السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا" ومرحبا" بأختنا الدكتورة / راسيل    - فى موضوع هام يخص  -التسول بالمرض والإعاقة  --
التسول مهنة يمتهنها البعض  - وهى مهنة مربحة جدا" - والمتسول كسبان على كلا الوجهين سواء أعطيته  أو لم تعطيه  - فإن أعطيته كان بها فقد كسب وإن لم تعطه ستدعو له
أن يستره الله وأن يحنن عليه وأن يشفيه  لذلك فهو كسبان أيضا"  -
ولكل مهنة أدواتها ومعطياتها   - ومن أهم ادوات التسول هو جذب الإستعطاف سواء بالمرض أو الإعاقة  - وأحيانا" عزيز قوم ذل  -- هذه مقومات المهنة  - 
إنهم يستطيعون شراء أفخر الملابس  - ولكن لو لبسوا ملابس فاخرة فمن سيعطف عليهم  - لديهم غرف لصناعة المكياج ومتخصصين على أعلى درجة أعلى تخصصا" من مكياج
السينما والأفلام ليبدوا عليهم أشكال الفقراء المساكين  -- لذلك عندما أحضرتى لهم ملابس فاخرة  -هذا ضد أدوات المهنة لذلك غضبت المتسولة جدا" --
-- ما نراه ضد الإنسانية  - هم لا يرونه كذلك  - هم يصنعون الإعاقة للبعض منهم  - وهذه الإعاقة هى مؤهلاته المهنية  التى يتكسب منها  ---
عالم التسول موجود منذ القدم  ولن ينتهى مع مرور الزمان  - ولا علاقة له بفقر الدول أو غناها  - بالعكس كلما زاد غنى الدول  كلما زاد التسول فيه  -- وأيضا" لا علاقة للكرامة
المتسول من الأساس ليس لديه كرامة منذ مولده  - أو للكرامة عنده أشكال أخرى  ---
فإن تعاطفتى مع المتسول فقد نجح فى مهنته - وإن زاد تعاطفك  -فقد حصل المتسول على درجة الدكتوراه  - نعم المتسولون لهم درجات علمية فى مهنتهم
أذكر قصة ظريفة  - عندما كنا أطفال كانت لى شقيقة رهيفة الحس  -سمعت متسول يمشى فى الشارع ويقول  - جعان - جعان يا مسلمين  -والله جعان ربنا يستركم وميجوعكوش
فأخذت صغيرتى الطفلة رغيف من الخبز  وما كانت تأكله ونزلت إلى المتسول تنادى عليه  -- فما أن رأها تحمل طعاما" -- قال لها  : روحى كوليه ووفريه على حالك  -إمشى
رجعت شقيقتى  - وعيونها حمراء من الكسوف والخزلان  -- وقتها كنا أطفال صغار - بدلا" من أن نواسيها ضحكنا عليها  - وللأسف تنمرنا على هذا الموقف عدة سنين
لم تنسى شقيقتى هذا الموقف مع المتسول حتى بعد مرور السنين الطوال  - وحتى اليوم لم تنساه  
هذا حال إمبراطورية المتسولين   - نعم إنها إمبراطورية لها قواعد رهيبة  - لا يجرؤ أحد أن يتعداها على الإطلاق 
شكرا" يا دكتورة  - على هذا الموضوع  -بارك الله فيك وفى والديك  - أنت طيبة جدا" يا راسيل  - وهذه ميزة كبيرة  أدامها الله عليك  -نعمة من عند الله تعالى
مع خالص تحيتى


.