أهلا بالأخت الفاضلة: سلمى
نورتي المكان
. . .
في قلبي بكاءٌ بوسع الأرض، وفي عيني دموعٌ بحجم السّماء..
أركنُ هنا في هذه الفترة، ما بعد الصيام، وما بعد العيد، أكظم أنفاسًا متقطعة، وأربط على مشاعر ثكلى، وأحاسيس تشي بما يعترك في النفس سنواتٍ طوال.
رغم شعورك المحزن، لكن منذ وقت طويل وأنا ألاحظ قدرتك الفائقة على التعبير بدقة لا نظير لها، فلا عجب أني منحتك تصويتي في مسابقة أيام زمان ؛ عندما كتبتِ عن سالي. تظل الكاتبة موجودة بداخلك وإن توقفت عن كتابة القصص لكنكِ عوضتِ عن ذلك بكتابة المقالات في منتدى النقاش الجاد
. . .
ما بعد الفرح ألف دمعٍ ودمعٍ، وما خلف الابتسامة ألف حزنٍ وحزن.. وما بينهما ،، أنا ،، بدون ملامح.
وفي ساحة الفرح ،، دومًا،، يتضح الحزن كما يجب!
أقاومُ شعور الأسى بشموخ وكبر، فتسقط نفسي صرعى مع أول لحظة تسرق روحي، وبضع أنفاسي..
لا عناوين تبرق سوى عنوان الحزن، ولا مراكب تسير سوى مركب الأحزان، ولا شواطئ تحتوي هذا الركام سوى شواطئ الآلام..
في داخلي آلاف الهدنات البائدة، وملايين التراجعات للماضي الدفين.. وكتلة من التمني والرجاء..
مختصر العمر كان كونٌ أضاء الدواخل ثم انطفئ عنوة، وشمسٌ أشرقت بها روحي فغادرت قسرا..
فلا ليل ولا ظهر ولا نهار تبقى يمنح الروح بضع حياة..
كنت أقول لنفسي: الإنسان الواعي والإنسان المثقف هو أتعس من غيره ؛ لأنه يرى الأمور على حقيقتها ويعرف ماذا يجري في هذا العالم المقفر من الإنسانية والضمير والشرف.
ها أنذا هي أنا.. فبعد الفقد نتضح بدون زيف، وبعد الوجع تتضح صور أرواحنا كما يجب.
عذراً أختي سلمى، هل تقصدين بالفقد هو ذلك الشعور الذي انتابك منذ وفاة أمك -الله يرحمها-
وماذا بعد الضياع سوى الضياع؟
100%
... مابعدهما سبيل اللامكان.. إلى حين..
لم يعد لأحد عندي شيئ هاهنا..
آسف سلمى بسبب فضولي، اسمحي لي أن أطلب منك توضيحاً لهذه الجملة
أنا وقفٌ شامخٌ هاهنا، لا يملك شيئًا.
رغم براعة تعبيرك عن ذاتك، أختي سلمى، لكني أيضاً لم أفهم :)
وليس ملكًا لأحد.
صحيح، الإنسان الذي يحب نفسه ويقدر نفسه حق التقدير لا يجب عليه أن يكون ملكاً إلا لنفسه
تساؤلي:
-كيف تُقنِع متَّضح الرؤية بأن يلبس نظارات؟
لا أحبذ أن يلبس الشخص الواعي نظارات بقدر ما أن يتذكر أن له بيته الذي يلتجأ إليه في نهاية اليوم من الأشياء التي يراها في الشارع وفي كل مكان
-وكيف تشرح لفاهم، ما تعجز أنت عن فهمه؟
لم يسبق لي أن عجزت عن فهم شخصاً مثقفاً واعياً بحكم أني في حالة اتصال دائم مع نفسي
بالعكس أنا وهذا الشخص نتشارك نفس الهم والمخاوف.
شكراً سلمى ومرحبا بعودتك الحلوة المفرحة