عَهَدْتُكَ عُمْراً بالصَّبابَةِ مُثْخَنَا
وَوَرْدَاً عَلَى صَدْرَ الْقَصِيْدِ وَأغْصُنَا
عَهَدْتُكَ يا ظِلَّ الـمُنَى كُلَّ لَحْظَةٍ
ضَمَاداً , وَلِلْقَلْبِ الـمُتَيَّمِ مأمَنَا
عهدتُّكَ مِمْرَاحَاً , حَبِيْبَاً وَوالِداً
وأُمَّاً وَأقْراناً وَمَهْداً وَمَوْطِنَا
عهدتكَ نَجْماً في المساءاتِ ناصِعاً
وَطَيراً على غُصْنِ الْحَياة مُدَنْدِنَا
حَمَلْتَ على الإحساسِ تَنْسِفُ وَجْدَهُ
وَقَارَعْتَ صَمْتَ الروح فِيه تَفَنُّنَا
وَمِنْ عَثَرات الْحُزْنِ أنْقَذْتَ مُهْجَتِي
وَعَانقتَ طَيف الفجرِ , والْحُلْمُ مُقْتَنَى
فَأنتَ القصيدُ العذب وَالشِّعر كله
وَعُمْرٌ بأزهارِ الـهُيامِ تَفَتَّنَا
وفِي مُعْتَمِ الأسرارِ أنتَ التِمَاعَةٌ
وأنْسٌ يُزيحُ الهمَّ وَالْوَجْدَ والْعَنَا
وتغريدةُ الآمال أنتَ رحيْقُهَا
وأنشودةُ الطَّرْفِ الْغَرَامِيِّ إنْ رَنَا
((لَقَدْ قَيَّدَتْنِيْ فِيْ هَوَاكَ محبةٌ))
كما قَيَّدَ الإيْمَانُ بِالْحُبِّ مُؤْمِنَا
كَمَا يعشق الشعرُ الضحوكُ حروفه
ويَلْثُمُ نَجْمٌ وَجْنَةَ الأُفْقِ كالسَّنا
كما تَذْكُرُ العتماءَ شَوْقَاً نُجُوْمَهَا
أرى قَلْبِيَ الباكي إلى قَلْبِكَ انْثَنَى
أُقَبِّلُ مِنْكَ الروحَ وَالْقَلْبَ والْهَوَى
وَكَفَّاً وأضلاعاً وَخَدَّاً وأعيُنَا
تَعَالَ وَشَاطِرْ وَادِيَ القلبَ هَمَّهُ
تَعَالَ اسْقِنِي كَأسَ المواعيد والْمُنَى
لأخْبِرَهُمْ عَنْ عزة النفس والـمُنَى
وَمَنْ هُمْ إذَا لامَتْ نُفُوْسٌ وَمَنْ أنَا
وَثِقْ يا

(هدوءَ البرق)

أنَّكَ هَا هُنا
على الروحِ مَرْسُوْمٌ نشيداً وسَوْسَنَا