
أبواب الغابة السوداء مفتوحة للجميع
كانت رحلة ممتعة برفقة مرشد محنّك ، استكشافية بمعنى الكلمة وربما تفقدية من يعلم
وبالرغم من سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة والعواصف والرعود المدوية ، وذلك الاعصار المخيف
وانعدام الرؤية إلا أننا لم نتراجع وأكملنا تلك الرحلة
فصادفنا عند أول منعطف للغابة مهرجا يدعي الثقافة والعلم والمكانة السامية
ويقدم فتاوى عجيبة ومغرية دون مقابل وربما المقابل هو الشهرة التي سينالها حين تنهال عليه العقول الفارغة
من اجل نيل فتاوى تتماشى وفق رغباتهم الصادقة ونياتهم السليمة عفوا أقصد طموحاتهم الدنيئة
حيث تصبح الرشاوى هدايا والربا قرضا والكذب ملونا فلا ضير من الاكاذيب البيضاء
فلم نهتم لوجوده وأكملنا طريقنا ، فصادفنا شيخا مستلقيا على العشب في ذلك الجو الكئيب والمخيف ،
اقتربنا وسلمنا عليه فصرخ غاضبا : أنا ماشي جنب الحيط مالي صالح بحدا شو جابكم لعندي ؟
تعجبنا من ردة فعله والموقف العجيب وتسمرنا بنفس المكان عسى ولعل أن نستوعب الموقف
وفجأة شب حريق بكوخ قريب ولم يحرك ساكنا فقط اكتفى بالمشاهدة
فقد اعتاد على العيش في أقاصي الغابة دون أن يلتفت لأحد
طبعا لا داعي للتعجب والاستغراب المشوار الطويل وسنصادف الكثير فالاغلبية الساحقة الماحقة تكتسح غابتنا
وان لم تكن له مصلحة ما وغاية ما فلن يتحرك ولن يكترث لشيء
واكملنا الطريق والتعجب والاستغراب لازال مرسوما على ملامحنا
وصادفنا مدرسة غريبة بالطريقة، وأستاذا يعلم التلاميذ فنون ارتداء الاقنعة حسب المكان والزمان والهدف
آلاف الاقنعة بأشكال مختلفة
فهلعنا وفررنا وأكملنا الطريق فقد كانو كالأفاعي تماما
لا اسم معروف ومحدد ولا شكل موحد لهم ولا توجه معروف
سبحان الله والغابة لازالت تحمل الكثير من الخبايا هل نكمل ام نتراجع ؟
فلنكمل اذا ....
ثم صادفنا شابا يرتدي بدلة قرد ويطارد كل من يصادفها بطريقه قاصدا اخافتها
والمغازلة العصرية
فانفجرنا ضحكا واكملنا الطريق لنصادف أكثر من ذلك
كانت عارضة أزياء ربما ، أو مديرة صالون نسائي هكذا كانت تبدو لنا في الوهلة الأولى
وما ان اقتربنا علمنا أنها طبيبة الغابة ، وقدوتها
ماشاء الله على القدوة
وفجأة مر طفل يحمل قناع ببغاء جميل ويردد كل أخبار وأحداث الغابة
كأنه صحفي بارع يقدم برنامجا حواريا أويعرض خبرا عاجلا بأسلوب مشوق
دون ان يكترث للأسرار التي يفشيها فقد تعلم من مدرسته أن يتقن فن تتبع الاخبار ويقوم بالترويج لها
وما ان انتهت نشرة الأخبار وتمنينا ان نأخذ قسطا من الراحة فاذا بصوت مزعج
وغناء بات مصدرا للصداع هو كالنباح تماما ولكم ان تدركو نوع القناع الذي كان يرتديه
هو سوبر ستار الغابة
فسحقا لهكذا سكان ولهكذا غابة سوداء ، ننتظر اليوم الموعود لنرميهم بعيدا ويعم الهدوء والسلام مجددا
وأتمنى لكم قضاء أوقات طيبة وممتعة في غابتنا السوداء