واصل مئات المستوطنين اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، لليوم الخامس على التوالي، تزامناً مع ما يسمى "عيد الفصح اليهودي"، فيما نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات لعدة مناطق في الضفة الغربية.
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات عسكرية، بلدة طمون، ليل الأربعاء ــ الخميس، وشرعت بتفتيش المنازل وسط عمليات تجريف وتدمير للبنية التحتية والطرقات في البلدة الواقعة بمحافظة طوباس شمالي الضفة.
من جهة أخرى، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، استشهاد المعتقل مصعب حسن عديلي (20 عاماً) من بلدة حوارة جنوب نابلس، في مستشفى (سوروكا) الليلة الماضية. وأوضحت الهيئة ونادي الأسير في بيان مشترك، اليوم الخميس، أن الشهيد عديلي معتقل منذ قرابة عام، ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة عام وشهر، وكان من المقرر الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام.
مستوطنون يقيمون بؤرة استيطانية جديدة بأراضي ترمسعيا
أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة، على أراضي بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، بعدما نصبوا خيمة على الأطراف الشرقية لبلدة ترمسعيا، وأحضروا قطيعا من الماشية، تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
كتيبة جنين تعلن استهداف دورية عسكرية في محور واد السيلة
قالت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان "تمكن مقاتلونا في سرية السيلة الحارثية من تفجير عبوة ناسفة أرضية شديدة الانفجار من نوع kj37 معدة مسبقًا في دورية عسكرية في محور واد السيلة محققين إصابة مؤكدة في آليات العدو".
قوات الاحتلال تجبر عائلة فلسطينية على إخلاء منازلها
أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلة فلسطينية على إخلاء منازلها الواقعة بمحاذاة جدار الفصل والتوسع العنصري غرب بلدة زيتا شمال طولكرم شمال الضفة الغربية.
إصابة مسن فلسطيني برصاص مستوطنين جنوبي الضفة
أصيب مسن فلسطيني برصاص مستوطنين في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد المشرف العام على منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة حسن مليحات، بـ"إصابة الشيخ سعيد العمور (60 عاماً) مساء اليوم، برصاص المستوطنين أثناء تواجده في أرضه في منطقة الركيز شرق بلدة يطا".
وأوضح مليحات، في بيان، أن "الشيخ العمور أصيب بجروح متوسطة وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، والجريمة وقعت تحت أنظار قوات الاحتلال التي لم تتدخل لوقف الاعتداء أو لمحاسبة المستوطنين".
وأشار إلى أن "هذه الجريمة ليست حادثاً عرضياً، بل تأتي ضمن نهج يستهدف المزارعين والرعاة في المناطق المصنفة ج، بهدف ترهيبهم ودفعهم للرحيل القسري عن أراضيهم".
وبين مليحات أن "الشيخ سعيد العمور يُعد من أبرز الشخصيات الاجتماعية المدافعة عن الأرض، وقد تعرض سابقاً لاعتداءات وتهديدات متكررة من قبل المستوطنين".
مواجهات مع قوات الاحتلال اقتحامها بلدة اليامون
اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها بلدة اليامون غرب مدينة جنين.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن آليات الاحتلال اقتحمت اليامون وانتشرت في شوارعها، وخاصة منطقة الظهيرة، وأطلقت الرصاص الحي تجاه الفلسطينيين، واندلعت على إثرها مواجهات.
الأردن يدين اقتحامات الأقصى
دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين اقتحام أعضاء من الكنيست الإسرائيلي للمسجد الأقصى، بالتزامن مع الممارسات الاستفزازية التي يُقدِم عليها المتطرفون في أثناء اقتحاماتهم التي تحصل بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة ذلك "تصعيداً خطيراً غير مقبول، واستفزازاً مرفوضاً، وانتهاكاً لحرمة المسجد الأقصى وللوضع التاريخي والقانوني القائم فيه".
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سفيان القضاة، في بيان اليوم الخميس، "رفض المملكة المطلق واستنكارها الشديدين للاقتحامات المتكررة من قِبل أعضاء الكنيست الإسرائيلي وأعداد كبيرة من المتطرفين للمسجد، لما يمثّله ذلك من تأجيج للأوضاع الخطيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخرق لالتزامات إسرائيل قوةً قائمةً بالاحتلال في القدس المحتلة، ومحاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني"، مشدداً على أن "لا سيادة لإسرائيل على مدينة القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية".
ودعا القضاة المجتمع الدولي إلى "اتخاذ موقف دولي صارم يُلزِم إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بوقف انتهاكاتها وممارساتها اللاشرعية المستمرة تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وانتهاكاتها لحرمة الأماكن المقدسة". وجدّد السفير القضاة التأكيد أن "المسجد الأقصى المبارك، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه".
عضو كنيست إسرائيلي يتفاخر باقتحام الأقصى وأداء "السجود"
تفاخر عضو الكنيست الإسرائيلي تسفي سوكوت، من حزب "الصهيونية الدينية"، باقتحامه المسجد الأقصى اليوم الخميس، وأدائه ما وصفه بـ"السجود الملحمي" (الانبطاح الكامل على الأرض) وطقوساً دينية أخرى، من دون أن يُعتقَل كما حدث في اقتحام سابق، مشيراً إلى أن "الوضع القائم" في الحرم القدسي قد تغيّر، ولم يعد أحد يبالي بذلك، فيما اعتبر أحد الحاخامات هذا الاقتحام "يقظة بعد ألفي عام من السبات"، في إشارة إلى تطلع الجماعات اليهودية إلى السيطرة على المسجد.
آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى
اقتحم آلاف المستوطنين المسجد الأقصى، ومقبرة باب الرحمة في خامس أيام "عيد الفصح اليهودي". وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية نقلاً عن بيان لمحافظة القدس المحتلة، بأن آلاف المستوطنين اقتحموا ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، وأدوا طقوساً تلمودية.
وأضاف البيان أن تسفي سوكوت، عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف من حزب "الصهيونية الدينية"، أدى طقوساً خاصة في المسجد الأقصى. كما اقتحم آلاف المستوطنين ساحة حائط البراق غربي المسجد الأقصى، وفرضت شرطة الاحتلال إجراءات أمنية مشددة، حيث حولت المسجد ومحيطه إلى ثكنة عسكرية، ومنعت دخول العديد من الفلسطينيين إليه، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية عند البوابات الخارجية. وقالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين اقتحموا مقبرة باب الرحمة وأدوا طقوساً تلمودية تزامناً مع اقتحام المسجد الأقصى في انتهاك سافر لقدسية المقبرة.
عزيزات إلى طولكرم مع تواصل العدوان الواسع
دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية من الآليات والجرافات وفرق المشاة إلى مدينة طولكرم ومخيميها وضواحيها، وسط عمليات دهم وتفتيش في عدد من الأحياء والمنازل، مترافقة مع إطلاق كثيف للقنابل الصوتية. وتواصل قوات الاحتلال، عدوانها على مخيم طولكرم لليوم الـ81، على التوالي، ولليوم الـ68 على مخيم نور شمس.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال دهمت عددا من منازل المواطنين على الأطراف الغربية لمخيم نور شمس، وأجبرت عائلات العمر وأبو سريس والملاح على إخلاء منازلها بالقوة، في الوقت الذي يشهد المخيم يوميا حملة تهجير قسري لسكانه في حارتي جبل الصالحين وجبل النصر.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى لليوم الخامس
اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، صباح اليوم الخميس، في اليوم الخامس والأخير من "عيد الفصح اليهودي"، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين اصطحبوا مكبرات صوت، مع موسيقى صاخبة، ونفذوا جولات استفزازية وطقوس تلمودية. وخلال الأيام الأربعة الأولى من العيد، اقتحم المسجد الأقصى 4608 مستوطنين، مقارنة بـ4345 خلال كامل أيام العيد العام الماضي، وفقًا لمصادر محلية.
الى ذلك، شهدت ساحة حائط البراق، غربي المسجد الأقصى، توافد آلاف المستوطنين لأداء صلوات تلمودية. وتأتي هذه الاقتحامات وسط تصعيد إسرائيلي مستمر في القدس المحتلة، مع فرض قيود مشددة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى.
اقتحام طمون وسط عمليات تدمير للبنية التحتية
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، بلدة طمون جنوب شرق طوباس. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة منذ منتصف الليلة، وانتشرت في عدة أحياء منها، وشرعت بمداهمة العديد من منازل المواطنين، وسط عمليات تجريف وتدمير للبنية التحتية في مناطق داخل البلدة. ولفتت الوكالة إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت ستة مواطنين من بينهم مسن، للضغط على أشقائهم وأبنائهم لتسليم أنفسهم.
استشهاد أسير من نابلس في سجون الاحتلال
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، استشهاد المعتقل مصعب حسن عديلي (20 عاماً) من بلدة حوارة جنوب نابلس، في مستشفى (سوروكا) الليلة الماضية. وأوضحت الهيئة ونادي الأسير في بيان مشترك، اليوم الخميس، أن الشهيد عديلي معتقل منذ قرابة عام، ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة عام وشهر، وكان من المقرر الإفراج عنه بعد ثلاثة أيام.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد شابين فلسطينيين هما محمد زكارنة (23 عاماً)، ومروح خزيمية (19 عاماً)، برصاص قوات الاحتلال، صباح اليوم، في بلدة قباطية جنوب جنين شمالي الضفة الغربية. وكانت قوات الاحتلال حاصرت مغارة تحصن فيها الشهيدان قرب البلدة، قبل اقتحامها بجرافات بعد وصول تعزيزات عسكرية. ولاحقاً نعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الشهيدين في بيان لها وقالت إنهما سقطا بعد اشتباك مع قوات الاحتلال في جبال قرية مسلية القريبة من قباطية.
وفي القدس المحتلة، اقتحم مئات المستوطنين صباح اليوم الأربعاء، مقبرة باب الرحمة، وأدَّوا طقوساً تلمودية بشكل علني، وذلك تزامناً مع اقتحامهم المسجد الأقصى المبارك في رابع أيام عيد الفصح اليهودي، بحسب مصادر محلية. وأشارت المصادر إلى أن آلاف المستوطنين اقتحموا ساحة حائط البراق غرب المسجد الأقصى والتي سيطر عليها الاحتلال عقب احتلال القدس، حيث أدَّوا طقوساً تلمودية، في حين انتشر مستوطنون في شوارع البلدة القديمة من القدس المحتلة تزامناً مع اقتحامهم المتواصل لباحات الأقصى.
كما اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأربعاء، الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وسط إجراءات أمنية مشددة. وأدى المتطرف بن غفير وعشرات المستوطنين رقصات تلمودية في باحات الحرم، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية. وأكدت حركة حماس، أن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأربعاء، الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية والمستوطنين باحات المسجد الأقصى يمثل "انتهاكاً صارخاً" لقدسية المسجدين.
وقالت الحركة في بيان، إنّ "الاقتحام الذي نفذه غفير للحرم الإبراهيمي وقطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم، وبحماية مشددة من قوات الاحتلال، وأداء طقوس تلمودية استفزازية فيه، يأتي في إطار سياسة عدوانية ممنهجة". وأضافت أن تلك السياسة "تستهدف تهويد المسجد الأقصى، وفرض التقسيم الزماني والمكاني بقوة السلاح".
في سوق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، يقف أحد الباعة ينادي على سلعة السكر بسعر 40 شيكلاً للكيلو الواحد، وعلى بعد أمتار قليلة يقف بائع آخر، ينادي على السلعة نفسها بسعر 45 شيكلاً للكيلو (الدولار = 3.8 شواكل)، في مشهد بات مألوفاً بين المواطنين بتفاوت أسعار السلع الأساسية في السوق نفسه وبين بائع وآخر.
ويأتي ذلك في وقت كشفت فيه إحصائية رسمية، ارتفاعاً حاداً للأسعار، خلال شهر مارس/ آذار في قطاع غزة بنسبة 40.58%، مقارنة بشهر فبراير/ شباط 2025، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أول من أمس الأربعاء.
وهذه الحالة يمكن وصفها بأنها نتيجة حالة "التشوّه الاقتصادي" التي أفرزتها فترات الحصار والحرب المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي يقصد بها عدم قدرة الأسواق على العمل بكفاءة وبصورة عقلانية، بحسب مراقبين.
وقال الفلسطيني حمدي سعدة (58 عاماً) إنّ اختلاف سعر السلعة الواحدة في السوق نفسه بات دارجاً، "فقد نجد نفس السلعة تُباع بأسعار متعددة". وقال سعدة لـ"العربي الجديد": "من الصعب أن تبقى نفس السلعة ثابتة في الأسواق، فهي تتحرك صعوداً وهبوطاً بناءً على جملة من الأحداث الميدانية والسياسية التي تتعلق بالحرب على غزة".
وأضاف: "اعتاد المواطنون على تغيّر دراماتيكي وسريع في الأسعار، فيحدث أن نحصل على أكثر من سعر لنفس السلعة في ساعة واحدة". وهذا التغير في الأسعار ناتج عن حالة القلق والترقب من الباعة والمشترين للأحداث الميدانية التي تشتد ساعة وتهدأ أخرى. ويمكن لخبر عن قرب فتح المعبر أنّ يخفض سعر كيلو السكر من 45 شيكلاً إلى 15 شيكلاً، وفق حديث سعدة.
رواج له أسباب
والمعروف أن السوق السوداء تعمل في الخفاء بعيداً عن تحركات السوق الرسمية وعمل الحكومة، فهي الاستثناء، ولكن في غزة الأمر على النقيض تماماً. فخلال عام ونصف العام من الحرب، راجت السوق السوداء في غزة، حتى حلّت بديلاً عن السوق المنظمة، بعدما عمَدت إسرائيل إلى تدمير جميع مقومات الاقتصاد الفلسطيني.
أسواق غزة، سوق عمر المختار في 9 مارس 2025 (الأناضول)
أسواق
بلدية غزة: العدوان الإسرائيلي حوّل الأسواق إلى خراب
ولعل ندرة السلع وغياب الإمدادات، أحد أبرز الأسباب التي دفعت إلى رواج السوق السوداء، فمع إغلاق المعابر والتحكم في السلع التي تدخل إلى أسواق القطاع، باتت الأسواق تفتقر إلى عديد السلع الأساسية.
وقال تاجر البقوليات في سوق الشيخ رضوان محمود جبر لـ"العربي الجديد" إن أسعار عديد السلع ترتفع تدريجياً مع شحّها في الأسواق وعدم وجود كميات تغذي طلب المواطنين عليها. وأضاف جبر: "هناك الكثير من السلع التي يقل عرضها بالأسواق في وقت يزداد الطلب عليها، وهو ما يعتبر سبباً في ارتفاع سعرها".
ولفت إلى أن ضخ كميات من السلع في الأسواق بصورة مستمرة، سيدفع نحو خفض الأسعار وسيقضي على السوق السوداء.
شح الوقود والسيولة.
رواج الوقود في السوق السوداء
كما أن شح الوقود أدى إلى رواجه في السوق السوداء وبيعه بأسعار مضاعفة، مقارنة بسعره الرسمي، بحسب التاجر الفلسطيني، الذي أشار إلى أن ذلك يحدث في وقت يعتبر الوقود المحرّك الأساسي للتضخم، وانعكس الارتفاع في سعره على عديد السلع والخدمات المرتبطة به، كالارتفاع الملحوظ على أسعار المواصلات.
ووفق مصدر في وزارة الاقتصاد بغزة، فإن كميات الوقود التي دخلت إلى قطاع غزة خلال شهور الحرب على غزة لا تتعدى 20% من الكميات التي كانت تدخل قبل الحرب.
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ "العربي الجديد": "خلال فترة وقف إطلاق النار، سمحت إسرائيل بإدخال 15 شاحنة يومياً في أحسن الحالات، في وقت كانت الاتفاقية تنص على إدخال 50 شاحنة".
ولم يتوقف ظهور السوق السوداء على السلع، لتنشط في سوق العملات في وقت تعاني فيه الأسواق شحّاً في السيولة وغياباً كاملاً لعمل سلطة النقد والبنوك عن أسواق قطاع غزة.
ويضطر المواطنون إلى التعامل في السوق السوداء ودفع نسبة من أموالهم تُقدّر بثلث المبلغ، مقابل حصولهم على النقد من حساباتهم البنكية. وراجت السوق السوداء على سحب الأموال، بعدما أغلقت البنوك العاملة في قطاع غزة أبوابها وتوقفت سلطة النقد عن إدخال النقص في السيولة كما كان معمولاً به قبل الحرب على غزة.
خسارة الأموال
ونتيجة لذلك، يضطر المواطنون إلى خسارة جزء من أموالهم مقابل حصولهم على النقد، وهو ما يستنزف جيوبهم، في وقت تسيطر فيه السوق السوداء بالكامل على سوق العملات. فالفلسطيني تامر رمضان من مخيم النصيرات وسط القطاع اضطر إلى الحصول على الكاش مقابل دفع 32% من قيمة المبلغ، في نشاط غير مسبوق للسوق السوداء على سحب الأموال.
وقال رمضان لـ"العربي الجديد": "فقدت قرابة ثلث المبلغ المالي للحصول على سيولة، لقد دفعت 32 شيكلاً مقابل الحصول على 100 شيكل من أموالي نقداً".
فلسطيني يلجأ إلى الزراعة في دفيئة أمام أنقاض منزله في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، 18 يوليو 2024 (فرانس برس)
اقتصاد الناس
الاحتلال الإسرائيلي يدمر موسم المحاصيل في غزة لإحكام التجويع
وتساءل عن سبب الغياب الكامل لسلطة النقد والبنوك الفلسطينية، والتي تركت سوق النقد للتجار في السوق السوداء يتلاعبون بنسب التكييش والحصول على عمولة مرتفعة. وتجدر الإشارة إلى أنه بجانب نقص السيولة، يوجد كميات ضخمة من الأموال التالفة والتي يرفض الباعة والمشترون التعامل بها، لتكون بمثابة "الشيكل الخامل" الذي يعقّد من أزمة السيولة.
ولعل ما يزيد الأزمة تعقيداً، رفض التجار التعامل بفئات معينة من النقد، خصوصاً فئة الـ 10 شواكل، ما يضاعف أزمة السيولة ويحجّم الكتلة النقدية في الأسواق.
وخلال شهور الحرب، استخدمت إسرائيل التجويع سلاحاً نفسيّاً، ما جعل المدنيين في حالة قلق دائم من فقدان السلع، ما يدفع الناس إلى تخزين المواد وشرائها بأي سعر، وهو ما تستفيد منه السوق السوداء.
وعلى الجانب الآخر، نجد أن استهداف المباني الحكومية وتشتت الأجهزة الرقابية، واحتكار بعض التجار للسلع، سببٌ آخر في رواج السوق السوداء. فالجهات الحكومية فقدت القدرة على ضبط السوق أو التدخل الفعّال، في وقت يصعب إيجاد سياسات لدعم الفقراء، أو ضبط الأسعار، أو منع الاحتكار.
ووفق مختصين اقتصاديين فإن تحجيم عمل السوق السوداء يكمن في فتح المعابر بشكل كامل مع قطاع غزة من دون قيود على أي سلع تمنع السلطات الإسرائيلية إدخالها، بالتزامن مع إنشاء نظام توزيع عادل للسلع الأساسية، وعودة الجهات الحكومية إلى المتابعة وضبط الأسواق بشكل كامل.
قالت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) مساء الخميس إن ما يجري في قطاع غزة "ليس ضغطًا عسكريًا، وإنما انتقام وحشي من المدنيين الأبرياء".
اضافة اعلان
وأكد بيان للحركة أن التصعيد العسكري لن يُعيد الأسرى المحتجزين في القطاع أحياء، بل يهدد حياتهم ويقتلهم، ولا سبيل لاستعادتهم إلا عبر التفاوض.
كما دعت الحركة دول العالم لتحمّل مسؤوليتها في "وقف انتقام الاحتلال من المدنيين الأبرياء فورًا".
وأضاف البيان أن "سياسة (رئيس الوزراء) بنيامين نتنياهو في الانتقام من الأطفال والنساء والمسنين هي وصفة لفشل محتوم، وأن زيادة وتيرة العدوان لن تكسر إرادة الفلسطينيين، بل سترفع منسوب التحدي والإصرار على التصدي له".
وبشأن المسجد الأقصى، قالت الحركة إن اقتحام عضو الكنيست تسفي سوكوت لباحاته، وقيامه مع مستوطنين بطقوس تلمودية وجولات استفزازية، استمرار لمحاولة تهويد والاستيلاء على المقدسات الإسلامية.
وأضافت –في منشور لها على منصة تلغرام– إن "اقتحام قطعان المستوطنين (الخميس) لباحات المسجد الأقصى المبارك بمشاركة المتطرف تسفي سوكوت، وقيامهم بطقوس تلمودية، يُشكّل استمرارًا للمحاولات المحمومة للاحتلال لتهويد المقدسات الإسلامية".
واعتبرت أن قيام عضو الكنيست والمستوطنين الإسرائيليين بـ"جولات استفزازية في الأقصى تحت حماية أمنية مشددة من جيش وشرطة الاحتلال، استمرارٌ لمحاولات الاستيلاء على المقدسات الإسلامية".
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن القصف الإسرائيلي لمقراتها تؤثر في قدرتها على توفير الحماية والمساعدة الأساسيتين لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة ما يُسهم في استمرار تقلّص مساحة العمل الإنساني.
اضافة اعلان
وأدانت في بيان صحفي، بأشدّ العبارات أي عمل يُعيق قدرتها على أداء عملها ويُعرّض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر.
وأعربت عن غضبها الشديد لتعرض أحد مقرّاتها في غزة للإصابة بجسم متفجّر أمس الأربعاء، ما أدى إلى تضرره.
وذكرت اللجنة، بأن هذه الحادثة هي الثانية من نوعها خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة؛ فيما تعرّض مقرّ آخر لها في المنطقة للإصابة بقذيفة دبابة في 24 آذار الماضي.
قالت حركة حماس، الخميس، إنها تجهز ردها على المقترح الإسرائيلي بالتنسيق مع الفصائل لوقف إطلاق النار على قطاع غزة، وتبادل الأسرى.
اضافة اعلان
وأضافت الحركة، أنها لن تتخلى عن "السلاح طالما بقي المحتل على الأرض".
وأكدت الحركة، أنها أبدت مرونة بالتفاوض على أساس وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وعقد صفقة تبادل أسرى وإعادة إعمار القطاع المحاصر.
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع شروطا تعجيزية لا تؤدي لوقف الحرب أو الانسحاب، مبينا أنها جاهزة للبدء فورا في مفاوضات شاملة، التي تتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين وعدد متفق عليه من الأسرى لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وتوسطت الولايات المتحدة وقطر ومصر في اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير.
واستمر وقف إطلاق النار حتى 18 آذار/ مارس حين استأنفت إسرائيل حربها على القطاع المحاصر.
وأتاحت الهدنة عودة 33 محتجزا إسرائيليا، مقابل إطلاق سراح نحو 1800 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي 2 آذار/مارس، منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأغلقت جميع المعابر المؤدية إلى القطاع.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين أول 2023 إلى 51,065 شهيدا، و116,505 إصابات.
استشهد 6 فلسطينيين، وأصيب آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية والمسيرة، مناطق متفرقة من قطاع غزة، تركزت على مدينة خان يونس جنوبا.
اضافة اعلان
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد فلسطيني، وإصابة آخرين بينهم طفلة، عقب إطلاق طائرة إسرائيلية مسيرة الرصاص في منطقة المصلبة بحي الزيتون بمدينة غزة وسط القطاع.
كما استشهد فلسطينيان عقب استهدافهما من الاحتلال الإسرائيلي في حي المنارة جنوب خان يونس، ونقلا إلى المستشفى الأوروبي.
وقصفت طائرات الاحتلال حماما زراعيا في الحي المذكور، مما أسفر عن استشهاد 3 مزارعين.
استشهد 38 يمنيًا وأُصيب العشرات في غارات أميركية استهدفت مساء الخميس ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة غربي البلاد، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن بعد تفعيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة وسط إسرائيل.
اضافة اعلان
وقالت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) إن عدوانًا أميركيًا بعدد من الغارات المتتالية على ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة أوقع 38 شهيدًا وأصاب أكثر من مئة، وأشارت إلى أن من بين الشهداء عاملين وموظفين في الميناء بالإضافة إلى مسعفين.
وبثت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين لقطات مصورة لآثار الهجوم، وأظهرت جثثًا متناثرة في الموقع.
وأعلنت الجماعة في وقت سابق أن 9 غارات أميركية استهدفت محافظتي البيضاء وصنعاء، ضمن مسلسل الهجمات اليومية الكثيفة التي يشنها الطيران الأميركي على المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ أكثر من شهر.
من جهته، أعلن الجيش الأميركي أن قواته دمّرت الخميس ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وذلك في إطار ما وصفته بقطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين.
وقالت القيادة الوسطى الأميركية، في بيان على منصة "إكس"، إنها نفّذت ضربات جوية استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي بهدف وقف "تدفق الإيرادات غير المشروعة التي تستخدمها جماعة أنصار الله في دعم عملياتها الإرهابية"، بحسب البيان.
وأضافت القيادة أن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات عسكرية لتدمير مصدر رئيسي للوقود الذي تعتمد عليه الجماعة، ولحرمانها من العائدات غير القانونية التي تموّل جهودها منذ أكثر من عقد.
وأشار البيان إلى أن الضربات تهدف لتقويض القدرات الاقتصادية للحوثيين، وأضاف أن السفن تستمر في تزويد الميناء بالوقود بشكل غير قانوني، مما يدرّ أرباحًا مباشرة تُستخدم في تمويل أنشطة الجماعة.
تُعدّ هذه الغارات، التي أكّدتها القيادة المركزية للجيش الأميركي، واحدة من أعلى الغارات من حيث عدد الشهداء حتى الآن في الحملة التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، والتي شملت مئات الغارات منذ 15 مارس/آذار الماضي.
أظهرت حسابات أجرتها وكالة الأنباء الفرنسية مستندةً إلى خرائط نشرها الجيش الإسرائيلي أن مساحة "المناطق الأمنية"
التي فرضتها إسرائيل في القطاع تصل إلى 187 كيلومتراً مربعاً
مع سيطرتها على أجزاء كاملة من غزة، تعيد إسرائيل رسم خارطة القطاع الضيق المكتظ بالسكان والمدمر بفعل حرب تهدد بجعله غير قابل للحياة.
ويقول الجيش الإسرائيلي، الذي يحارب حركة حماس منذ 18 شهراً، إنه حول 30 بالمئة تقريباً من أراضي القطاع إلى "منطقة أمنية عملياتية" أي منطقة عازلة يُمنع الفلسطينيون من دخولها.
وأظهرت حسابات أجرتها وكالة الأنباء الفرنسية مستندةً إلى خرائط نشرها الجيش الإسرائيلي أن مساحة المنطقة المعنية تصل إلى 187 كيلومتراً مربعاً، أي أكثر من نصف مساحة القطاع بقليل.
وقالت أنييس لوفالوا الاستاذة المحاضرة في "مؤسسة البحث الاستراتيجي" إن "الاستراتيجية التي تعتمدها إسرائيل في قطاع غزة تقوم على جعل القطاع غير قابل للحياة".
وعلى الأرض، أنشأ الجيش الإسرائيلي منطقة عازلة واسعة تتماهى مع حدود قطاع غزة.
وفرضت القوات الإسرائيلية كذلك ثلاثة ممرات عسكرية هي محور فيلادلفي وموراغ ونتساريم في عرض القطاع ما يؤدي إلى تقسميه إلى أجزاء.
أوامر الإخلاء
قبل بدء الحرب التي أتت رداً على هجوم حماس غير المسبوق في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كان عدد سكان قطاع غزة البالغة مساحته 365 كيلومتراً مربعاً 2.4 مليون نسمة مع كثافة سكانية تعد من الأعلى في العالم.
وقالت رافينا شمدساني الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن "الجيش الإسرائيلي يلجأ بشكل متزايد إلى ما يسمى أوامر إخلاء، هي في الواقع أوامر تهجير قسري".
وأضافت "أدى ذلك إلى تهجير قسري لفلسطينيين في غزة إلى مناطق تتقلص مساحتها بشكل متزايد حيث الخدمات الحيوية قليلة أو معدومة".
والمساحة المتاحة للفلسطينيين باتت أصغر فضلاً عن أنها مليئة بالأنقاض.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، دمر 80 بالمئة من المنشآت المدنية في قطاع غزة كلياً أو جزئياً.
وتضررت غالبية المستشفيات أو أصبحت خارج الخدمة فيما استحالت المدارس مراكز نزوح ويضطر جزء كبير من السكان إلى الإقامة في خيم.
ويصعب في ظل هذه الظروف أن يكون القطاع جزءًا من دولة فلسطينية قابلة للحياة في وقت تدعو فيه دول عدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.
رأت لوفالوا أن إسرائيل قد لا تلجأ إلى توسيع سيطرتها على أن "تبقي بقية (القطاع) مهملاً بسماحها بدخول الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية" فقط. وتابعت: "قد يكون هذا سيناريو شبيها بما يحصل في الصومال، أي من دون سلطة قادرة على الخروج من حقل الدمار هذا".
في المنطقة العازلة التي يسيطر عليها، "دمر الجيش الإسرائيلي بشكل منهجي المباني المدنية"، على ما أفاد به جنود طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم في شهادات جمعتها المنظمة غير الحكومية الإسرائيلية "كسر الصمت" ووسائل إعلام دولية.
وقال جندي إسرائيلي وصفته محطة "سي. إن. إن" الإخبارية الأميركية بأنه "مبلّغ": "لقد دمرناها بشكل منهجي الواحد تلو الآخر".
"ريفييرا" الشرق الأوسط
داخل حكومة بنيامين نتنياهو، وهي من الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، لا يخفي البعض رغبتهم بـ"السيطرة" على قطاع غزة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تحدث وزير المال بتسلئيل سموتريتش عن إمكان "خفض عدد السكان الفلسطينيين بالنصف" من خلال "الهجرة الطوعية".
ورحبت الحكومة الإسرائيلية بفكرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جعل غزة "ريفييرا الشرق الأوسط" ونقل سكانها للخارج.
وتقول شخصيات تسعى من أجل عودة المستوطنات إلى قطاع غزة التي أخليت في 2005، إن لديها مشاريع ملموسة جداً، وهم يقومون بانتظام بزيارات إلى حدود القطاع. لكن حتى الآن لم يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بشيء.
وفي غياب خارطة طريق واضحة لمرحلة ما بعد الحرب، يبقى عدم اليقين يلف مصير القطاع.
ورأى مايكل ميلشتاين الخبير في الشؤون الفلسطينية في "مركز موشيه دايان" في جامعة تل أبيب أنه "لا توجد استراتيجية، أو أن الاستراتيجية الوحيدة هي في اعتماد رؤية ترامب التي تقوم على دفع الفلسطينيين إلى مغادرة غزة".
وأضاف "هذا أمر عبثي وغالبية الناس في إسرائيل تعرف أن هذا وهم، ويبدو أن ترامب نفسه لم يعد مهتماً فعلاً بهذه الفكرة".
استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع نظيره الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، في دمشق، في أول زيارة للأخير إلى العاصمة السورية منذ نحو 16 عاماً.
واستقبل الشرع عباس عند مدخل قصر الشعب، قبل أن يسيرا جنباً إلى جنب على السجادة الحمراء.
وأفادت الرئاسة السورية بأن الشرع عقد اجتماعاً مع عباس والوفد المرافق، بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وتهدف زيارة عباس، وهي الأولى له لدمشق منذ يونيو (حزيران) 2009، لبحث "العلاقات السورية الفلسطينية وتعزيزها، تسهيل معاملات الفلسطينيين في سوريا، وبحث التهديدات المشتركة"، بحسب ما قاله مصدر حكومي سوري لوكالة الأنباء الفرنسية.
وبحسب تقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كان عدد الفلسطينيين في سوريا قبل اندلاع النزاع عام 2011، يناهز 560 ألف شخص. وتقدّر الوكالة الأممية عددهم حالياً بنحو 438 ألفا، أكثر من 40 بالمئة منهم نازحون داخل سوريا.
وفد من الكونغرس يزور سوريا للقاء الشرع والمجتمع المدني
سوريا
سورياوفد من الكونغرس يزور سوريا للقاء الشرع والمجتمع المدني
ويرافق عباس في زيارته، وهي الأولى له إلى سوريا منذ الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ وعضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني.
وفي الأعوام التي تلت اندلاع النزاع السوري، أرسل عباس رسائل إلى الأسد عبر مسؤولين فلسطينيين زاروا دمشق، آخرها في يونيو (حزيران) 2024.
وكان عباس من بين القادة الذين هنأوا الشرع بتوليه الرئاسة في سوريا عقب الإطاحة بالأسد.
والتقى الرئيسان للمرة الأولى في مارس (آذار) على هامش أعمال القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة. وأعرب عباس حينها عن "اعتزازه الكبير بالعلاقات الأخوية التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين والشعبين"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وأواخر يناير (كانون الثاني) 2025، زار رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى دمشق حيث التقى الشرع كذلك.
ذكر الجيش الإسرائيلي أن القوات تعمل في منطقتي الشابورة وتل السلطان قرب مدينة رفح جنوباً وفي شمال القطاع حيث سيطرت على مناطق واسعة شرق مدينة غزة.
قالت القوات الإسرائيلية اليوم الجمعة إنها استهدفت نحو 40 هدفاً في غارات جوية على قطاع غزة أمس الخميس، وذلك بعد ساعات من رفض حركة "حماس" عرضاً إسرائيلياً لوقف إطلاق النار قالت إنه لم يلب مطلبها بالموافقة على إنهاء الحرب تماماً.
وانتهك الجيش الإسرائيلي مارس (آذار) الماضي وقفاً لإطلاق النار استمر شهرين ونجح إلى حد كبير في وقف القتال بالقطاع، الذي يتوغل إليه منذ ذلك الحين من الشمال والجنوب حتى سيطر على ما يقارب ثلث مساحته في محاولة للضغط على "حماس" للموافقة على إطلاق سراح الرهائن وإلقاء السلاح.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن القوات تعمل في منطقتي الشابورة وتل السلطان قرب مدينة رفح جنوباً وفي شمال القطاع حيث سيطرت على مناطق واسعة شرق مدينة غزة.
ويحاول الوسطاء المصريون إحياء اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن ينهار عندما استأنفت إسرائيل الغارات الجوية وأعادت قواتها البرية إلى غزة، لكن لا مؤشرات تذكر على أن الجانبين اقتربا من الاتفاق على القضايا الأساس.
مبادلة جميع الرهائن
وقال خليل الحية رئيس "حماس" في غزة أمس إن الحركة مستعدة لمبادلة كل من تبقى من الرهائن، وعددهم 59، بسجناء فلسطينيين في إسرائيل مقابل إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة، لكن الحية رفض العرض الإسرائيلي، الذي يطالب "حماس" بإلقاء سلاحها ضمن مطالب أخرى، وقال إن المقترح يحمل "شروطاً تعجيزية".
ولم ترد إسرائيل رسمياً على تصريحات الحية، لكن وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو أكدوا مراراً ضرورة نزع سلاح "حماس" تماماً وعدم السماح لها بلعب أي دور في إدارة غزة مستقبلاً.
ويتضمن مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته إسرائيل عبر الوسطاء المصريين إجراء محادثات حول تسوية نهائية للحرب لكن من دون التوصل إلى اتفاق حاسم.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هذا الأسبوع أيضاً إن القوات ستبقى في المنطقة العازلة حول الحدود، التي تمتد الآن داخل غزة وتقسم القطاع إلى قسمين، حتى بعد أي تسوية.
"إنهاء الحصار الظالم"
من ناحية أخرى دعت حركة "حماس" اليوم المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط لإنهاء الحصار الإسرائيلي الكامل على غزة.
وقال رئيس الوفد المفاوض، رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية، في بيان "المجتمع الدولي مطالب بالتدخل الفوري وممارسة الضغوط اللازمة لإنهاء الحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة".
السفير الأميركي الجديد
أدى السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل الصلاة عند حائط المبكى في القدس الجمعة، وسلم رسالة خطية من الرئيس دونالد ترمب تدعو إلى السلام في إسرائيل.
ويعرف الحاكم الجمهوري السابق، مايك هاكابي، بتأييده لإسرائيل، حين دعم الدعوات إلى ضم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل قبل أن تصبح هذه التصريحات علنية.
وقدم أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أمس في ضوء استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 18 شهراً على "حماس" في قطاع غزة.
عبر 36 عضواً في مجلس ممثلي اليهود البريطانيين في رسالة مفتوحة عن اعتراضهم على ممارسات حكومة بنيامين نتنياهو في غزة، معتبرين أنها تتناقض مع "القيم اليهودية"، فيما أكد رئيس المجلس أن رسالتهم لا تتحدث باسم المنظمة ولا تمثل جميع أعضائها.
دان نحو 30 ممثلاً للجالية اليهودية في المملكة المتحدة سياسات حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية واتهموها بالتصرف على نحو يتناقض مع "القيم اليهودية" في ما يتصل بالحرب في غزة، قائلين إنه لم يعد بإمكانهم التزام "الصمت".
وكتب 36 عضواً في مجلس ممثلي اليهود البريطانيين، أكبر هيئة تمثل هذا المجتمع في المملكة المتحدة، في رسالة مفتوحة، "ما يحدث لا يطاق. قيمنا اليهودية تجبرنا على الوقوف والتحدث".
وهذه أول مرة منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" ينتقد أعضاء هذا المجلس الحكومة الإسرائيلية علناً.
لكن رئيس المجلس فيل روزنبرغ انتقد هذا الموقف أمس الخميس، وقال في مقال في صحيفة "جويش نيوز" إن هذا الموقف "يلقي باللوم مباشرة على الحكومة الإسرائيلية" و"بالكاد" يذكر مسؤولية "حماس" في فشل مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وأعرب عن أسفه لأن الرسالة "تعطي، عن قصد أو عن غير قصد، انطباعاً بأنها تعكس موقف" المجلس بأكمله والمجتمع اليهودي البريطاني الأوسع. وأضاف "هذا ليس صحيحاً على الإطلاق، وبصفتي رئيساً فإنني أتحدث نيابة عن المنظمة ككل".
وقال متحدث باسم المنظمة في وقت سابق إن نحو 10 في المئة من الأعضاء وقعوا الرسالة المفتوحة التي نشرت أول من أمس الأربعاء في صحيفة "فاينانشيال تايمز".
عمل الوسطاء على إحياء اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير (كانون الثاني) والذي أوقف القتال في قطاع غزة قبل انهياره الشهر الماضي، ولكن لم تظهر أية بوادر على إحراز تقدم.
أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة اليوم الجمعة مقتل 15 بينهم 10 أفراد من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية ليلية قرب خان يونس في جنوب القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، محمود بصل، على تيليغرام، "عثرت طواقمنا على جثامين 10 قتلى بالإضافة إلى العديد من الجرحى في منزل عائلة بركة والمنازل المحيطة به والتي استهدفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في بني سهيلا بشرق خان يونس".
وبعد قليل أفاد بصل أن فرق الدفاع المدني عثرت على جثث خمسة أشخاص في منزلين في تل الزعتر بشمال قطاع غزة.
وكثف الجيش الإسرائيلي الذي لم يعلق فوراً على هذه الغارة، من قصفه الجوي ووسع نطاق عملياته البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر منذ أن استأنف هجومه في 18 مارس (آذار)، منهياً بذلك هدنة استمرت شهرين.
وكانت غارات إسرائيلية قد أسفرت عن 40 قتيلا على الأقل الخميس بحسب الدفاع المدني في قطاع غزة.
من جهته ذكر رئيس حركة "حماس" في غزة خليل الحية أن الحركة مستعدة للتفاوض على الفور في شأن اتفاق لتبادل جميع الرهائن مع عدد متفق عليه من الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، في إطار صفقة تنهي الحرب في القطاع.
وشدد في كلمة بثها التلفزيون على أن الحركة على "استعداد للتوصل إلى اتفاق شامل حول تبادل الأسرى رزمة واحدة، في مقابل وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة وإعادة الإعمار".
وقال الحية الذي يقود فريق التفاوض من جانب حركة "حماس" في المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل إن الحركة رفضت اتفاق هدنة.
وأضاف "الاتفاقات الجزئية يستعملها (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وحكومته غطاء لأجندته السياسية القائمة على استمرار حرب الإبادة والتجويع، حتى لو كان الثمن التضحية بأسراه جميعاً، ولن نكون جزءاً من تمرير هذه السياسة"، موضحاً أن الحركة سترفض أي "اتفاقات جزئية" لوقف إطلاق النار في القطاع.
وشدد القيادي على أن حركة "حماس" كثيراً ما اعتبرت سلاحها "خطاً أحمر"، وفي تصريحات الخميس جدد الحية تأكيد هذا الموقف.
ويعمل الوسطاء المصريون على إحياء اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير (كانون الثاني) والذي أوقف القتال في قطاع غزة قبل انهياره الشهر الماضي، ولكن لم تظهر أية بوادر على إحراز تقدم.
وتتبادل إسرائيل و"حماس" الاتهامات في فشل التوصل إلى اتفاق، وقالت مصادر فلسطينية ومصرية إن الجولة الأحدث من المحادثات التي عقدت يوم الإثنين في القاهرة انتهت من دون أي تقدم يذكر.
وقال الحية "عاد الوسطاء للتواصل معنا لإيجاد مخرج من الأزمة التي افتعلها نتنياهو وحكومته، ووافقنا على مقترحهم نهاية شهر رمضان، على رغم قناعتنا بأن نتنياهو يصر على استمرار الحرب والعدوان لحماية مستقبله السياسي، وهو ما تأكد بعدما رفض نتنياهو مقترح الوسطاء الذي وافقنا عليه".
وأضاف أن نتنياهو "رد على مقترح الوسطاء بمقترح يحمل شروطاً تعجيزية، ولا يؤدي لوقف الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة".
14048823852295578.jpg
فلسطينيون يتفقدون بقايا خيمة نزوح تضررت جراء غارة إسرائيلية في خان يونس (أ ب)
سموتريش يدعو إلى "تكثيف القتال"
من جانبه، دعا وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش إلى "تكثيف القتال" في غزة بعد أن أشارت "حماس" إلى رفضها أحدث مقترح لوقف إطلاق النار.
ملخص
تعثرت جهود الوسطاء التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة لإعادة وقف إطلاق النار المنهار في قطاع غزة وتحرير الرهائن مع تمسك إسرائيل و"حماس" بموقفيهما.
نشرت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، مقطع فيديو لمحتجز إسرائيلي في غزة على قيد الحياة. ويظهر المحتجز الذي عرّفت عنه وسائل إعلام إسرائيلية باسم روم بارسلافسكي، وهو يتحدّث عن ظروف احتجازه الصعبة. كما يظهر المحتجز وهو يسأل الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن وعده بإطلاق جميع المحتجزين في صفقة تبادل.
ويظهر الفيديو ومدّته سبع دقائق بارسلافكسي وهو يرفع قميصه ليري أنه يعاني مرضاً جلدياً يتسبب له بحكة دائمة. كما يطالب بالتحرك الفوري من أجل إنهاء معاناته نقص الطعام والشراب.
رهينة.png
صورة من الفيديو الذي نشرته "سرايا القدس" للمحتجَز الإسرائيلي روم بارسلافسكي (مواقع التواصل الاجتماعي)
النقاط الرئيسة في مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار
واقترحت إسرائيل هدنة لمدة 45 يوماً في غزة للسماح بإطلاق الرهائن واحتمال بدء محادثات غير مباشرة لإنهاء الحرب.
وفي ما يلي البنود الرئيسة في المقترح الإسرائيلي:
- في الأسبوع الأول، تفرج "حماس" عن 10 رهائن أحياء مقابل 120 معتقلاً فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد وأكثر من 1000 فلسطيني اعتقلوا منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
- انسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت تسيطر عليها في غزة قبل انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأصلي في 18 مارس (آذار)، والسماح للفلسطينيين بالمرور عبر محور نتساريم الذي يفصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه.
- استئناف توزيع المساعدات الإنسانية وبدء العمل على إعادة بناء البنية التحتية.
- بدء محادثات مع الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين بشأن إنهاء الحرب.
- ثم تقدم "حماس" أدلة على أن الأحياء من الرهائن ما زالوا على قيد الحياة وتسلم رفات الرهائن المتوفين.
المناطق العازلة
وسط هذه الأجواء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأربعاء، إن القوات ستبقى في المناطق العازلة التي أنشأتها في قطاع غزة حتى بعد التوصل لأية تسوية لإنهاء الحرب، وذلك في وقت تتعثر جهود إحياء اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال كاتس في بيان بعد اجتماع مع القادة العسكريين "على خلاف السابق، جيش الدفاع الإسرائيلي لن ينسحب من المناطق التي أخلاها وسيطر عليها". وأضاف أن المنطقة الأمنية أضيف إليها "عشرات في المئة" من القطاع.
الجيش سيبقى
وتابع كاتس "سيبقى جيش الدفاع الإسرائيلي في المناطق الأمنية عازلاً بين العدو والتجمعات السكنية في أي موقف موقت أو دائم في غزة، كما في لبنان وسوريا".
وفي جنوب قطاع غزة فقط، سيطرت القوات الإسرائيلية على نحو 20 في المئة من أراضي القطاع بالسيطرة على مدينة رفح الحدودية والتقدم إلى ما يسمى "محور موراغ" بين رفح وخان يونس، والممتد من الطرف الشرقي لغزة حتى ساحل البحر المتوسط.
وتسيطر إسرائيل بالفعل على ممر واسع عبر وسط القطاع عند منطقة محور "نتساريم"، ووسعت منطقة عازلة على طول الحدود بتوغل لمئات الأمتار، بما في ذلك حي الشجاعية شرقي مدينة غزة شمال القطاع.
AFP__20080618__Nic274246__v1__Preview.jpg
سيطرت القوات الإسرائيلية على نحو 20 في المئة من أراضي القطاع (أ ف ب)
وتقول إسرائيل إن قواتها قتلت المئات من مسلحي "حماس"، بما في ذلك عديد من كبار قيادات الحركة. لكن العمليات أثارت قلق الأمم المتحدة ودول أوروبية.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 400 ألف فلسطيني نزحوا منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس (آذار) بعد شهرين من الهدوء النسبي خلال وقف إطلاق النار. وأدت الضربات الجوية والقصف من إسرائيل إلى مقتل 1630 في الأقل منذ ذلك الحين.
ومنعت إسرائيل دخول المساعدات للقطاع. وقال كاتس إن إسرائيل تشكل بنية تحتية تسمح لشركات مدنية بتوزيع الإمدادات في وقت لاحق، لكنه أكد أن منع المساعدات سيظل قائما حالياً.
وأضاف أن إسرائيل ستمضي قدماً في خطة للسماح بالمغادرة لمن يريدون ذلك من سكان القطاع. لكن من غير الواضح بعد الدول التي قد تقبل استضافة عدد كبير من الفلسطينيين.
خط أحمر
وتسلط تصريحات كاتس، التي كرر فيها أيضاً مطالبات إسرائيل لـ"حماس" بإلقاء السلاح، الضوء على حجم الفجوة بين الطرفين في شأن التوصل لأي اتفاق لوقف إطلاق النار على رغم وساطة مصرية لإحياء جهود إبرام اتفاق.
ووصفت "حماس" مراراً تلك المطالبات بأنها "خط أحمر لن تتجاوزه"، وتقول إن القوات الإسرائيلية يجب أن تنسحب من قطاع غزة بموجب أي اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وقالت الحركة في بيان اليوم الأربعاء، إن "أية تهدئة تفتقر لضمانات حقيقية لوقف الحرب والانسحاب الكامل ورفع الحصار وإعادة الإعمار ستكون فخاً سياسياً يكرس الاحتلال بدلاً من مقاومته، وعلى الوسطاء والمجتمع الدولي أن يمارسوا ضغوطهم على إسرائيل المعروفة تاريخياً بتنصلها من جميع الاتفاقات والتفاهمات".
وقال مسؤولان إسرائيليان قبل أيام، إن المحادثات لا تشهد إحراز أي تقدم، على رغم ورود تقارير في وسائل إعلام تفيد بإمكانية إعلان وقف لإطلاق النار للسماح بتبادل عدد من 59 رهينة لا يزالون في القطاع مقابل سجناء فلسطينيين.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ممارسة مزيد من الضغط العسكري سيجبر "حماس" على الإفراج عن الرهائن المتبقين. لكن مظاهرات حاشدة تخرج في إسرائيل تطالب الحكومة بالتوصل لاتفاق لوقف القتال وإعادة الرهائن.
رام الله تدين
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الأربعاء "اقتحام نتنياهو" شمال قطاع غزة، واصفة إياه بـ"استهتار بالإجماع الدولي على وقف الإبادة والتهجير والضم".
وأكدت الخارجية في بيان، أن "الاقتحام الاستفزازي الذي قام به بنيامين نتنياهو لشمال قطاع غزة والتصريحات والأقوال التي أدلى بها، تهدف لإطالة وتعميق جرائم الإبادة والتهجير، هروباً من استحقاقات الوقف الفوري للعدوان وتنفيذ الأوامر الاحترازية التي صدرت عن محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
ذكرت مصادر فلسطينية ومصرية أن أحدث جولة من المحادثات التي عقدت أمس الإثنين في القاهرة حول العودة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين انتهت من دون أي تقدم يذكر.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء خلال تفقد ميداني للجيش شمال غزة رفقة رئيس الدفاع يسرائيل كاتس، إن "حماس ستستمر في تلقي مزيد من الضربات".
وأضاف نتنياهو وفقاً لبيان صادر عن مكتبه، "نصرّ على إطلاق رهائننا وتحقيق كل أهداف حربنا، ونحن نفعل ذلك بفضل جنودنا الشجعان".
من ناحية أخرى قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء إن الجيش رصد طائرة مسيّرة حاولت تهريب أسلحة من الأراضي المصرية إلى داخل إسرائيل في منطقة عمل لواء فاران.
وأضاف في بيان أنه "تم إسقاط الطائرة المسيّرة من قبل قوات الجيش. وعند وصول قوات الأمن إلى الموقع، عثر على الطائرة وأربعة أسلحة وذخيرة". وتابع "تم تسليم الأسلحة المصادرة إلى شرطة إسرائيل لمتابعة المعالجة".
مصير الرهينة ألكسندر
وأعلن أبو عبيدة، الناطق باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" الثلاثاء، "فقدها الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم"، مضيفاً أنها تحاول التواصل معهم حتى اللحظة.
وأردف الناطق باسم "كتائب القسام" عبر قناته على "تيليغرام" قائلاً "تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمداً التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا".
رد "حماس"
توقع قيادي في "حماس" أن تسلم الحركة للوسطاء في مصر وقطر ردها خلال 48 ساعة على المقترح الجديد حول وقف إطلاق النار.
وقال القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية "على الغالب سوف ترسل 'حماس' الرد للوسطاء خلال الـ48 ساعة المقبلة"، موضحاً أن "مشاورات معمقة وبمسؤولية وطنية عالية لا تزال مستمرة ضمن الأطر القيادية للحركة، ومشاورات مع فصائل المقاومة لبلورة موقف موحد".
وقال عضو المكتب السياسي في "حماس" سهيل الهندي في تصريح صحافي إن الحركة سترد على المقترح "فور انتهاء مشاوراتنا الداخلية وبعد انتهاء المشاورات مع قادة فصائل المقاومة". وأضاف أن "العودة للاتفاق الموقع (في الـ17 من يناير) واستكمال تنفيذ البروتوكول الإنساني هو المدخل الحقيقي لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، وليس التصعيد العسكري". وشدد أن على "أن محددات المقاومة ثابتة وتتمثل في الوقف التام لحرب الإبادة والانسحاب الشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة وأي أفكار ومقترحات جديدة لا تتضمن هذه المحددات مصيرها الفشل".
1099611-367150380.jpg
أشخاص يمرون قرب تجمع للمياه في غزة (أ ف ب)
وأكد الهندي أن "سلاح المقاومة غير قابل للنقاش، متمسكون بحق شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال بالصور كافة حتى التحرير والعودة".
وقال قيادي ثانٍ في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية، "ليس لدى 'حماس' أي مشكلة في أعداد الأسرى الذين سيطلق سراحهم، الحركة مستعدة للإفراج عن الأسرى كافة، لكنها لن تقبل بأي عرض إلا إذا تحقق وقف شامل ودائم لإطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإدخال المساعدات".
"الخطوط الحمر"
في وقت سابق مساء أمس الإثنين، أعلنت حركة "حماس" أنها تدرس "بمسؤولية عالية" مقترحاً تسلمته من الوسطاء في شأن وقف لإطلاق النار بقطاع غزة، مؤكدة أنها سترد على هذا المقترح في "أقرب وقت".
وقالت "حماس" في بيان إن "قيادة الحركة تدرس بمسؤولية وطنية عالية المقترح الذي تسلمته من الإخوة الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة في شأنه"، مشددة على ضرورة أن يحقق أي اتفاق قادم، وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، والتوصل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد للإعمار، ورفع الحصار عن القطاع الفلسطيني، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
واعتبر مصدر قيادي في الحركة أن المقترح الإسرائيلي الذي تلقته الحركة عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ويتضمن هدنة لمدة 45 يوماً في الأقل مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين الأحياء، يتجاوز "الخطوط الحمر".
وكانت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من السلطات المصرية ذكرت أمس الإثنين أن مصر سلمت حركة "حماس" مقترحاً إسرائيلياً جديداً لوقف إطلاق النار في غزة.
استأنف نتنياهو حرب غزة بعد هدنة قصيرة أفرجت فيها "حماس" عن رهائن، لكن تعقيدات الحرب تظهر استحالة تحقيق هدفين متناقضين في آن: تحرير الرهائن والقضاء على "حماس". استمرار القتال يعزز موقع نتنياهو السياسي داخلياً وخارجياً، بينما تزداد معاناة المدنيين والرهائن.
بعد أقل من شهرين على التزامه وقف إطلاق نار تدريجي مع حركة "حماس" استأنف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرب بلاده في قطاع غزة. وفي الـ18 من مارس (آذار) هاجمت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مواقع عسكرية في القطاع، مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 فلسطيني، بمن فيهم 300 من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التي تسيطر عليها "حماس" في غزة – وتلك حصيلة قتلى كارثية حتى وفق المعايير السابقة للحرب القائمة. وكانت الهدنة قصيرة الأمد سمحت بإطلاق 30 رهينة ممن اختطفتهم "حماس" خلال هجومها الصادم على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إضافة إلى استعادة ثماني جثث لمحتجزين فارقوا الحياة. وفي الأسبوع الماضي اقترحت الحكومة الإسرائيلية استئناف وقف إطلاق النار مقابل عودة 11 رهينة أخرى إضافة إلى 16 جثة لرهائن مقتولين.
ومع ذلك حتى لو توصلت "حماس" وإسرائيل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف الأعمال العدائية فمن غير المرجح أن تشهد غزة سلاماً حقيقياً في أي وقت قريب. فمنذ المجزرة المروعة في السابع من أكتوبر، والتي أودت بحياة نحو 1250 إسرائيلياً، سعى نتنياهو عبر العمليات العسكرية التي ينفذها جيشه في القطاع إلى تحقيق هدفين، تحرير جميع الرهائن وتدمير "حماس"، لكن هذين الهدفين لا يمكن تحقيقهما في وقت واحد. فـ"حماس" ترفض الدخول في عملية سلام تفترض القضاء عليها، وطالما بقيت إسرائيل متمسكة بهذه النتيجة، يبقى لقادة "حماس"، الذين ما زالوا أحياءً، حافز كبير للاستمرار باحتجاز الرهائن بغية ردع أي هجمات إسرائيلية تهدف إلى قتلهم.
وهذا يعني أنه حتى لو استؤنف وقف إطلاق النار، من المرجح أن تقوم "حماس" بتأجيل الإفراج عن آخر الرهائن لديها، كما من المرجح في المقابل أن تجد إسرائيل طرقاً لتلافي اعتماد مراحل تهدئة تسمح لحماس في الاحتفاظ بالسلطة، وذاك ما قد يودي بأي صفقة للانهيار مجدداً في مراحلها النهائية. فنتنياهو بات أكثر اقتناعاً بأن إصدار الأوامر بعمل عسكري تؤتي ثمارها. فإظهار القوة، في نهاية المطاف، أضعف إيران وقيد وكلاءها في لبنان، ميليشيات "حزب الله". وبعدما كان فريق الرئيس الأميركي السابق جو بايدن يحاول احتواء التصعيد الإسرائيلي، يتمتع نتنياهو اليوم بدعم أكثر تساهلاً من الرئيس دونالد ترمب. وفي دليل على دفء العلاقة بين الزعيمين - وعلى أهمية أن يقوم نتنياهو بإبقاء ترمب إلى جانبه - سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي في السفر إلى واشنطن يوم الأحد الماضي لمقابلة ترمب للمرة الثانية في ثلاثة أشهر. وبفضل هذا الشعور بالقوة والثقة، اقترح الجيش الإسرائيلي خطة بعيدة المدى لإعادة احتلال غزة، كما أن شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف يطرحون بصورة أكثر جرأة اقتراحاً بطرد غالبية سكان غزة.
ومع هذا، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو مستعداً لتنفيذ أحلام شركائه السياسيين الكبرى، إذ عليه أن يأخذ في الاعتبار موقف ترمب، على رغم تقلبه، وكذلك ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قادراً على خوض عملية طويلة ومكلفة في غزة. وفي الوقت الراهن قد يكون الخيار الأفضل لنتنياهو هو السير في طريق وسطي يبقي خياراته مفتوحة ويحافظ على إيمان حلفائه بأنه إلى جانبهم - وهذا المسار الوسيط يتضمن استمرار العمليات في غزة.
لعبة ثقة
عندما شرعت إسرائيل بحرب غزة قبل 18 شهراً كان هناك شبه إجماع بين الإسرائيليين على ضرورة القضاء على "حماس"، لكن سرعان ما غدا واضحاً أن هدفي إسرائيل العسكريين – ضمان إطلاق الرهائن وتدمير "حماس" – لا يمكن تحقيقهما في الإطار الزمني نفسه. إذ حتى لو افترضنا أن من الممكن القضاء على "حماس"، وهي منظمة إرهابية تعمل بأسلوب حرب العصابات وتحظى بدعم شعبي كبير في غزة، فإن تحقيق ذلك سيستغرق سنوات. بينما الرهائن الإسرائيليون لا يحظون بهذا الهامش الزمني، إذ بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ومارس (آذار) 2025، وفق تحليل لـ"نيويورك تايمز"، توفي 41 رهينة خلال الاحتجاز. البعض مات من الجوع، والمرض، أو تعرض للقتل، آخرون ماتوا بالخطأ جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية. والرهائن الذين عادوا إلى إسرائيل من غزة في الأشهر الماضية تحدثوا عن ظروف احتجاز بالغة القسوة، حيث ظل عديدون منهم في الأنفاق مقيدين بالسلاسل مع القليل من الطعام ودون رعاية طبية، كما أبلغ البعض عن تعرضه للتعذيب.
وبسبب عدم وضوح الأولوية بين الهدفين لم تحقق إسرائيل أياً منهما حتى الآن. فمنذ بدء الحرب، قتلت إسرائيل معظم قادة "حماس" البارزين، بما في ذلك قائد الحركة في غزة، يحيى السنوار، لكن التنظيم ما زال يمتلك هيكلاً قيادياً، ومن أجل ردع محاولات الاغتيال الإسرائيلية، يسعى قادته المتبقون إلى استخدام الرهائن كدروع بشرية – نوع من الضمانة على حياتهم – وغالباً ما يكون هؤلاء الرهائن من الجنود. وهذا بالنسبة إلى نتنياهو أمر غير مقبول. فبالنسبة إليه هناك خياران فقط مطروحان على الطاولة: استسلام "حماس" الكامل وإبعاد قادتها من غزة، أو استمرار الحرب إلى أن يحقق الجيش الإسرائيلي هذه النتيجة نفسها. وفي السيناريو الثاني من المرجح أن يحمل "حماس" مسؤولية وفاة مزيد من الرهائن.
أما الأمل بأن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق نار دائم فقد تلاشى مع تولي ترمب الرئاسة. وعلى رغم قيام ترمب بالضغط على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق نار في شهر يناير (كانون الثاني)، فإن نهج إدارة الرئيس الأميركي زاد تخبطاً منذ ذلك الحين. فكل بضعة أيام، يقدم الفريق الأميركي مقترحات جديدة، لكن المناقشات تبقى في حال جمود، وترمب يتأرجح حالياً بين عدم الاهتمام بالنزاع وطرح أفكار خيالية، مثل اقتراحه في فبراير (شباط) بأن تتولى الولايات المتحدة إدارة غزة وتحويلها إلى "ريفييرا" سياحية.
ستأنف نتنياهو حرب غزة بعد هدنة قصيرة أفرجت فيها "حماس" عن رهائن، لكن تعقيدات الحرب تظهر استحالة تحقيق هدفين متناقضين في آن: تحرير الرهائن والقضاء على "حماس". استمرار القتال يعزز موقع نتنياهو السياسي داخلياً وخارجياً، بينما تزداد معاناة المدنيين والرهائن.
بعد أقل من شهرين على التزامه وقف إطلاق نار تدريجي مع حركة "حماس" استأنف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرب بلاده في قطاع غزة. وفي الـ18 من مارس (آذار) هاجمت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مواقع عسكرية في القطاع، مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 فلسطيني، بمن فيهم 300 من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التي تسيطر عليها "حماس" في غزة – وتلك حصيلة قتلى كارثية حتى وفق المعايير السابقة للحرب القائمة. وكانت الهدنة قصيرة الأمد سمحت بإطلاق 30 رهينة ممن اختطفتهم "حماس" خلال هجومها الصادم على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إضافة إلى استعادة ثماني جثث لمحتجزين فارقوا الحياة. وفي الأسبوع الماضي اقترحت الحكومة الإسرائيلية استئناف وقف إطلاق النار مقابل عودة 11 رهينة أخرى إضافة إلى 16 جثة لرهائن مقتولين.
ومع ذلك حتى لو توصلت "حماس" وإسرائيل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف الأعمال العدائية فمن غير المرجح أن تشهد غزة سلاماً حقيقياً في أي وقت قريب. فمنذ المجزرة المروعة في السابع من أكتوبر، والتي أودت بحياة نحو 1250 إسرائيلياً، سعى نتنياهو عبر العمليات العسكرية التي ينفذها جيشه في القطاع إلى تحقيق هدفين، تحرير جميع الرهائن وتدمير "حماس"، لكن هذين الهدفين لا يمكن تحقيقهما في وقت واحد. فـ"حماس" ترفض الدخول في عملية سلام تفترض القضاء عليها، وطالما بقيت إسرائيل متمسكة بهذه النتيجة، يبقى لقادة "حماس"، الذين ما زالوا أحياءً، حافز كبير للاستمرار باحتجاز الرهائن بغية ردع أي هجمات إسرائيلية تهدف إلى قتلهم.
وهذا يعني أنه حتى لو استؤنف وقف إطلاق النار، من المرجح أن تقوم "حماس" بتأجيل الإفراج عن آخر الرهائن لديها، كما من المرجح في المقابل أن تجد إسرائيل طرقاً لتلافي اعتماد مراحل تهدئة تسمح لحماس في الاحتفاظ بالسلطة، وذاك ما قد يودي بأي صفقة للانهيار مجدداً في مراحلها النهائية. فنتنياهو بات أكثر اقتناعاً بأن إصدار الأوامر بعمل عسكري تؤتي ثمارها. فإظهار القوة، في نهاية المطاف، أضعف إيران وقيد وكلاءها في لبنان، ميليشيات "حزب الله". وبعدما كان فريق الرئيس الأميركي السابق جو بايدن يحاول احتواء التصعيد الإسرائيلي، يتمتع نتنياهو اليوم بدعم أكثر تساهلاً من الرئيس دونالد ترمب. وفي دليل على دفء العلاقة بين الزعيمين - وعلى أهمية أن يقوم نتنياهو بإبقاء ترمب إلى جانبه - سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي في السفر إلى واشنطن يوم الأحد الماضي لمقابلة ترمب للمرة الثانية في ثلاثة أشهر. وبفضل هذا الشعور بالقوة والثقة، اقترح الجيش الإسرائيلي خطة بعيدة المدى لإعادة احتلال غزة، كما أن شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف يطرحون بصورة أكثر جرأة اقتراحاً بطرد غالبية سكان غزة.
ومع هذا، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو مستعداً لتنفيذ أحلام شركائه السياسيين الكبرى، إذ عليه أن يأخذ في الاعتبار موقف ترمب، على رغم تقلبه، وكذلك ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قادراً على خوض عملية طويلة ومكلفة في غزة. وفي الوقت الراهن قد يكون الخيار الأفضل لنتنياهو هو السير في طريق وسطي يبقي خياراته مفتوحة ويحافظ على إيمان حلفائه بأنه إلى جانبهم - وهذا المسار الوسيط يتضمن استمرار العمليات في غزة.
لعبة ثقة
عندما شرعت إسرائيل بحرب غزة قبل 18 شهراً كان هناك شبه إجماع بين الإسرائيليين على ضرورة القضاء على "حماس"، لكن سرعان ما غدا واضحاً أن هدفي إسرائيل العسكريين – ضمان إطلاق الرهائن وتدمير "حماس" – لا يمكن تحقيقهما في الإطار الزمني نفسه. إذ حتى لو افترضنا أن من الممكن القضاء على "حماس"، وهي منظمة إرهابية تعمل بأسلوب حرب العصابات وتحظى بدعم شعبي كبير في غزة، فإن تحقيق ذلك سيستغرق سنوات. بينما الرهائن الإسرائيليون لا يحظون بهذا الهامش الزمني، إذ بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ومارس (آذار) 2025، وفق تحليل لـ"نيويورك تايمز"، توفي 41 رهينة خلال الاحتجاز. البعض مات من الجوع، والمرض، أو تعرض للقتل، آخرون ماتوا بالخطأ جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية. والرهائن الذين عادوا إلى إسرائيل من غزة في الأشهر الماضية تحدثوا عن ظروف احتجاز بالغة القسوة، حيث ظل عديدون منهم في الأنفاق مقيدين بالسلاسل مع القليل من الطعام ودون رعاية طبية، كما أبلغ البعض عن تعرضه للتعذيب.
وبسبب عدم وضوح الأولوية بين الهدفين لم تحقق إسرائيل أياً منهما حتى الآن. فمنذ بدء الحرب، قتلت إسرائيل معظم قادة "حماس" البارزين، بما في ذلك قائد الحركة في غزة، يحيى السنوار، لكن التنظيم ما زال يمتلك هيكلاً قيادياً، ومن أجل ردع محاولات الاغتيال الإسرائيلية، يسعى قادته المتبقون إلى استخدام الرهائن كدروع بشرية – نوع من الضمانة على حياتهم – وغالباً ما يكون هؤلاء الرهائن من الجنود. وهذا بالنسبة إلى نتنياهو أمر غير مقبول. فبالنسبة إليه هناك خياران فقط مطروحان على الطاولة: استسلام "حماس" الكامل وإبعاد قادتها من غزة، أو استمرار الحرب إلى أن يحقق الجيش الإسرائيلي هذه النتيجة نفسها. وفي السيناريو الثاني من المرجح أن يحمل "حماس" مسؤولية وفاة مزيد من الرهائن.
أما الأمل بأن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق نار دائم فقد تلاشى مع تولي ترمب الرئاسة. وعلى رغم قيام ترمب بالضغط على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق نار في شهر يناير (كانون الثاني)، فإن نهج إدارة الرئيس الأميركي زاد تخبطاً منذ ذلك الحين. فكل بضعة أيام، يقدم الفريق الأميركي مقترحات جديدة، لكن المناقشات تبقى في حال جمود، وترمب يتأرجح حالياً بين عدم الاهتمام بالنزاع وطرح أفكار خيالية، مثل اقتراحه في فبراير (شباط) بأن تتولى الولايات المتحدة إدارة غزة وتحويلها إلى "ريفييرا" سياحية.
يدعم ترمب في العلن جميع تصرفات إسرائيل
كما أن إدارة ترمب لم تحاول مواجهة المشكلة الأساسية التي تعوق بدء مفاوضات سلام حقيقية، ولم تسعَ فعلياً إلى حلها. فنتنياهو يصر على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن ينتهي بتفكيك حركة "حماس" بالكامل، لكن هذا الأمر يمثل خطاً أحمر لا ترغب "حماس" بتجاوزه على رغم ما أفيد عن تفكيرها بالتنازل عن سلطتها السياسية مع الحفاظ على قوتها العسكرية، وهو نمط التسوية الذي يتم اختباره في لبنان راهناً، برضا "حزب الله". ومع ذلك لم يتمكن الأميركيون حتى الآن، ولا الوسطاء العرب المصريون والقطريون، من إقناع قادة "حماس" بالتوقيع على اتفاق من شأنه إنهاء جوهر طموحهم السياسي، أي قيادة الكفاح الفلسطيني ضد إسرائيل.
كما أن هناك تطورات أخرى جعلت من مسألة الوصول إلى تسوية أمراً أقل إلحاحاً بالنسبة إلى نتنياهو. فالجيش الإسرائيلي الآن تعافى جزئياً من صدمة السابع من أكتوبر. وقد تضاءلت قدرات "حماس" في تنظيم هجوم آخر واسع النطاق أو إطلاق رشقات صاروخية كبيرة على الأراضي الإسرائيلية. أما على جبهات أخرى فقد بات لإسرائيل الآن اليد الطولى. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي اضطر "حزب الله" للموافقة على اتفاق مهين لوقف إطلاق النار، وعلى رغم استمرار سلاح الجو الإسرائيلي بضرب أهداف للحزب في جنوب لبنان (والأسبوع الماضي في بيروت)، فإن هذا الحزب الذي تلقى الضربة تلو الضربة، لم يرد بعد. كما أن تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بدا محرجاً لطهران. وبعد انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سيطرت إسرائيل على أجزاء من جنوب سوريا. وفي أعقاب هذه الانتصارات يبدو نتنياهو في حال اندفاع، معتمداً القوة العسكرية للرد على استفزازات معادية كان يُفضِّل في السابق احتواءها أو تجاهلها. ففي منتصف مارس (آذار) مثلاً، وإثر سقوط ستة صواريخ على الأراضي الإسرائيلية، قامت إسرائيل بقصف مستودع لمسيرات "حزب الله" في جنوب بيروت، على رغم عدم اتضاح بعد هوية الجهة التي أطلقت الصواريخ (على الأراضي الإسرائيلية).
أما إدارة بايدن، وعلى رغم وقوفها إلى جانب إسرائيل عقب هجمات السابع من أكتوبر، ومساهمتها في منع مزيد من التصعيد بالمنطقة، فإنها سعت أيضاً إلى احتواء أفعال إسرائيل العسكرية، إذ مثلاً، وبعد اجتياح جيش الدفاع الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب غزة في مايو (أيار) – الفعل الذي حذر منه فريق بايدن – قام الرئيس بايدن بتأجيل إرسال شحنة ذخائر دقيقة وجرافات ثقيلة إلى إسرائيل، ثم جاءت عودة ترمب إلى البيت الأبيض لتلغي هذا التوازن، إذ إن ترمب يدعم جميع تصرفات إسرائيل، بالعلن في الأقل. وعلى نطاق أوسع، فإن انفتاحه على أفكار مثل ضم كندا أو الاستحواذ على غرينلاند يُضفي شرعية على مفهوم أن الدول القوية تستطيع ببساطة الاستيلاء على أراضٍ من جيرانها. وعندما زار نتنياهو ترمب في واشنطن في فبراير، تساءل الرئيس الأميركي علناً: لماذا لا تستغل إسرائيل سقوط الأسد للاستيلاء على مزيد من الأراضي السورية؟ وقد ناقش نتنياهو هذا الطرح لاحقاً مع حكومته، على رغم أن الفكرة لم تلق دعماً واسعاً.
صدوع خفية
تبدو إسرائيل حالياً في موقع قوة. ففي منتصف مارس (آذار)، عرض الجيش الإسرائيلي خطة طموح على الحكومة تتضمن إعادة نشر عدة فرق عسكرية داخل غزة، وتنفيذ تعبئة جديدة لقوات الاحتياط، وإعادة سكان شمال غزة إلى مناطق الإيواء في الجنوب، واستكمال الاحتلال العسكري للقطاع بأكمله – وكل هذا في غضون أشهر قليلة. وكان الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي عارض بشدة تشكيل أي حكومة عسكرية في القطاع، بيد أن هاليفي استقال من منصبه في مطلع مارس (آذار) الماضي. وأشار خليفته، إيال زامير – الذي يتمتع بعلاقات أكثر دفئاً مع القادة السياسيين في إسرائيل، ويحظى بالتالي بحرية أكبر لتنفيذ خططه – إلى انفتاحه على فكرة حكم القطاع (عسكرياً من قبل الجيش الإسرائيلي).
قد تكون إدارة ترمب توقفت عن ذكر خطة تطهير غزة من سكانها، إلا أن السياسيين اليمينيين في إسرائيل تبنوا تلك الخطة وراحوا يفسرون مقترح ترمب على أنه "إذن" لطرح فكرة تشجيع الغزاويين على الهجرة الطوعية بصورة علنية، لكن في الواقع، فإن أي مشروع من هذا النوع سيعتمد بصورة كبيرة على استخدام القوة العسكرية لإجبار السكان على الرحيل. وفي هذا السياق، أنشأ وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس - وهو في الواقع مجرد أداة بيد نتنياهو - هيئة إدارية جديدة داخل وزارته للترويج لفكرة الهجرة.
إلا أن نقاط الضعف والتوترات الداخلية الأعمق في إسرائيل تسهم بتقييد الحكومة الإسرائيلية في هذا الاتجاه، إذ على رغم الضربات التي تلقتها "حماس"، لا تزال هذه الحركة بعيدة من الهزيمة. وثمة في هذا الإطار قائدان عسكريان ما زالا على قيد الحياة، هما عز الدين الحداد ومحمد السنوار (شقيق يحيى السنوار)، يشرفان على جهود "حماس" للتعافي. وقد جاء وقف إطلاق النار لأسابيع عدة، والذي سهل وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، ليتيح للحركة تجديد التمويل عبر الاستيلاء على بعض تلك المساعدات وبيعها للمدنيين في غرة بغية تحقيق الأرباح. وقدرت إسرائيل أن تكون "حماس" في الأشهر الماضية جندت قرابة 20 ألف مقاتل جديد، كما أن قادة الحركة يتحركون حالياً لقمع الاحتجاجات ضد حكمها في شمال غزة. وتقوم "حماس" بإعادة استخدام القنابل الإسرائيلية التي لم تنفجر لتفخيخ المباني والطرقات تحضيراً لغزو إسرائيلي جديد.
جنود الاحتياط الإسرائيليون يعانون الإنهاك
قد تسفر عملية إعادة احتلال غزة عن خسائر عسكرية إضافية، وربما عن مقتل مزيد من الرهائن (الإسرائيليين). وبحسب عديد من استطلاعات الرأي، يؤيد قرابة 70 في المئة من الإسرائيليين التوصل إلى صفقة مع "حماس" تفرج عن جميع الرهائن المتبقين، حتى لو جاءت الصفقة بكلفة عالية، كإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والإفراج عن آلاف السجناء الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية، لكن من غير المؤكد ما إذا كان هذا الموقف العام سيترجم إلى اعتراضات شعبية من النوع الذي يمكنه تقييد خيارات نتنياهو، إذ لا يزال عديد من الإسرائيليين يجدون صعوبة بالغة في التظاهر ضد حكومتهم فيما الجنود الإسرائيليون يقاتلون ويموتون في غزة.
لكن تنفيذ أي من الخيارين - سواء إعادة احتلال غزة أو تنفيذ مشروع "الهجرة الطوعية" - سينطويان، كل على حدة، على أخطار سياسية جسيمة. فقد قضى كل فرد من عشرات ألوف جنود الاحتياط الإسرائيليين مئات الأيام في الخدمة العسكرية خلال الحرب، وهو ما انعكس سلباً على حياتهم المهنية والعائلية. وإسرائيل في الحقيقة لم يسبق لها مواجهة هذا الكم من المشاعر المتناقضة بأوساط جنودها الاحتياطيين تجاه الخدمة العسكرية – حتى خلال حربها المثيرة للجدل في لبنان سنة 1982، أو خلال الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2006. بعض جنود الاحتياط يهددون برفض أداء الخدمة خشية أن تؤدي أي حملة عسكرية جديدة إلى مقتل مزيد من الرهائن. ووفقاً لما ذكره عدد من قادة الجيش، فإن عدداً أكبر يفكرون في التهرب من الخدمة للبقاء إلى جانب أسرهم. ويرتبط غضب بعضهم بسياسات الحكومة خارج غزة، كتمسكها بإعفاء اليهود الحريديم من الخدمة الإلزامية. لكن في النهاية، فإن الغالبية من جنود الاحتياط منهكون ومحبطون.
بعد مقتل يحيى السنوار شكلت "حماس" مجلساً قيادياً خماسياً لإدارة الحركة برئاسة رئيس مجلس الشورى العام في الحركة محمد درويش، ويضم المجلس مسؤولي حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية وداخل الضفة الغربية زاهر جبارين وفي الخارج خالد مشعل، وأمين سر الحركة نزار عوض الله.
بعد أن قتلت إسرائيل عدداً من قيادييها، وأنهكتها الحرب، وضعت "حماس" تركيبة جديدة لكنها أخفت هويات قادتها الجدد لحمايتهم من التعرض للاغتيال، وسط تساؤلات كثيرة حول مستقبل الحركة داخل قطاع غزة.
بعد هجوم "حماس" غير المسبوق على إسرائيل خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تعهدت الدولة العبرية القضاء على الحركة، وشنت هجوماً عنيفاً على غزة أدى على مدى 18 شهراً إلى مقتل عشرات الآلاف، وإضعاف الحركة وتحويل أجزاء واسعة من القطاع الفلسطيني إلى أنقاض.
وقتلت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية وقائدها العسكري محمد الضيف، والعقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر يحيى السنوار، إلى جانب عدد كبير آخر من القياديين الآخرين.
وتواصل الحركة نشاطها العسكري والسياسي لكنها متكتمة على أسماء كبار قادتها، لا سيما في كتائب "عز الدين القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس"، إذ قال مصدر مقرب من القسام لوكالة الصحافة الفرنسية "اسم قائد كتائب ’عز الدين القسام‘ سيبقى سرياً".
ويقول باحثون إن هذا الدور رسى على الأرجح على محمد السنوار الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، والذي أوكلته "حماس" مسؤولية الرهائن الذين اقتيدوا إلى قطاع غزة خلال الهجوم على إسرائيل.
وتقول الخبيرة المستقلة إيفا كولوريوتيس إن محمد السنوار له كلمة "في كل شيء، بما في ذلك المفاوضات وقضية الرهائن الإسرائيليين وإدارة الجناح العسكري".
من جهتها، تقول أستاذة علم الاجتماع السياسي في معهد "إنالكو" لدراسات الشرق الأوسط في باريس ليتيسيا بوكاي إن "شخصية يحيى السنوار كانت فريدة"، وكان المقاتلون يعدونه "بطلاً". وتضيف أن "كون محمد السنوار شقيقه يعطيه هالة من الشرعية".
وعلى رغم تعهد إسرائيل القضاء على "حماس" وعلى رغم تكبد الحركة خسائر فادحة، فإنها لا تزال موجودة تقاتل وتفاوض.
ويقول مؤسس وكالة "صفا" للأنباء في غزة ياسر أبو هين إن خسارة هذا العدد الكبير من قادة الحركة أثرت في "حماس"، "لكن بصورة موقتة فقط"، مضيفاً "هذه الضربات لا تشكل أزمة وجودية، فـ’حماس‘ لديها طريقتها الخاصة في إدارة مؤسساتها ولن تتمكن إسرائيل من القضاء عليها".
ويقول عضو في مكتب الحركة السياسي "امتصت ’حماس‘ الضربات وأعادت صفوفها القيادية، ولديها قدرة على الاستمرار".
وبعد مقتل السنوار شكلت "حماس" مجلساً قيادياً خماسياً لإدارة الحركة برئاسة رئيس مجلس الشورى العام في الحركة محمد درويش، ويضم المجلس مسؤول حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية، ومسؤول الحركة في الضفة الغربية زاهر جبارين، ومسؤول "حماس" في الخارج خالد مشعل، وأمين سر الحركة نزار عوض الله.
ويضيف القيادي في "حماس" أن تعيين أعضاء المكتب السياسي الجدد "يتم من خلال مجلس الشورى، بناءً على النظام الأساس، ويُعين العضو الذي يلي بعدد الأصوات في آخر انتخابات بديلاً للعضو أو المسؤول" الذي قتلته إسرائيل.
ويتابع أن القرارات "تتخذ بغالبية الأصوات"، لافتاً إلى أن هناك اجتماعات للمكتب السياسي حسب الضرورة، وأُقرت آليات للتواصل والعمل بين المجالس القيادية". ويقول "آلية العمل معقدة وتدمج بين السرية والعلنية".
ويشبه مراقبون آليات العمل في "حماس" بعمل أجهزة الاستخبارات، إذ تقول الباحثة في المركز العربي للبحوث والدراسات السياسية في باريس ليلى سورا "لن نعرف من هم القادة الجدد، هناك إرادة بالإبقاء على الأسماء سرية والإبقاء على أسلوب القيادة الجماعية"، مضيفة "ليست حركة قائمة على زعامة قائد كاريزماتي".
اقرأ المزيد
مصر تبحث عن مخرج لمستقبل غزة لدى "فتح" بموافقة "حماس"
مقتل مسؤول في "حماس" بغارة على صيدا جنوب لبنان
خيارات "حماس" لاستمرار حكم غزة تتضاءل
ويرى المتخصص في شؤون "حماس" ياسر أبو هين أن الحركة مرت بأزمات "وجودية"، مشيراً إلى أن الحركة "تجاوزت تهديداً وجودياً" بعد أن اغتالت إسرائيل مؤسس "حماس" والأب الروحي لها الشيخ أحمد ياسين، ومعظم قادة الصف الأول والقيادات العسكرية والدعوية والتنظيمية خلال عام 2000.
وأضاف أبو هين أن "حماس تجاوزت الأزمة" حينها، مشيراً إلى أن الحرب الحالية ألحقت ضرراً كبيراً في البنية التنظيمية والعسكرية للحركة، لكن "القادة الجدد أكثر تصميماً وتشدداً لمواصلة طريق التحرير".
وعلى رغم ذلك تواجه "حماس" للمرة الأولى منذ عام 2007، تاريخ سيطرتها على قطاع غزة، أسئلة حول استمراريتها في إدارة القطاع.
فإسرائيل ترفض رفضاً باتاً أي دور لها بعد الحرب، وهناك اتجاه عربي واضح يلتقي عليه أيضاً بعض الأوروبيين لتمكين السلطة الفلسطينية وطلب إشرافها على قطاع غزة.
ومطلع مارس (آذار) الماضي، جاء في بحث لمركز "صوفان" داخل نيويورك أن "النقاش الداخلي اشتد إلى حد دفع بعض القادة السياسيين إلى التفكير في الانفصال عن القيادة العسكرية للحركة في غزة".
وقال القيادي في "حماس" موسى أبو مرزوق لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه لو توقعت الحركة "ما حدث، لما كان هناك السابع من أكتوبر 2023".
وتشير الباحثة سورا إلى أن "حماس" غالباً ما شهدت خلافات خلال الـ15 عاماً الماضية في الأقل، خصوصاً بين أولئك الموجودين داخل قطاع غزة وأولئك المقيمين في الخارج، حول "الرؤية الاستراتيجية والربيع العربي والتحالف مع إيران".
وخلال الأسابيع الماضية، عبر عدد من سكان غزة بصورة علنية عن استيائهم الشديد من الحركة بعد حرب حولت القطاع إلى كومة من ركام وأنقاض وغبار.
وفي نهاية مارس الماضي شارك مئات الأشخاص في تظاهرات نادرة بدت عفوية ضد "حماس"، ورددوا هتافات ضد الحركة ومنها "’حماس‘ بره بره"، و"’حماس‘ إرهابية".
القدس: استنكرت صحيفة "هآرتس” العبرية، الجمعة، التجويع الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرة أنه بات سياسة معلنة ومصدر فخر لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقالت الصحيفة في افتتاحية عنونتها بـ”على إسرائيل أن تتوقف عن تجويع غزة”، إن "هذه السياسة تستند إلى رواية شعبوية كاذبة تربط المساعدات الإنسانية المقدمة لسكان غزة بقدرات حماس العسكرية”.
وتابعت الصحيفة مستنكرة ذلك الإجراء قائلة: "النتيجة جريمة إنسانية متواصلة”.
ومضت: "تحت رعاية حكومة إسرائيل الكابوسية وإدارة (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، أصبح تجويع إسرائيل لأكثر من مليوني فلسطيني أمرا طبيعيا تماما”.
أزمة الجوع الحادة تتفاقم بسبب نقص المياه النظيفة، وانتشار السكن في الخيام، وانهيار شبكات الصرف الصحي وجمع النفايات، وتدمير نظام الرعاية الصحية
وأشارت الصحيفة إلى أنه "لأكثر من ستة أسابيع، لم تدخل أي شحنات من الغذاء أو الدواء أو الخيام أو أي شكل آخر من أشكال المساعدات إلى القطاع”.
وزادت: "ليس أعضاء حماس هم من يدفعون الثمن، بل مئات الآلاف من الأطفال والأمهات وكبار السن والفقراء”.
وقالت إنه "وفقا لمسح أجرته وكالات إنسانية في غزة، نُقل 3696 طفلا إلى المستشفى في مارس/آذار وحده بسبب سوء التغذية الحاد”.
"واضطر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى إغلاق جميع المخابز التي كان يديرها في جميع أنحاء القطاع، ويعتمد معظم السكان الآن على وجبة يومية واحدة تقدمها مطابخ الأمم المتحدة”، وفق الصحيفة.
وتابعت: "لا يستطيع معظم سكان غزة الحصول على طعام طازج، بما في ذلك اللحوم ومنتجات الألبان والبيض والخضراوات والفواكه”.
ولفتت إلى "تفاقم أزمة الجوع الحادة بسبب نقص المياه النظيفة، وانتشار السكن في الخيام، وانهيار شبكات الصرف الصحي وجمع النفايات، وتدمير نظام الرعاية الصحية، وغيرها”، مبينة أن "كل هذه عوامل خطر تراكمية”.
وعن الوضع الطبي، ذكرت أنه "وفقا لأطباء في غزة، يعاني معظم السكان من نقص حاد في السعرات الحرارية والبروتينات والفيتامينات. كما يصف خبراء التغذية الإسرائيليون الوضع بأنه يسبب ضررا لا رجعة فيه لنمو دماغ الأطفال، وانخفاضا في إنتاج وجودة حليب الأم”.
كما أشارت إلى "تحذير خبراء دوليين في مجال الوفيات من احتمال تفشي الأمراض وانتشار الأمراض على نطاق واسع في غزة، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني هناك بأنه الأسوأ منذ بداية الحرب”.
وقالت هآرتس: "إن المعاناة والموت الناجمين عن سياسة التجويع الإسرائيلية في غزة لا يُحققان أيا من أهداف الحرب. ولن يُفضي موت الأطفال بسبب سوء التغذية والمرض إلى إطلاق سراح الرهائن أو سقوط حماس”.
واختتمت موجهة كلامها لحكومة نتنياهو: "يجب على إسرائيل استئناف تدفق المساعدات إلى القطاع فورا، وعلى جميع دول العالم الضغط على إسرائيل بكل السبل الممكنة لإجبارها على ذلك”.
أزمة جديدة تواجه استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عقب تمسك «حماس» بأولوية إبرام صفقة شاملة تنهي الحرب المستعرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، في تجاهل للمقترح الإسرائيلي، الساعي لهدنة مؤقتة.
«حماس» التي لم تغلق الباب أمام قبول اتفاق تهدئة خصوصاً مع التصعيد الإسرائيلي واقتراب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمنطقة الشهر المقبل، غازلت مبعوثه آدم بوهلر، الذي سبق أن التقى قياداتها بالدوحة، بالتأكيد على تطابق موقفهما بخصوص إبرام صفقة شاملة، وهو ما يراه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، توصيفاً لمرحلة «عض الأصابع» شديدة الصعوبة بين مناورات من الحركة الفلسطينية، وتصعيد من حكومة بنيامين نتنياهو.
وينقسم الخبراء إزاء دور الوسطاء بين السعي لإبرام صفقة شاملة، أو المحاولة مجدداً لتقريب وجهات النظر، والضغط على الطرفين لقبول تهدئة جزئية تقود لاتفاق شامل بدعم وضمانة أميركيين، وربما من تركيا، وفق المقترح المصري الأخير الذي قبلت به «حماس» مبدئياً، قبل تقديم نظيره الإسرائيلي منتصف الأسبوع.
ومقدماً طرحاً بديلاً، قال رئيس حركة «حماس» في غزة، خليل الحية، في كلمة متلفزة، مساء الخميس، إن «الحركة مستعدة للتفاوض على الفور بشأن اتفاق لتبادل جميع الرهائن مع عدد متفق عليه من الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، في إطار صفقة تضمن الانسحاب الإسرائيلي، وتنهي الحرب في القطاع»، مضيفاً: «نؤكد استعدادنا للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة، التي تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى لدينا وعدد متفق عليه من أسرانا لدى الاحتلال. على الاحتلال في المقابل وقف الحرب تماماً على شعبنا والانسحاب الكامل من قطاع غزة».
وأضاف: «الاتفاقات الجزئية يستعملها نتنياهو وحكومته غطاءً لأجندته السياسية القائمة على استمرار حرب الإبادة والتجويع، حتى لو كان الثمن التضحية بأسراه جميعاً، ولن نكون جزءاً من تمرير هذه السياسة». ورحّب الحية بموقف المبعوث الأميركي، آدم بوهلر، بإنهاء ملف الأسرى والحرب معاً، وقال إنه «يتقاطع مع موقف الحركة في التوصل إلى اتفاق شامل»، بعد ساعات من تصريحات بوهلر، أفاد خلالها بأن «حماس» مُرحب بها «إذا كانت ستقدم شيئاً يتطابق مع محدداتنا»، مضيفاً أن هناك دائماً إمكانية للوصول إلى اتفاقية شاملة بشأن الرهائن.
نساء وأطفال غزيون نازحون يركبون على ظهر سيارة مع أمتعتهم أثناء عبورهم ممر نتساريم في وقت سابق (أ.ف.ب)
ونقلت شبكة «CNN» الأميركية عن قيادي بـ«حماس»، لم تسمه، قوله إن المقترح الإسرائيلي الذي تسلمته الحركة الاثنين، من القاهرة «مرفوض ونريد اتفاقاً شاملاً».
وبحسب استطلاع جديد نشرته صحيفة «معاريف»، العبرية، الجمعة، فإن 62 في المائة من الإسرائيليين عبروا عن دعمهم لصفقة يتم بموجبها إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، مقابل وقف القتال والانسحاب من غزة، بينما عارضها 21 في المائة، و17 في المائة لم يحددوا موقفهم.
وعقب موقف «حماس»، علق مصدر أمني إسرائيلي، الجمعة، قائلاً إن «إسرائيل ستزيد الضغط العسكري على قطاع غزة، وهذا الرفض سيضر بـ(حماس) ومسؤوليها الكبار، وسيزداد الضغط العسكري من الجو والبحر والبر»، وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على منصة «إكس»، الجمعة: «حان الوقت لفتح أبواب الجحيم على (حماس) لتكثيف القتال حتى احتلال القطاع بالكامل».
ويعتقد الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن «(حماس) تريد بهذا الرد، الوصول إلى الحل النهائي مرة واحدة، وليس خطوة بخطوة، وهذا يتوافق مع رغبة أميركا»، مشيراً إلى أن هذا يصطدم برغبة بنيامين نتنياهو، الذي قد يقابل بضغط أميركي قبل زيارة ترمب للشرق الأوسط.
فلسطينية تبكي على أقارب لها قُتلوا في غارة إسرائيلية ببيت لاهيا (أ.ف.ب)
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور، أيمن الرقب، أن الهدنة المنتظر بمرحلة «عض الأصابع»، وهي مرحلة شديدة الصعوبة، خصوصاً مع التصعيد الكبير من نتنياهو الذي يدرك أن أمامه مهلة بنهاية الشهر الحالي، وفق ما وجه به ترمب خلال لقاء بالبيت الأبيض، وكما تشير تسريبات الإعلام الإسرائيلي، وكذلك تدرك «حماس» ذلك، ومن ثم جاء رفضها لمزيد من الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ولفت إلى أن المقترح الإسرائيلي قدمه نتنياهو ليُرفض، خصوصاً أن به عورات كثيرة، من بينها أنه لا يتحدث عن انسحاب أو مفاتيح إطلاق سراح الأسرى، وجاء رد «حماس» الداعي إلى «صفقة شاملة»، قبولاً داخلياً واسعاً في إسرائيل، كما تلاقى مع تصريحات سابقة من واشنطن.
ولم يعلق الوسطاء لا سيما بالقاهرة والدوحة على موقف «حماس»، غير أنه قبل كلمة خليل الحية، بشأن التمسك باتفاق شامل، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الخميس: «نسعى لتقريب وجهات النظر للتوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني».
رجال إنقاذ فلسطينيون يتفقدون موقع قصف إسرائيلي على مبنى سكني في حي الشجاعية بمدينة غزة خلال وقت سابق (أ.ف.ب)
ويعتقد الرقب أن مصر وقطر ستتحركان بشدة، للتوصل إلى تهدئة جزئية وإحداث مقاربات نحو حل وسط، بغض النظر عن مطلب «حماس» بشأن «الصفقة الشاملة»، خصوصاً والأخيرة كان لديها استعداد لقبول المقترح المصري الأخير الجزئي الممهد لوقف دائم لإطلاق نار، وأبدت تجاوباً معه قبل أن ترد إسرائيل بمقترح منتصف الأسبوع، يشمل نزعاً لسلاح الحركة، وهو ما قوبل بالرفض.
ويرى أن واشنطن لن تتحرك بشكل كبير؛ إلا بعد حلحلة مصر وقطر للأزمة، وتقريب وجهات النظر، ليكون التدخل الأميركي حاسماً بضغوط خاصة قبل زيارة ترمب للمنطقة، على أن تكون هناك ضمانات أميركية لـ«حماس».
بينما يعتقد فرج أن الوسطاء ليس أمامهم بشكل عملي سوى الاتجاه نحو إتمام «الصفقة الشاملة»، مع تعهد وضمانة أميركيين، وتفاهمات بشأن كيفية التغلب على رفض نزع السلاح الذي بات عملياً، ليس كما قبل الحرب؛ بل أقل بكثير جداً، ولا يمثل تهديداً كبيراً.
باتت حركة «حماس» تعوّل على خيار الصفقة الشاملة من خلال «رزمة واحدة» للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد فشل كل الجهود في تقريب وجهات النظر، وذلك في أعقاب تسلم وفد الحركة مقترحاً إسرائيلياً، بالإضافة إلى بعض الحلول التقريبية من قبل الوسطاء.
وبعد أن تدارست قيادة «حماس» داخلياً، وكذلك مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، ما قُدم إليها، رجحت مصادر أنه تم رفض المقترح الإسرائيلي؛ لأنه ينص على نزع سلاح الفصائل ويرفض الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع ووقف إطلاق النار بشكل نهائي.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لـ«القناة الـ13» العبرية، ظهر الجمعة، إن تل أبيب لم تتلق من الوسطاء أي رد رسمي من «حماس»، وبالتالي فإن المفاوضات لم تتوقف، دون أن يعقب على تصريحات رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في غزة ورئيس وفدها المفاوض، خليل الحية.
وفي كلمة مقتضبة، مساء الخميس، أشار الحية بشكل غير مباشر إلى رفض الحركة المقترح الإسرائيلي، مؤكداً استعداداها للدخول في مفاوضات الرزمة الشاملة، بحيث يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف تام للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وبدء الإعمار وإنهاء الحصار.
رؤية «حماس» وتصريحات بوهلر
المبعوث الأميركي للرهائن آدم بوهلر يتحدث في واشنطن يوم 6 مارس (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي للرهائن آدم بوهلر يتحدث في واشنطن يوم 6 مارس (أ.ف.ب)
ولم يتطرق الحية في خطابه إلى مصير حكم غزة بعد انتهاء الحرب، الأمر الذي أثار تساؤلات عدة حول موقف «حماس» من ذلك.
ويبدو أن حركة «حماس» بنت موقفها الجديد، بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية، على التصريحات التي أطلقها المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، والتي قال فيها إنه سيضمن وقف الحرب بشكل كامل في حال أفرجت «حماس» عن جميع الرهائن لديها دفعةً واحدة، وهو أمر أكده الحية في كلمته التي أشار فيها إلى موقف بوهلر.
وقال بوهلر إنه من الممكن التواصل مرةً أخرى مع «حماس»، وإنه مرحّب بها إذا كانت ستقدم شيئاً يتطابق مع محدداتنا، مشيراً إلى أن الحركة تعلم موقف الإدارة الأميركية جيداً، وبإمكانها التواصل معنا في أي وقت وإنهاء كل ما يجري في غزة.
وقالت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إن التصريح الرسمي للحية جاء بعد مشاورات مكثفة جرت داخل قيادة الحركة في الأيام الماضية، وتم خلالها إعداد رؤية تقوم على عدة بنود سيتم نقلها للوسطاء، كرد على المقترح الإسرائيلي للخروج من الأزمة القائمة حالياً.
ولم تخف المصادر أن جزءاً من هذه الرؤية يقوم على ما صرح به بوهلر، وكذلك ما نقله للحركة من خلال لقاءات عقدت في الدوحة خلال الأسابيع الماضية..
وقف النار لخمس سنوات
وكشفت المصادر عن أن الرؤية داخل الحركة تقوم على استعدادها وانفتاحها لوقف إطلاق نار طويل يستمر لخمس سنوات بضمانات إقليمية ودولية. كما تشدد الرؤية على أن يتم الاتفاق على صفقة تبادل أسرى شاملة وفق آليات وتوقيتات محددة، مقابل وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، إلى جانب ضمان إعادة الإعمار ورفع الحصار.
وتتضمن الرؤية أيضاً أنه فور الاتفاق على هذا الإطار تتم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 2 مارس (آذار) الماضي، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية، والانسحاب إلى ما كانت عليه القوات الإسرائيلية قبل 17 يناير (كانون الثاني) الماضي، ودخول المساعدات الإنسانية وفق البروتوكول الإنساني المحدد في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار السابق..
مصير «اليوم التالي»
وعلى الرغم من أن خطاب الحية لم يحمل أي إشارة لحكم غزة في اليوم التالي للحرب، فتوضح الرؤية الداخلية لـ«حماس»، بحسب المصادر، أنها تقبل بتشكيل لجنة فلسطينية من مستقلين تكنوقراط لإدارة القطاع بكامل الصلاحيات والمهام، وفق المقترح المصري للجنة الإسناد المجتمعي.
كما أبدت «حماس»، في إطار الرؤية التي ستُقدم للوسطاء، استعدادها للتوافق الوطني مع كافة الفصائل الفلسطينية، في إطار الاتفاقيات التي جرت بين جميع الفصائل، وكان آخرها اتفاق بكين في العام الماضي.
ويقدر مراقبون أن يكون قبول «حماس» بتشكيل لجنة من مستقلين بمثابة تراجع عن مقترح تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، في ظل رفض السلطة الفلسطينية حتى الآن التعاطي مع تشكيل هذه اللجنة، وتريد أن تكون الحكومة في رام الله هي المسؤولة عن الحكم برمته في قطاع غزة.
وقالت المصادر ذاتها إن هذا ليس تراجعاً، لكن الحركة قدمت الكثير من التسهيلات من أجل أن تتولى اللجنة التي اقترحت مصر تشكيلها لحكم القطاع، إلا أن السلطة الفلسطينية رفضت ما وافقت عليه الحركة مؤخراً بشأن أن يتولى وزير من حكومة محمد مصطفى مسؤولية اللجنة، فيما يكون نائب له من الشخصيات المستقلة في القطاع.
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل أيضاً ترفض خيار تولي السلطة الفلسطينية حكم غزة، مما يزيد المشهد تعقيداً. وأضافت أن قيادة «حماس»، وبحضور فصائل فلسطينية، اجتمعت مع العديد من الشخصيات المستقلة والتكنوقراط في العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة الماضية من أجل أن يكون لها دور في إدارة القطاع مستقبلاً. وأوضحت المصادر أنه تم تقديم أسماء من قبل وفد «حماس» إلى الجانب المصري، كمرشحين لتولي عمل أي لجنة يتم التوافق على توليها مسؤولية إدارة القطاع في مرحلة لاحقة.
الاحتلال يكذب في دعوى معاملة الأسرى بطريقة غير إنسانية
أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة حماس) أن كتائب القسام تمكنت من انتشال شهيد كان مكلفاً بتأمين الأسير ألكسندر عيدان، الذي يحمل الجنسية الأميركية والإسرائيلية. وأضاف أبو عبيدة أنه "لا زال مصير الأسير وبقية المجاهدين الآسرين مجهولاً".
وشدد في منشورات مقتضبة على حسابه بمنصة "تيليغرام": "نحاول حماية جميع الأسرى والمحافظة على حياتهم رغم همجية العدوان... لكن حياتهم في خطر بسبب عمليات القصف الإجرامية التي يقوم بها جيش العدو".
ولفت إلى أن "الاحتلال يكذب في دعوى معاملة الأسرى بطريقة غير إنسانية، ويزور شهادات كاذبة لأسرى سابقين؛ بهدف التحريض على المقاومة والتغطية على فضيحة قتله لأعداد من أسراه والتسبب في استمرار معاناة بقيتهم".
وقبل ذلك، نشرت كتائب القسام اليوم مقطع فيديو لمحتجز إسرائيلي لديها بعنوان "قريباً... الوقت ينفد". الفيديو الذي بلغت مدّته 21 ثانية، حمل رسالة صوتية من محتجز إسرائيلي موجهة إلى والدته، قال فيها: "والدتي العزيزة، بالتأكيد أنتِ تحاربين من أجلي كما عهدتك". ولم تظهر "القسام" في الفيديو صورة هذا المحتجز، ولم تكشف عن اسمه أو أي تفاصيل متعلقة به.
وختمت الفيديو بصورة لساعة رملية، كتبت أسفلها باللغات العربية والإنكليزية والعبرية، "الوقت ينفد".
وفي وقت لاحق، نشرت كتائب القسام شريط فيديو يوثق لحظة تحدث محتجز إسرائيلي عبر الهاتف إلى عدد من أفراد عائلته، بينهم زوجته وابنه ووالدته وأخوه، الذي يحمل الجنسية الأميركية.
وعبر المحتجز عن خيبة أمله بخصوص تخلي حكومة الاحتلال الإسرائيلي عنه بسبب تعنتها ورفضها التوصل إلى اتفاق يقود إلى الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين. ودعا زوجته إلى مواصلة القيام بكل شيء من أجله. ووجه رسالة مباشرة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي دعاه عبرها إلى مواصلة توقيع العرائض الداعية إلى وقف الحرب على غزة وإطلاق سراح المحتجزين. وأضاف "أنا أدرك أنهم يهتمون بمواطنيهم أكثر من الحكومة".
كما تحدث إلى أخيه، ويدعى أوريئيل أنديكوف، وطلب منه الذهاب إلى البيت الأبيض من أجل محاولة التحدث إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وقال له "أنت مواطن أميركي سيتسمع إليك"، مضيفاً "اسأله عن وعده للرهائن، وتوسل إليه أن يخرجني من هنا".
ولطالما حذرت كتائب القسام من المماطلة الإسرائيلية في استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وما تحمله من مخاطر على حياة المحتجزين، جراء تعمّد إسرائيل قصف المواقع التي يوجدون فيها، وفق بيانات سابقة للكتائب. والثلاثاء، أعلن أبو عبيدة، في بيان، فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر بعد قصف إسرائيلي مباشر استهدف مكان وجودهم.
وقال أبو عبيدة، في بيان، على منصة "تليغرام": "نعلن أننا فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم وما زلنا نحاول الوصول إليهم حتى اللحظة". وأضاف: "تقديراتنا أن جيش الاحتلال يحاول عمداً التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة على شعبنا".
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة التي استأنفها منذ 18 مارس/ آذار الماضي، وقد أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط شهيد وإصابة 20 آخرين، منهم 15 طفلاً جراء قصف منزل عائلة بمخيم خانيونس جنوبي قطاع غزة. وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن الاحتلال قتل منذ استئناف الحرب 595 طفلاً و308 امرأة. وأضاف المركز، في بيان: "مع استئناف الهجوم العسكري الإسرائيلي، تصدّر النساء والأطفال قائمة الضحايا، لتجد النساء أنفسهن بين قصف يسلب حياتهن، أو قصف يفقدهن أطفالهن".
في الأثناء، أعلنت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، الجمعة، تنظيمها تظاهرات حاشدة وفعاليات واسعة، اليوم السبت، للضغط على الحكومة من أجل التوصل لاتفاق يضمن عودة الأسرى حتى لو بوقف الحرب. وتأتي هذه الدعوات بعد إعلان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو سيلقي كلمة، اليوم السبت، دون ذكر أي تفاصيل أخرى، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه سيركز على حرب غزة وقضايا أخرى.
وأثار المقترح الإسرائيلي الأخير بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة حماس جدلاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية كونه طرح رسمياً وبوضوح ملف نزع سلاح المقاومة كبند في اتفاق وقف الحرب. وقال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن "نزع سلاح المقاومة ليس مقترحاً قابلاً للنقاش أو التفاوض أصلاً، إذ إن هذا الطرح الإسرائيلي – الأميركي قديم متجدد، يهدف إلى إنهاء أي قدرة حقيقية على الدفاع عن الشعب الفلسطيني".
نتنياهو: لن ننهي الحرب قبل القضاء على حماس
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم، "لن أقبل بالشروط التي وضعتها حماس ولن ننهي الحرب قبل القضاء على الحركة وإعادة الرهائن". وأضاف ضمن ادعاءاته "نحن في مرحلة حاسمة من المعركة مع حماس ولهذه الحرب أثمان كبيرة".
جيش الاحتلال يعلن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين شمالي القطاع
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل جندي في صفوفه، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بليغة وذلك خلال معارك شمالي قطاع غزة، حسب ما جاء في بيان له.
عائلات المحتجزين: الضغط على حماس يعرض حياة ذوينا للخطر
قالت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة إن الضغط العسكري الذي تمارسه تل أبيب على حماس يعرض حياة أبنائهم للخطر، ويزيد الحركة الفلسطينية تمسكاً بشروطها للقبول بصفقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته العائلات أمام مقر وزارة الأمن في تل أبيب.
وقالت قريبة أحد المحتجزين: "الضغط العسكري على حماس جعلها أكثر تمسكاً بشروطها للقبول بصفقة تبادل مع إسرائيل"، مضيفة أن "هذا الضغط جعل المحتجزين أكثر عرضة للقتل".
من جانبه، حذر قريب آخر لأحد المحتجزين خلال المؤتمر من أن "تصعيد الضغط العسكري يعرض حياة الأسرى للخطر، ويهدد باختفاء جثث القتلى منهم".
وتابع موجها حديثه للرئيس الأميركي دونالد ترامب: "نتنياهو باعك الأكاذيب بينما الأسرى يمرّون بما يشبه المحرقة، أنت الوحيد القادر على إجباره على وقف الحرب وإعادة الجميع".
بدورها، اتهمت والدة أحد المحتجزين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض إنهاء الحرب "لدوافع شخصية"، قائلة: "إنه يدفن الأسرى في الأنفاق".
وفد من حماس يلتقي رئيس المخابرات التركية
قالت حركة حماس إن وفداً من قيادتها برئاسة محمد درويش التقى اليوم السبت رئيس المخابرات التركية، إبراهيم قالن، في تركيا.
وأضافت في بيان أن الوفد استعرض "مجريات حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة والتجويع المستمر للمواطنين، ومنع إمدادات المياه والطعام، وتدمير ونسف المباني والمنشآت السكنية والبنى التحتية، وإنهاء مظاهر الحياة ومحاولة تهجير المواطنين من أرضهم".
وأشار البيان إلى أن قيادة الحركة جددت "استعدادها للتوصل الفوري إلى اتفاق شامل لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب والانسحاب من القطاع مع بدء الإعمار وإنهاء الحصار والشروع الفوري بتطبيق المقترح المصري بإنشاء لجنة خاصة لإدارة قطاع غزة من مستقلين وشخصيات وطنية مهنية".
وأوضح البيان أن قالن تطرق خلال اللقاء إلى "موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي أبدى تصميماً وصبراً عظيمين لحماية أرضه رغم الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين وسياسات التجويع التي تنفذها إسرائيل لتهجير السكان".
وأشار إلى الجهود التي تبذلها أنقرة لتحقيق وقف إطلاق النار والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، مستعرضا ما تقوم به لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعيش مأساة إنسانية كبيرة بسبب الحصار الإسرائيلي، وتنسيق الجهود الدولية في هذا الصدد.
وقال إن تركيا ستواصل دعم كافة الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق نار دائم. وشارك في اللقاء أعضاء المجلس القيادي لحركة حماس: خالد مشعل، وخليل الحية، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله، وممثل الحركة في تركيا موسى عكاري.
كتائب القسام تنشر محادثة هاتفية بين محتجز إسرائيلي وعائلته
نشرت كتائب القسام شريط فيديو يوثق لحظة تحدث محتجز إسرائيلي عبر الهاتف إلى عدد من أفراد عائلته، بينهم زوجته وابنه ووالدته وأخيه، الذي يحمل الجنسية الأميركية.
وعبر المحتجز عن خيبة أمله بخصوص تخلي حكومة الاحتلال الإسرائيلي عنه بسبب تعنتها ورفضها التوصل لاتفاق يقود للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين. ودعا زوجته إلى مواصلة القيام بكل شيء من أجله. ووجه رسالة مباشرة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي دعاه عبرها إلى مواصلة توقيع العرائض الداعية لوقف الحرب على غزة وإطلاق سراح المحتجزين. وأضاف "أنا أدرك أنهم يهتمون بمواطنيهم أكثر من الحكومة".
كما تحدث إلى أخيه، ويدعى أوريئيل أنديكوف، وطلب منه الذهاب إلى البيت الأبيض من أجل محاولة التحدث إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وقال له "أنت مواطن أميركي سيتسمع إليك"، مضيفاً "اسأله عن وعدة للرهائن، وتوسل إليه أن يخرجني من هنا".
أبو عبيدة: انتشلنا شهيداً كان مكلفاً بتأمين الأسير ألكسندر
أعلن أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أن كتائب القسام تمكنت من انتشال شهيد كان مكلفاً بتأمين الأسير عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية. وأضاف أبو عبيدة أنه "ما زال مصير الأسير وبقية المجاهدين الآسرين مجهولاً".
وشدد في منشورات مقتضبة على حسابه بمنصة "تيليغرام": "نحاول حماية جميع الأسرى والمحافظة على حياتهم رغم همجية العدوان.. لكن حياتهم في خطر بسبب عمليات القصف الإجرامية التي يقوم بها جيش العدو".
ولفت إلى أن "الاحتلال يكذب في دعوى معاملة الأسرى بطريقة غير إنسانية، ويزور شهادات كاذبة لأسرى سابقين؛ بهدف التحريض على المقاومة والتغطية على فضيحة قتله لأعداد من أسراه والتسبب في استمرار معاناة بقيتهم".
أعلنت حركة حماس، اليوم الجمعة، أنها وافقت على إطلاق سراح جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى أربع جثث لأسرى مزدوجي الجنسية، وذلك في ردها على مقترح جديد لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وقالت الحركة في بيان إنها تعاملت مع المقترح "بمسؤولية وإيجابية"، و"سلمت ردّها عليه فجر اليوم، متضمناً موافقتها على إطلاق سراح الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية"، مؤكدة جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة.
من جانبه، قال الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع لـ"العربي الجديد"، إن جهوداً حثيثة يبذلها الوسطاء رغم تلكؤ الاحتلال وتنصله من الاتفاق، معرباً عن أمله في أن تفضي نتائج المفاوضات لضمان تنفيذ كل مراحل الاتفاق. وأضاف القانوع: "محاولات (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو التنصل من الاتفاق وإفشاله لن تنجح. نعمل مع الوسطاء على إلزام الاحتلال وإتمام مراحل الاتفاق".
في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام عبرية إنه من المتوقع أن يعقد نتنياهو اجتماعاً أمنياً في الساعات القادمة لتقييم الوضع، رداً على إعلان حماس.
وأمس الخميس، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن أربعة مصادر مطلعة قولها إنّ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف قدّم اقتراحاً أميركياً مُحدّثاً لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عدة أسابيع مقابل إطلاق حماس سراح المزيد من المحتجزين واستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأكدت المصادر أن ويتكوف قدم للأطراف، يوم الأربعاء، اقتراحاً مُحدّثاً يتضمن تمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى بعد رمضان وعيد الفصح الذي ينتهي في 20 إبريل/ نيسان، واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم/تويتر
أخبار
حماس عن مقترح ويتكوف: يهدف إلى القفز على اتفاق غزة
وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، مساء الخميس، إن التقارير عن تقديم مقترحات جديدة بشأن غزة "تهدف إلى القفز على الاتفاق"، موضحاً أن اللقاءات لا تزال مستمرة مع الوسطاء في الدوحة. وذكر قاسم، في بيان له على منصة تليغرام، أنّ الحركة "تتمسك بما تم الاتفاق عليه والدخول في تنفيذ المرحلة الثانية وتطبيق استحقاقاتها بالتعهد بعدم العودة إلى الحرب والانسحاب من كامل قطاع غزة"، كما "تتمسك بتنفيذ إسرائيل تعهداتها بالانسحاب من غزة وبدء الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفي)"، وأوضح أن "إسرائيل لم تنفذ البروتوكول الإنساني لاتفاق غزة".
رفض الاحتلال زيارة عباس إلى سورية بدعوى أن قيادتها "إرهابية"
سمحت إسرائيل لمحمود عباس بالحركة بعد نحو 12 ساعة من الموعد
ادعى الاحتلال عدم القدرة على حماية موكب مصطفى من هجمات المستوطنين
رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، التنسيق لـرئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى لزيارة قرى في نابلس ورام الله اعتُدي عليها من المستوطنين. ويأتي هذا الرفض بعد أقل 24 ساعة على مماطلة قوات الاحتلال بمنح الرئيس محمود عباس تصريحاً للحركة يسمح بوصول مروحيات أردنية تقله إلى الأردن ومن ثم إلى سورية. وقال مصدر مسؤول، رفض ذكر اسمه في حديث مع "العربي الجديد" إن: "قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت يوم أول أمس الخميس، التنسيق لمروحيات أردنية لتقل الرئيس عباس إلى الأردن ومنها إلى سورية للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع".
ووفق المصدر، "عندما تواصل أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ مع سلطات الاحتلال، أخبروه أنهم يرفضون زيارة عباس إلى سورية، لأن قيادتها تصنف بأنها إرهابية". وأكد المصدر تواصل الشيخ مع المسؤولين الأميركيين للضغط على إٍسرائيل، وفي نهاية الأمر سمحت إسرائيل للرئيس عباس بالحركة بعد نحو 12 ساعة من الموعد الذي كان مرتباً له، إذ كان يجب أن يغادر رام الله نحو الثانية بعد الظهر، وبسبب تعطيل الاحتلال وصلت المروحيات الأردنية بعد منتصف الليل".
محمود عباس يلتقي أحمد الشرع في دمشق، 18 4 2025 (سانا)
أخبار
الرئيس الفلسطيني يلتقي الشرع في دمشق
وفي سياق تقييد حركة المسؤولين الفلسطينيين، رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم السبت، منح تنسيق للحركة لموكب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى ووفد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان المرافق له. وقال مسؤول في الحكومة الفلسطينية، فضل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد": "كان من المخطط أن يقوم رئيس الوزراء محمد مصطفى، اليوم، مع وفد من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بالقيام بجولة ميدانية في بلدتي دوما وقصرة في محافظة نابلس، وبلدتي برقا ودير السودان في محافظة رام الله والبيرة". وتابع المصدر: "لقد حصل رئيس الوزراء على التنسيق المطلوب يوم أمس، لكن صباح اليوم فوجئنا بجيش الاحتلال يبلغ الارتباط العسكري الفلسطيني بأن التنسيق قد رُفض".
وبحسب المصدر، فإن "جيش الاحتلال أبلغ الارتباط العسكري الفلسطيني بأن المستوطنين قاموا بالتعميم عبر مواقع السوشال ميديا التابعة لهم بأن هناك موكباً لرئيس الوزراء الفلسطيني من المقرر أن يزور القرى المذكورة أعلاه، وبدؤوا بالتجمع للاعتداء على الموكب على الطريق". وقال المصدر: "لذلك أرسل جيش الاحتلال عبر الارتباط العسكري الفلسطيني رفضه للتنسيق الذي وافق عليه أمس، بذريعة أنه لا يستطيع توفير الحماية للموكب من اعتداء المستوطنين على طول الطريق الواصل بين هذه القرى".
وذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، في بيان، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وبدون سابق إنذار منعت اليوم، زيارة رئيس الوزراء محمد مصطفى التي من كان المفترض فيها القيام بجولة ميدانية في بلدتي دوما وقصرة في محافظة نابلس، وبلدتي برقا ودير دبوان في محافظة رام الله والبيرة. وأكدت الهيئة أن ذلك الإجراء التعسفي يأتي استكمالاً لسلسلة إجراءات عنصرية تتخذها سلطات الاحتلال بحق الحكومة الفلسطينية، وذلك في محاولة يائسة منها للعمل على خلخلة الثقة بينها وبين المواطن الفلسطيني.
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، فجر اليوم السبت، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من 30 فلسطينياً خلال اقتحامها، برفقة جرافة عسكرية، مخيم الفوار جنوب الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وفي السياق، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وأفادت الوكالة بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وتمركزت في عدة أحياء منها، وداهمت منزل مواطن وفتشته، من دون أن يبلغ عن اعتقالات. وفي مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على المدينة والمخيمين لليوم الـ83 في ظل تصعيد ميداني مستمر، يشمل مداهمات واعتقالات وتنكيل بالمواطنين.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية على غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 952 فلسطينياً، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 ألفاً و400 آخرين وفق معطيات فلسطينية.
في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم السبت، أنها تنظر بخطورة بالغة لما يتم تداوله على منصات عبرية تابعة لمنظمات استيطانية استعمارية بشأن تفجير ونسف المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه. واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان صحافي، أن ذلك يعد "تحريضاً ممنهجاً لتصعيد استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية بالقدس المحتلة، لا سيما وأن اليمين الاسرائيلي الحاكم بات لديه شعور بقدرته على تنفيذ مخططاته التهويدية التوسعية والعنصرية في ظل ردود فعل دولية باهتة على مظاهر وجرائم الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة بالذات".
الاحتلال يعتدي على الوافدين إلى كنيسة القيامة
اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، بالضرب على المسيحيين الوافدين إلى كنيسة القيامة في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، خلال إحيائهم "سبت النور"، بالتزامن مع عمليات تضييق ومنع آلاف المسيحيين من الوصول إلى القدس للاحتفال بهذه المناسبة.
دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين بأشدّ العبارات، اليوم السبت، دعوات التحريض العنصرية المتطرفة المستمرة من منظمات استيطانية إسرائيلية والداعية إلى تفجير المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة. وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، في بيان اليوم، رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدين لهذا التحريض المرفوض، الذي ينذر بمزيدٍ من التدهور والتصعيد في ظل الظروف الخطيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة واستمرار الحرب العداونية على قطاع غزة.
وأشار السفير القضاة إلى أن استمرار الإجراءات الأحادية الإسرائيلية اللاشرعية، والخروقات المتواصلة للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها والسعي إلى فرض وقائع جديدة في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة يتطلب موقفًا دوليًا واضحًا وحازمًا يدين الانتهاكات، ويوفر الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ويوقف الجرائم بحقه.
الخارجية الفلسطينية تحذر من مخططات لتفجير المسجد الأقصى
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم السبت، أنها تنظر بخطورة بالغة لما يتم تداوله على منصات عبرية تابعة لمنظمات استيطانية استعمارية بشأن تفجير ونسف المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه. واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان صحافي، أن ذلك يعد "تحريضاً ممنهجاً لتصعيد استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية بالقدس المحتلة، لا سيما وأن اليمين الاسرائيلي الحاكم بات لديه شعور بقدرته على تنفيذ مخططاته التهويدية التوسعية والعنصرية في ظل ردود فعل دولية باهتة على مظاهر وجرائم الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة بالذات".
وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية المختصة التعامل بمنتهى الجدية مع هذا التحريض، واتخاذ الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لوضع حد لاستفراد الحكومة الاسرائيلية بالشعب الفلسطيني، وإجبارها على الالتزام بإرادة السلام الدولية والإقليمية، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية والإجماع الدولي على وقف الإبادة، وتوفير الآليات الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني.