أزمة الثقة في الآخر !
آخر
رد
آخر
الصفحة
يعرض حاليا رد معين من الموضوع - الضغط هنا يعرض الموضوع بالكامل
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
المشاركات: 841
نقاط التميز: 1960
معدل المشاركات يوميا: 0.9
الأيام منذ الإنضمام: 922
  • 13:14 - 2023/05/02
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أخي المحترم الفاضل معاذ
أصدق التحيات وأخلصها
وقد تطرقتَ لمشكل الثقة بين الناس..
وإنك لتجد كثيراً من أرباب العمل يفتقدون لهذه الثقة فيمن يشتغلون تحت رعايتهم..
والسؤال الأهم هو كيف يحدث أنك تضع ثقتك الكاملة في شخص ما،
ويأكل معك في نفس الإناء، ويطلع على سائر أسرارك،
والأكثر من ذلك أنه يلمس صدق ظنك الحسن فيه
وإقدامك على ائتمانه حتى على أعز ما تمتلكه يمناك،
ثم في يوم من الأيام، يضرب ضربته الكريهة المؤذية الموجعة
والتي تكاد تكون قاتلة؛
فإذا الأمانة إنما كانت قد وضعت في غير موضعها،
وإذا المرء وكأنما وضع على عينيه عصابة تخفي السوء مما يكمن وراء المظهر،
وتجمّل رؤية الشخص الذي يبدي الابتسام، ويذعن لكل نصح بكامل الاستسلام،
ويسير في الركاب كأي كائن بالغ الرضا والطاعة،
وتأمره بكتمان هذا السر، فيفعل،
وتلتمس منه قضاء تلك الحاجة، فيدع ما في يديه ويبادر إلى التلبية..

وأعرف من تلقى ضربة نجلاء أعمق من طعنة خنجر مسموم،
من أقرب المقرّبين له،
واسودت بفعلها جوانب من حواشي سنوات حياته التالية..
وحدث هذا لرؤساء وملوك، عبر التاريخ،
وحدث لفئات الناس من مختلف الطبقات..
ولا يزال الأمر يحدث فينا من المسؤولين الذين نضع كل ثقتنا فيهم،
فإذا الأيام تتكشف تدريجياً إلى أن تسقط النقاب جملة
عن معدن الخيانة الدفين في أغوارهم والمستكن في أحشائهم..

فيا لله!

فما السبب الكامن وراء ذلك
غير حب الذات والأنانية والغيرة والحسد
وما شابه من صنوف الأخلاق البذيئة،
أبعدها الله تعالى عنا وعنك إلى أبد الآبدين؟..

وما الربح الذي يناله هذا الغاش الخائن المفتري،
بعد أن يكون قد شرخ صرحاً كان ذات يوم قائماً بالغ الالتماع،
صافي الوجه، جاذباً لسائر الأنظار الملأى تقديراً ومحبة وإعجاباً؟..

صديقي المحترم الغالي،
الحديث في هذا الباب مثير للشجون..
وإنني لأعلم أن هناك من لو أتيح له الانتقام من ذاك المؤتَمَن الخائن،
لسلط عليه بواشق أساطير اليونان، بعد نصبه مصلوباً على أحد الجبال،
فتنهش منه الكبد وسائر الأحشاء والأطراف والأعضاء،
وتُخْلَف من جديد،
فتعاود الكواسر فعلها،
في وحشية أشد دموية ونهشاً من الأولى،
ومع ذلك كله، فقد لا يبرد شيء من غلته،
ولا يَنْسى المغرَّر به الجروح الغائرة التي لا يندمل منها شيء فيه،
إلَّم تزد غوراً وتفسخاً واتساعاً!!..

وقانا الله تعالى شرور أمثال هؤلاء،
وأبعدهم عن طريقنا،
وجعلنا في حصن حصين منهم، آمنين مطمئنين إلى يوم الدين..

وجزاك الله تعالى خير الجزاء على هذا الموضوع العميق الهام،
مع هذا التقديم المختصر والمستوفي لكافة أطرافه وجوانبه
0📊0👍0👏0👌0💭

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 أزمة الثقة في الآخر !
بداية
الصفحة