أتذكر ؟
يوم طلبتَ منّي الابتعاد عن الجميع ،
لا لأجل غيرتك ـ
بل لأنّهم يجرحونني
و لأنّكَ تكره ان ترى الدموع في عيني ـ
أتذكر ؟
يومَ بحتُ لكَ بخيبتي فيهم ـ
و بكيت بين يديك ،
عاتبتني ، لانني لم اسمع نصيحتكَ
و لم ابتعد عنهم ـ
أتذكر ؟
يوم وعدتني الا تجرحني
و الا تسمح للدمع ان يتجرأ على حرق وجهي
أتذكر ؟
يوم أقسمتَ على حبكَ لي ـ
و ردّدتَ أنّكَ تكره بكائي و تكره من يتسبب فيه ـ
أتذكر ؟
يومَ قلتُ لكَ أنني تعبتُ من الثقة بالاخرين ، و من خذلانهم
و تعبتُ من الخيبات التي تراكمت على قلبي
فما عاد يُبصر النور ـ،
يومها قلتَ أنكَ لستَ مثلهم ، و انك "مختلف"
و انكَ ترفض ان يجرحني احدهم ـ فكيف ستجرحني انتَ ؟
أتذكر ؟
حين كنتَ تحرص على ان ابتسم قبل ان انام
و ألّا أنام و الدمع يرافق وجنتيّ ـ
أتذكر ؟
يومًا كنتُ فيه غالية عندكَ ؟
و الان ـ
تغيّر كل شيء ،
و تلكَ "الغالية" صارت "رخيصة" ،
و الطفلة التي كنتَ لا تنام الا بعد ان تمسح دموعها و ترسم البسمة على شفاهها ـ
تبرأتَ منها ـ و من آلامها ،
و صرتَ تستلذ بتعذيبها ـ
مادامت ستذرف الدمع بسببك ـ؛
اليوم ـ،
من كان يرفض ان يجرحني احدٌ ـ صار يجرحني ؛
و مَن كان يرفض الدمع في عينيّ ـ صارَ يُبكيني
و من كان يعتذر بسبب أخطاءٍ لم يرتكبها ، فقط لأنّها سببت ألمي ، صار يرتكب الخطأ و ينكره ــ
و يردّد في الغد ، -كما في كل مرة- : "أحبكِ"
و أنسى ، كأنّ شيئا لم يكن ــ؛
ـــــــــ
من بحتُ لهُ بخيباتي ، صارَ خيبتي
و من فضّلته عن سائر الرجال ـ، جعلني "رخيصة'
ـــــــ
فلتهنأ ـ فدموعي لن تبصرها ،
لن أبكي
:)