حنين..ياسمين أنهت حنين دراستها الثانوية بامتياز ودخلت لعالم الجامعة الغريب عنها،وهناك كان تحول جذري في شخصيتها،تعرفت على صديقات جدد وأفكار جديدة وثقافات مغايرة لثقافة بيئتها،هنا عزمت على الحفاظ على نفسها والتفوق في دراستها ،فبالجامعة طريقان طريق الخطأ والانجراف نحو الهاوية وخسران الأخلاق والعفة،والطريق المستقيم والمحافظة على الأخلاق والحياء والتمسك بالصحبة الصالحة،ولا طريق ثالث بينهما،فكانت تتألم كلما ترى فتاة تحيد عن مبادئها تدخل للجامعة بالحجاب وعند اختفاء وليها تنزعه وتتبرج وتركب مع صديقها كما تزعم زوج المستقبل الذي يتسلى بها وبعد أن تفقد شرفها يرميها كرمي القمامة. كانت تتألم كيف لبنات جنسها كاسيات عاريات كالسلع المعروضة بالمجان،أين ضميرهم؟ أين خوفهم من الله؟ حنين لم يجبرها لا والديها ولا أهلها على الحجاب وعلى التمسك بدين الله بالعكس كانت عائلتها أول محارب لها ،لكن تلك فطرتها السليمة فهي تخاف الله ومن يخاف الله عليه أن يلتزم بأوامره وشرعه ،وهنا يظهر الفرق من كانت تسير على طريق الله بإرادتها وخوفا من ورجاءا لمرضاته فإنها تثبت،ومن كان مظهر تدينها هو لاإجبار عائلتها أو نفاقا فقط من أجل هوى النفس ومصالح خاصة فإنها لن تثبت وأول ما تكون بعيدة عن أنظار أهلها ومن يعرفها،تكشف عن حقيقتها هكذا كانت حنين تتكلم بينها وبين نفسها. ياسمين:حنين حنين حان وقت استلام النتائج هيا اسرعي. نهضت حنين بتأفف وارهاق شديد فهي لم تنام منذ أيام يسبب التفكير في أمر مصيري ومهم بالنسبة لها.هل توافق على رجل ذو أخلاق تقدم لها من الباب طالبا للحلال أوتكمل مسيرتها وتختار دراستها العليا.. حنين:نسرين لوكنت بمكاني كيف تتصرفي وماذا تختاري. ياسمين:مممم بصراحة لا أختار بينهما..فقط أحاول اقناع الخاطب بموافقته على اكمال دراستي..ان رفض عندها أختار دراستي وطموحي وأحلامي. حنين:شكرا صديقتي بعد الاستخارة أقرر.. وبعد تعب 4 سنوات جاء وقت جني الثمار..ثمار التعب والاجتهاد .. كانت حنين على رأس القائمة بدفعتها..وياسمين نجحت لكن ليس بتفوق ومع هذا فرحت كثيرا لتفوق صديقة طفولتها..عانقتها بسعادة : مبروك مبروك صديقتي الغالية أفتخر بك .. ضحكت حنين وقالت لها وأنت فخري يا أعز صديقة كنت معي في السراء والضراء وجدتك دوما بجانبي أحمد الله أن رزقني صديقة مثلك .. بكت ياسمين وهي تضمها وتقوللها سنفترق ..كل واحدة ستسير على طريق خاص بها..سنعود وأهلي للشرق أين أهلنا وأقاربنا.. لكن وعد لن أنساك..فالحب في الله دعاء في ظهر الغيب.. وهكذا ودعت حنين صديقتها الصادقة معها والطيبة ياسمين وهي تعدها بأن تبقى مخلصة لها ولن تنساها أبدا.. عادت حنين لقريتها التي بقت كما تركتها قبل 5 سنوات..لا جديد فالناس فيها زادوا ابتعادا عن طريق الله..لا يخل ومجلس من الغيبة والنميمة والكلام الفاحش.. يرون ان الانسان القريب من طريق الله مجنون أو مختل ..ولشدة تساهلهم في دين الله أصبحوا يرون الملتزم متشدد ..أصبحوا يرون الموسيقى والغناء حلال والسفور والتبرج تطور وحضارة.. كانت تقول في نفسها..ربي أعني على الأيام القادمة.. وبعد تفكير قررت اكمال دراستها ورفض الارتباط إلا بعد إكمال دراستها.. رجعت لتعيش في بيتهم وهي تطلب الاعانة من الله وأن يرزقها الصبر على الأذى من أهلها..وبدأت المراجعة والاجتهاد تحضيرا لمسابقة شهادة المجاستير بمدينتها.. يتبع |