| أعواما مرت من عمرى تباعا, حققت حلم والدى ورغبتى أنا أيضا ,
فقد رأنى فى أحلامه موظفا , صار حلمه حقيقه , ورحل وكأنه كان ينتظرها ,
شهادة التخرج فى اطار جميل ,قمت بتعليقها فوق جدار بيتنا , تماما بجوار صورة
والدى رحمه الله ذات الشريط الأسود, عُرض علىَ العمل فى أعمال لا تمت لما
تعلمته طوال سنواتى التى مضت فى مراحل التعليم , راتب بسيط , انها ظروف
تمر بها البلاد , لابد أن نتحملها , ومن غيرنا له القدره على التحمل ؟!
متى تنتهى تلك الظروف التى ولدنا وهى كذلك ولا تتغير مهما تغير الأشخاص ؟!
فتاة أحلامى التى أحبها تنادينى كغريق يبحث عن منقذ , انقذنى من مقابض
أسرتى , لقد استقبلوا لى عريسا بل اثنان , وهى ترفض , تتمرد , عسانى
أتدخل لأخطفها بحصانى الأبيض , لنطوف العالم أحرارا بلا قيوود ,اختارتنى
من بين الجميع , وعدتنى بالانتظار , وعدتها بأن أستميت لأجلها ,
لقد رأتنى فارس أحلامها , أفلا أكون على قدر تلك المسؤليه ؟
أسرتى .. أم واخوه صغار , أصبحت ولى أمرهم , ينتظرون منى الكثير ,
أفلا أكون عند حسن ظنهم ؟
انها ارادة الخالق , قدر الله وما شاء فعل , لابد أن نرضى ونشكر ,
فنحن بحمد الله نؤمن به وبقضاءه , أحضرت أوراقى ذات الشعار ,
سأحتاجها هناك عند المطار , ألم ومراره فى الأعماق , تجرى عقارب الساعه ,
قلبى ينبض معها فى توجس , صعدت درجات سلم الطائره , هناك وجدت بابها
الدائرى الضيق , مطلوب منى أن أنحنى لاتجاوزه , أبيت أن أنحنى ,
هرولت الى أرض بلادى أنحنى لأقبل ترابها , أعلن تمردى على الرحيل ,
فانحنائى لغير الله مستحيل .
|
0📊0👍0👏0👌 |