

يحدث أن يمتلئ النبض بالوجع فيعجز عن زفر الآه
ويتورط بالحنين الذي يجتاحه في لحظة
حاول فيها أن يختلس الأمل والأمان
ذات أزمة حنين ، مر شريط الذكريات بأدق تفاصيله ، بلحظات الوجع ، الفقد، الحزن ، اليأس ونكهة الخيبة والخذلان ...
فبات النبض يشكو نزيفا من الصعب إيقافه وتدارك الأمر
وذات ليلة بكاء اكتفى النبض من تلويح محبيه ورحيلهم دون عودة،
اكتفى من ذلك القدر الذي يأتي على حين غرة ليسلب منه الحياة في كل مرة
ثم يمضي دون رحمة أو شفقة
وفكرت في الانتحار ويوم رحيلي......
فبعد رحيلهم ما جدوى بقائي ؟
ما جدوى حياتي وهي بلا معنى في غيابهم
ما جدوى الاستمرار ما دمت سأفقد المزيد ثم أفقدني ككل مرة
لم لا أضع حدا لهذه المأساة
لِم عليّ أن أنتظر الصدمة القادمة وأنا مكتوفة الأيدي ؟
لِم لا أختار أنا مصيري لأول مرة ؟
و جهزت نفسي ليوم انتحاري....
رتبت أشيائي وتأملتها ومع كل غرض أتذكر حكاية ،
أتذكر كيف أهداني القدر قلوبا وبعد أن عشقتها سرقها وسلبها مني بالقوة ....
تذكرت كل هدية وتجرعت مرارة الحنين بعد أن وضعت كل واحدة في مكانها المخصص
ثم جمعت ذكرياتي ولحظاتي و جلّ احتياجاتي وبقيت أخرى تأبى الرحيل معي
تأبى الفرار فهي تحاول أن تبقى راسخة رغم كل الظروف
تحاول أن تترك لي أثرا رغم قرار الرحيل
ثم اقتنيت قصاصة ورق وحبلا غليظا ومقعدا للحاجة
كتبت عليها : لا تحاولوا إيقاظي فأنا هكذا أرتاح...
لقد جهزت قطعة القماش البيضاء هي في الدرج الأيمن وشيئا من الصابون ،
لم أجهز حذاء فأنا لا أحتاجه لأنني سأحمل على الأكتاف ،
لم أقتني ساعتي لأن هناك الوقت عندي سيان أنتم من ستحتاجونها ستساعدكم على عد اللحظات في غيابي
فأنا سأتوسد الثرى وأرتاح من هموم الفقد والحنين والوجع
وعلى الجانب الأيمن دونت اسمي
علقتها بالقرب من قلبي وعلقتني بذلك الحبل و ساعدني قليلا ذلك المقعد
ثم تذكرت أمرا...فتركت المقعد
وأخذت ألبوم الصور ، تصفحته ، ابتسمت ، ثم بكيت وعدت للمقعد مجددا
فزارني طيفها ليس بالحلم كالعادة لأنني لم أكن نائمة
ابتسمت وأيقنت أنني راحلة وربما سأضمها مجددا هناك
فحدثني طيفها بأن أصلي ركعتين قبل الرحيل
ولا يمكنني عصيانها ورفض طلبها
فوقعت نظرة عابثة على تلك السجادة
اتجهت وبدأت بالصلاة على غير عادتي أفرطت في طول السجود
رحلت مع قوله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )
ثم مزقت تلك الورقة وخبأت الحبل وأرجعت المقعد وابتسمت وكأنني انتهيت مع لعبة سباق مع الزمن ، وهذه المرة أنا من تفوق عليه
قد تنتهي لعبة النسيان قبل أن أصل للنهاية لأنني تعثرت بمنتصف الطريق
ولكن دوما هناك وهج يهبنا بصيص سعادة حتى وان ظلت مرارة الذكريات عالقة
سبحانك ربي ما أرحمك
