
قيـــم طـــواها أديـــم النســـيان
ديـننا سحر الحياة وسر الوجود ، ولغز الخلود والدرب السليم ، فبدونه تصمت الحواس وتتجمد المشاعر وتضيع هويتنا ،
ونتوه وسط زحمة الأيام ، ولكـن رغم أننا بمجتمعات اسلامية إلا أننا نصادف بعض الظواهر الغريبة التي تجزم أننا ننتمي للإسلام ،
فويل لنا من فكر أخمد بداخلنا نيران الغيرة وشوه ملامحنا ، وويل لنا من واقع نحن من صنعه بسبب جهله وأنانيته
ثم عجزنا عن فك طلاسمه والتفكير في التغيير ، فمن بين آلاف الظواهر إخترت أن أسلط الضوء على نقطة تثبت أننا مجتمع اسلامي
لا يفقه عن دينه شيئا !!!!
مــــن مــــات ؟؟؟؟
تتردد على مسامعنـا كل ما مررنا على مكان ما يعرض شريطا قرآنيا ...
ألهذه الدرجة وصل الجهل بنا ؟؟؟
هل بات القرآن الكريم خاصا بالعزاء والجنائز فقط؟؟؟ ومتى ما سمعناه تساءلنا من مات؟؟؟؟
وكأنه من الطقوس الخاصة بالأحزان فقط وأول ما يتبادر إلى أذهان البعض حين سماعه هـو الموت
منذ متى كان يقتصر على العزاء فقط؟
ومنذ متى بات أمرا محيرا سماعه؟
قد يبدو الأمر غريباً من منظور القيم والأخلاق والمبادىء المتعارف عليها بين دفّات وصفحات حياتنا ،
وبين عقول وشخصيات لم تتلوث بعد بتناقضات الواقع غير المنطقي . . .
ذلك الواقع الذي أباح كل مرفوض وأجازه لأسباب خفية !!!
أتراه الجهل أم عقول فارغة أم شخصيات تفتقد إلى الكثير ، فالقيم لا تُصنع ، ويستحيل أن يتم إلصاقها بشخصٍ ما ،
دون أن تكون هناك مؤهلات وظروف لذلك ،ولا تحتاج إلى تمهيدٌ وأرضية لتنجح المهمة،
لذا يصعب علينا وقد يستحيل غرس بعض القيم والمبادئ لدى البعض لأنها لا تكتسب من الغير وليست أمرا إجباريا نلقيه على عاتقهم.
وتبقى التساؤلات مفتوحة وما من اجابات تشفي غليلنا ، ولكن ربما سنجد من نلقي بأصابع الاتهام نحوه فقط حتى نكسب البراءة الكاذبة
ولا نعترف بالذنب فهذا هو طبعنا ،
ولكن ربما هو الوسط الذي نعيش فيه جردنا من الكثير، وأثر على سلوكيات بعض الأفراد مما أدى إلى فقدان الاستقلالية الذاتية
في الفكر والمنطق وحرية الاختيار ،
فهي عقول غابت في باطن تداعيات الحياة وقيم طواها أديم النسيان فاستحالت عودتها وحلت محلها أمور لا تمت للمنطق بصلة ،
وبعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا،
كما أننا نجد البعض يسعون إلى التقليد الأعمى دون أن يلتفتو إلى القيم والأخلاق التي يتجردون منها مقابل ذلك
فبسبب الجهل بتنا نجها تعاليم ديننا الحنيف وبتنا نتعجب ونتساءل ان صادفنا أحدا يمارس تعاليمنا الاسلامية
وكأنه من كوكب آخر أو مجنون
لم باتت القيم شيئا يدعو للتعجب والتعامل بأخلاق غباء وسذاجة
لم بتنا نجهل تعاليم ديننا ....فقط نحن نحمل لقب مسلمين ولكن نجهل الكثير
هي تساؤلات كنظرات بريئة ترثينا بالاجابة عنوة.......
فموت العقل والضمير وانعدام القيم والمبادئ كلاهما متصل بالآخر والنتيجة الحتمية لذلك هي الضياع
فإلى متى نبقى في متاهة الجهل ؟؟؟