
في ليلة بائسة وعلى أواخر حدود الوجع المباح والنزف الذي يتهاطل على الروح
تفقد الأمنيات بصرها وتموت الأحلام وتئد الحياة تلك المشاعر التي تتعلق بسراب الأمل
وتعدمها على حواف مولد النهاية
فأجد النبض متهما يتحاكم مع المدعي العام ( الحياة)
ويمثُل أمام القاضي الذي لا يفقه معنى الرحمة أبدا ( القدر )
حيث تجتث البداية السعيدة وتنتهي
وتستعر المواجهة ليضيع العمر بين أكف القدر والنطق بالحكم
فتتوسد ندبة الرهبة والقلق القلب ويتسرب اليأس إلى أطرافي
وتتعالى العبرات في صدري وتتلوها زفرات مثخنة بالأنين
وهو لازال يرمقني بنظرات مجحفة مشبعة بالقسوة ثم قال:
أنتِ مذنبة ...
أنتِ من تمسكت بالحياة حين مدت لك يدها اليمنى وتناسيت أنها حتما ستسلب منك بيدها اليسرى يوما ما
أغلى ما تمتلكين مقابل ما أخذتِ منها
أنتِ من صدقها ونصبت خيام الصدق والوفاء والاخلاص وسط عالم الكذب والخيانة والغدر ...
فصمتُ لأنني لم أمتلك جوابا وردا عليه...ربما لأن التهمة الموجهة إلي لم تكن ظالمة هذه المرة...
وأفقت على صوته مرة ثانية : أنتِ مذنبة والزمن كفيل بعقابك
فتساءلت: أولم يعاقبني بعد؟!!!.