

الحرية والمفاهيم المختلطة تحت رئاسة الأنا
تساؤلات جمة تلك التي لا نجد لها إجابات شافية ...بل نتجرع الوجع منها ولحالنا الذي يزداد كل يوم سوءً ويصبح أشد تدهورا
ولا نملك سوى الأماني وانتظار التغيير الجذري وكل طرف يلقي بأصابع الاتهام على من حوله
وينتظر منهم التغيير وهو متفرج من الدرجة الأولى وقد اختار الصفوف الأخيرة ليكتفي بالمشاهدة فحسب
كثيرة هي تناقضات الحياة والبشر... فمثلا حين نسمع أصواتا تصدر من داخلنا
نغتال حرية من حولنا فقط لننال ما نصبو إليه
هي حرية تعبير بمفهوم ما لفئة ما حسب ما يتماشى وفق مصالحهم والأنا
مع أن الحرية بعيدة كل البعد عن الأنا والمصلحة فهي أن تقدم لغيرك مَساحة أكبر للحياة والحوار
وهي قدسية تحتاج إلى إيمان قوي ولكن للأسف هناك الأغلبية الساحقة التي تكفر بعقيدتها
على الرغم من إنهمار فيضان ما يسمى بالحرية إلا أنها حرية بلا حرية
نادوا وثاروا طالبين للحرية فاستجاب لهم الجهل والقهر وحاصرهم الذل والتقليد الأعمى
فتاهت عنهم الثقافة ومارسو الحياة بلا قيود فتلك الحرية حسب أرائهم
مارسو الحياة وترجموها بجهلهم وبعد الفشل ترجموها على انها تجربة
ولكن مالجدوى من ذلك والتجارب كلها فاشلة ونفس الأخطاء تتكرر؟
وكيف سيدركون معنى الحرية وهم من هدم أبنية الفكر بجهله وتعصبه؟
وكيف سيتعلمون من التجارب بعد أن تحول عرض الرأي إلى فرضه بالقوة وصار الاختلاف خلافا سرمديا
وثورات دائمة وأصبح الائتلاف اتلافا !!!!
لذا فكل المساحات لن تكفيهم ليجيدو فهم الحرية بشكل صحيح بعيدا عن التعصب والجهل
فلا حرية تقوم بدون فكر وضمير حي وليست الحرية أن تسقط القيم والأخلاق وتقفز فقوق أجساد حرية غيرك
فقط لتحقق ما تصبو إليه ومن بعدك فليكن الطوفان
