كــــائن شــــرس

شيء ما جعل نفحة الفرح الدافئة تعبر زوايا تلك الأحزان السرمدية بقلب طفلة ذنبها أنها أحبت بصدق لأنها لازالت تعيش في قرون ما قبل النفاق
وعاشت أحلاما من سراب وعرجت بها لسماوات الأمل لأنها لا زالت تتمسك بأصول حضارة الاخلاص ولم تدرك بعد أنها تلاشت مع الزمن ،
شيء ما جعل نوارس الوجع تتغلغل بين ذلك القابع في اليسار لتسري بالوريد
ويستحيل استئصالها فكانت رسالة لمجرم عجزت كل الدوريات عن القبض عليه و ممثل بارع عجز الجميع عن تقليده 
لأنه يمتلك موهبة خارقة في عصر تكنولوجيا النفاق والخداع
إليكـــ أنت .....
أنت يا وريث الهتلرية....أنت أجل ، لم تتعجب؟؟؟ أنت يا من تنتحل دور الحفيد المثالي وتتقن كل فنون التعذيب لأن الحب خدعة
و كل الأسلحة مباحة في المعركة
حب آخر زمن
أولست الراعي الرسمي للبطولات البوليودية؟؟
أولست أنت المتعجرف الذي يتفاخر بأنفاسه وسط حويصلة التسلط ولقمة الكرامة؟
وأنت لا تدرك أصلا معنى الرجولة والكرامة فعلاماتك بامتحانات الشخصية دائما صفر
أولست أنت من تهوى قطف زهرة تلو الأخرى وإعدام الضحايا لتكون البطل بامتياز و بدرجة الغباء وأنت تجهل ذلك؟
أولست أنت زير نساء لا يشبع، ويطمع دائما في المزيد بلا كلل أو ملل؟
أولست أنت عقاب حواء وهي هواك، فهي من باعت كرامتها لإرضاء أحمق؟
أولست أنت من يتربص بمن تصفع قوة كبرياءك وتصدك بكل قوة لتكشر عن أنيابك فجأة وتظهر حقيقة ذئب شرس
يرعب فريسته التي لا تخاف من سيوف غضبه وبطشه؟
وهو يدعي الشراسة والغضب والحقيقة احتقاره لنفسه لأنه لا يقوى على اخافة أصغر فريسة 
أولست أنت من يجيد تمثيل دور المحب الهائم و يسعى للّحاق بالفريسة حتى يطيح بها وبحريتها وتوقعها في أحلام مخملية
هي في الحقيقة سراب فقط حتى تمتلك جواز عبور مطلق لكيان فريستك ثم ترضخ لرغباتك و ترغمها على التنازل عن مبادئها وأنوثتها
المصانة ثم تتهمها بالإغواء والمجون بعد أن تفسد طهرها وتلوث نقاءها بخدوش سافرة وماكرة
وتدعي البراءة والكبرياء
وقناع الملاك البريء لا يليق بك مطلقا
فهو أصغر بكثير من حجم ملامحك الحقيقية 
ثم تمضي وتتركها تتجرع مرارة الخطايا الآثمة والمقابل إشباع رغباتك وعاطفتك الجارفة ؟ 
أولست أنت عبقري زمانك في الحيل والمكر والخداع و فنون الاصطياد وتقديم الوعود والعهود الكاذبة فقط حتى تمنحك الغبية تأشيرة
الدخول لقلبها وتعطيك الضوء الأخضر لامتلاكها ثم توقعها في وحل الرذيلة وتمضي بعد أن تهملها كغيرها في أحد رفوف ذكرياتك العتيقة
التي تزخر بالضحايا والملفات السوداء وحقائقك التي تفوح رائحتها عبر أرجاء المكان رغم محاولتك لازالة تلك الأثار 
أولست أنت من تنفي قلبها نحو المجهول ليعلن عصيانه ويحزم حقائب سفره ويودع تراتيل الثقة ويقتل النبض ويحيي سنابل العداوة
قبل أن تعصف به رياح التوهان ثم تحتسي سموم اهانتك وتصمت
ولا تكترث للطوفان الذي سيأتي بعد الصمت
فليس غريبا عليك لأنك لا تمتلك ذرة عقل 
أنت يا عدو المشاعر....الرجولة ليست ملابس أنيقة واتيكيت وشعر كأنه الصبار
،
الرجولة الحقة أن تأسر قلب حواء وعقلها باحتوائك لها لحظة ضعفها
لا أن تتمادى في تعذيبها وكسرها، الرجولة أن تكون كريما معطاء كالسماء في مشاعرك وليست الماديات من توفر السعادة، 
الرجولة أن تصدق في وعودك وحديثك وعهودك وتكون مصدر الأمان، فشتان بين الذكر و الرجل...
وأدرك جيدا أنك لن تفهم 

الرجولة الحقة ليست الأنا المفرطة والتفاخر بالغباء
، ليست برفع الصوت واليد فلست بحلبة مصارعة 
ولا بتعدد الحبيبات فلن تكون روميو زمانك وليست بالكذب والتأليف ولا بالتمثيل
وانتحال دور الملاك البريء أو المظلوم
الرجولة ليست دكتاتورية، وليست إلقاء أحكام ظالمة في حق حواء ، واتهامها في شرفها ومبادئها وأخلاقها وطعنها
في مشاعرها فإن خانتك واحدة هذا لا يعني أن جميعهن خائنات
فلا تصادر حريتها بحجة الخوف والحقيقة شكوك ظالمة وحجج واهية بسبب سذاجتك التي لا تعترف بها 
فهناك من تسببت أنت في بتر مشاعرها وباتت فكرة العيش بسلام معجزة لا يقوى قلبها على ارتكابها
فكيف لك أن تهدر قلب من أهدرت عمرها على أمل انتظارك بالوجع والخيبات المكتظة بالأسى والحسرة ،
ومن الصعب إحصاء الخيبات المتعلقة بك، فأنت دائما تفشل في تقديم السعادة لمن صانت وعشقت وأحبت
وأخلصت بحجج وهمية لتصبح أتعس نساء الأرض بسببك وتنجح في تعذيبها وتحطيم مشاعرها
لتفقد معنى الرجولة وتصبح مجرد كائن شرس يهوى التمثيل والنفاق