من ضمن المواضيع التي أقرأ فيها كثيرا هي علم النفس و التحليل النفسي و أنماط الشخصية سواء ككتب أو كمقالات على الإنترنت و قمت بعمل اختبارات نفسية و شخصية كثيرة ظنا مني أنها ستضيء لي جوانب لا أعرفها في شخصيتي و ستجعلني أفهم نفسي بشكل أفضل،ذات الأمر ينطبق على ما يسمى بتطوير الذات و الذكاء الاجتماعي و العاطفي و ضاعف ذكاءك و التفكير خارج الصندوق و ما يجعلك سعيدا و ما يجعلك تعيسا 

و الإدارة و القيادة و عناوين من هذا القبيل،و أيضا قرأت سير القادة و الناجحين و صفاتهم النفسية و الشخصية و أساليب تفكيرهم و نصائحهم و كيف واجهوا العقبات و تغلبوا عليها و أساليب تعاملهم مع المواقف و أفكارهم حولها

الفكرة هي أنني لم أجد في كل ذلك ما يفيد و ما يؤدي لنتيجة على أرض الواقع ذات بال إلا أشياء قليلة لا تذكر،كل ذلك لا يعدو أن يكون معلومات سردية نظرية ممتعة ليس لها سوى أثر نفسي فقط و ليس أثر ناجم عن تغير و نتيجة حصلت على أرض الواقع،.

بالعكس قد تؤدي القراءة كثيرا في هذه المواضيع إلى التشوش و بالتالي التأثر سلبا،لأنك عندما تقرأ أساليب و نصائح و خطوات في التعامل مع موقف معين و يسوق لك على أنها طريقة صحيحة و ناجحة فأنت بشكل لا واعي تتمثل هذه الأساليب و الخطوات في التعامل مع واقعك من طريقها و تنظر لواقعك بنظارة شخص آخر و ليس بإحساسك و نظرتك المباشرة أنت و هذا يؤدي لعدم التوافق و بالتالي حصول تشوش في النظرة،

بينما لو نظرت للموقف بنظرتك أنت من دون تشويش منظار شخص آخر ستتعامل مع هذا الموقف وفق ما يلائم عقلك و نفسك بشكل مباشر و ربما يخطر في بالك أساليب و طرائق تلائم عقليتك و شخصيتك لم يطرقها أحد قبلك و بالتالي تنجح في التعامل مع هذا الموقف 

 

لا حاجة لأقوال شخص آخر و قراءة المقالات و الكتب لمعرفة ما يسعدك و ما يحزنك في الحياة أنت الذي تعرف دواخل نفسك و ما يسبب لك السعادة و ما يسبب لك التعاسة،أحاسيسك الداخلية و أفكارك تجاه أي موقف أنت الوحيد الذي يمكن أن يقدرها و يشعر بها حق تقديرها و هي الحقيقة و ما غيرها يكون هو الوهم،قد تكون هناك طرق غير مألوفة لم يتعامل بها أحد سابقا مع المواقف المختلفة خذ راحتك في فعلها و لا تهتم و لا تشغل بالك في عدم إقدام أحد عليها فربما لم تخطر في بالهم و لن تكون خاطئة لمجرد عدم قيام شخص آخر بفعلها كما تعتقد

لست بحاجة لاتباع نظام غذائي معين يزعمون أنه يفيدك و لشرب عدد ما من أكواب الماء يوميا ،جسمك يعرف ما يحتاجه من غذاء و من ماء و أي نوع يناسبه و يعطيك التنبيهات و الشعور للحاجة في حال نقصك صنف معين،على سبيل المثال شخصيا لا أحب الفواكه و الخضراوات و أحب الشوكولا و الدونات و الكرواسان و السمك و اللحم و الدجاج و الرز و الدهون و الزيوت دائما ما أنتقد على ذلك و أن هذا النوع من الأطعمة الجافة يسبب السرطانات و الجلطات و أمراض القلب و أن الفواكه و الخضر تقي من السرطانات،عملت بحث عن أناس لا يأكلون الفواكه و الخضراوات و بالفعل اكتشفت أن هناك من هم في أعمار متقدمة و يأكلون كل ما يحبون و لا يأكلون الفواكه و الخضر و رغم ذلك لا يعانون من أمراض و صحتهم ممتازة،و دائما أشعر أنني لو أكلت أطعمة جافة زيادة عن اللزوم على فترات طويلة تعافها نفسي و أشعر شعور غير مريح و أشتهي الفواكه و الخضر و أقوم بأكلها حتى أشعر أن جسمي عاد لحالته الطبيعية و إلى توازنه،يعني كل جسم يختلف عن الآخر في حاجته الغذائية و يدرك الكميات التي يحتاجها و المقالات حول التغذية و الهرم الغذائي هي مقاربات و اجتهادات لا تنطبق على كل شخص و لسنا مطالبين باتباعها و الأخذ بها لأننا نعرف أنفسنا أكثر من أي أحد 

 

لا يوجد ما يخدمك في التعامل مع الحياة و الواقع بقدر قراءتك لنفسك و قراءتك الشخصية أنت للحياة و الواقع بأسلوبك أنت و بطريقة تفكيرك أنت،و ليس بتمثلها من منظار الآخرين و هذا ما اكتشفته مؤخرا اقرأ نفسك و اقرأ العالم من نظر نفسك

 

و كما يقول مقاتل الساموراي ماياموتو موساشي في كتابه الحلقات الخمسة:

 

لا يوجد شيء خارج نفسك يمكن أن يمكنك من أن تصبح أفضل أو أقوي أو أكثر ثراء أو أسرع أو أذكى كل شيء في الداخل كل شيء موجود لا تبحث خارج نفسك

 

دون تقليد أي شخص آخر يجب أن يكون لديك الكثير من الأسلحة التي تناسبك

 

ما رأيك بفكرة الموضوع؟هل تظن أن الفكرة تنفع الأشخاص الانطوائيين و لا تنفع أنماط الشخصيات الأخرى؟هل يحصل لك تشويش و تمثل لا واعي عندما تقرأ و تسمع تجارب الآخرين و نصائحهم؟هل تجد أفكار خاطئة و غير منطقية في الموضوع؟

 

شكرا جزيلا لكم على حسن قراءتكم و السلام عليكم