السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحية طيبة لجميع رواد الجاد
في الحياة اليومية، تكثُر عديدٌ من المصطلحات، وبعضٌ من المسميات على الأفعال والأشياء المعاشة.
وكثيرا ما يحصل خلطٌ في تسميتها.
ويستمر هذا الخلط إلى أن تصبح عادة أو حتى قاعدة.
كثيرا ما نجد أولئك الذين يبرعون في مدّ النصائح، وتفصيل خبراتهم وإلباس الناس بما يناسب رؤيتهم، مع أن ذلك ليس بالضرورة أن يكون صحيحا.
إذ يجب دائما أن نمحص في قناعاتنا وغربلة ما لا ينفع!
وكثيرا ما تتردد لفظة الرضا، فينصح الناصحون بها غيرهم من المتذمرين، فما شكل هذا الرضا، أو القناعة، وحمد الله على ما يمنه الله علينا؟
هل علينا أن ندرك أن الإنسان مكرم، حتى نعرف ما يليق به وما لا يليق، ما يجب عليه الأخذ به وما لا يجب..
إن أقل شيء يجب أن يحصل عليه المرء هو عيشة كريمة، فكيف تكون هذه العيشة الكريمة؟
بالحصول على حقه في التعليم والتعلم والوصول لأي درجة يطمح فيها، ليحقق نجاحه المرغوب.
بأن يحصل على ما يناسبه من حاجيات ضرورية يومية كمأكل ومشرب وملبس وغيره.
بأن يحصل على سكن مرموق، يمارس فيه حياته، وسيارة لم لا، تسهل عليه تنقلاته..
إلى غير ذلك..
لكن لماذا وصلنا إلى مرحلة نسمي فيها هذه الأمور الضرورية كماليات؟
وبالمقابل كل من يتذمر لأنه لم يحصل عليها، بأنه غير قانع أو غير راض؟
هل ندرك أن الدول الأوربية قد تعدت مسألة المأكل والمشرب والمسكن، وصارت مشاكلها محصورة في كيف أصل للقمة!
بينما نحن لا زلنا نتنازع في الحصول على مسكن لائق، وكيف نشبع حاجياتنا الفيسيولوجية والنفسية وغيرها..
°لماذا يُعاب على المرأة مثلا إذا اشترطت في زواجها مسكنا لائقا، ومكانة مقبولة لطالب يدها؟
°ولماذا تسمى طلباتها شيئا من الكماليات، رغم أنها ضرورية وواجبة.
°لماذا يرضى المرء مثلا بوظيفة بسيطة لعشرات السنين بحجة الرضا بالرزق ، وبأن كل الذي يعطيه لنا ربنا نعمة.
هل ندرك أن الرضا بالقليل سيجعلنا نتعثر في الأسفل، في حين لو أعطينا كل شيء حقه، وكل مسمى اسمه الحقيقي لارتفعنا قليلا؟
من جهة أخرى لماذا نرضى بفتات الإهتمام، وقليل من الحنان، ويُسرٍ يسيِر من العطاء؟
ألا نستحق فيضا من الاهتمام، وسيلا من المودة، وخيرا من العطاء؟
لماذا هذه الفلسفة المجحفة في حق النفس، وجعلها مذلولة، تحت عنوان الرضا والقناعة، وحمد الرحمن؟
أليس بإمكاننا أن نحمد الله ونحن نسعى للرفاهية، الرفاهية المادية والمعنوية والنفسية، ليس علينا أن نبقى مذلولين تحت الأرجل ليقال نحن حامدون؟
° للنقاش °