلى فرصة قد تأتي وقد لا تأتي. تحياتي
0📊0👍0👏0👌0💭

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 التغافل الذكي.. حفظ علاقة وصون صحةبداية
الصفحة