
إعلامنا اليوم يساهم في ترويج ما يدعى - إن جاز التعبير - بالعدالة الأمريكية اتجاه القضايا العربية ،
وأنها مؤجلة لأشغال وظروف ما نجهلها ،
أليس من الغريب أن ما يميزنا كعرب هو عدم اتفاقنا على شيء محدد؟؟
ولكن جل الإعلاميين اتفقوا على إخفاء وتزييف حقيقة العدالة بشعارات متعددة , منها: القادم سيكون أفضل...
هل يتوهمون ويوهمون المشاهد والقارئ ومتلقي الخبر أن الحلول على وشك التحقيق على أرض الواقع ,
وأن هذه العدالة ستمنح لهم على طبق من ذهب؟!!
ترى إلى متى سنظل مخدوعين ببهرج سياسة الإعلام والعدالة والأمانة المزيفة؟
ولم ضحايا الدول العربية يقدمون قرابين على مذابح تلك العدالة التي يروج لها إعلامنا اليوم ،
ونحن لم نجن منه سوى المزيد من المناورات لتمرير مخططات تخدم مصالحهم ومصالح عدوهم...
والسبب لأنها احتكرت وسائل الاتصال والمقابل أن كل هذه الوسائل ستبقى تحت رحمة سياستها ومصالحها ..
إن العيب ليس بهذه السياسة ، بل بإعلامنا الذي لا يقوى إلاّ على التراجع والاستسلام ويصرُّ على ذلك
فهو تحت رحمة سطوة الأنانية ..
فلا ضرر ما دامت الغاية تبرر الوسيلة من نفي الحقائق والواقع الممتد عبر التاريخ ليروج بعض
الشعارات والسخافات التي لا تمت للمنطق بصلة , ليتضح لنا بين ثنايا حرصه الشديد على العدالة المزعومة
أنه لا يَقْبَلُ أن يصحو الضمير بتاتاً ...
فالمهم أنه تربطه مصالح وعقود بشكل مُعْلن وغير معلن مع قوة فذة لا يتجرأ أحدٌ على الوقوف أمامها البتة ,
وتحكم قبضتها على الإعلام المزين بشعارات المصداقية والحقيقة .
فأين هذه العدالة التي نرجوها من قوة وجدت في الأساس لتحمي حلماً وهدفاً خطط له بخبث ودهاء شديدين على أمد طويل ,
لذا نجده يساهم في مماطلة الوقت والأحداث في توتر وتصاعد مستمر ....
والمضحك المبكي بالقضية مساهمة الإعلام في دمار الدول العربية ومصالحها المشتركة
لذا نجد ما يمرر عبر الطاولات والواسطات والمصالح لا يعد ولا يحصى ..
ونخبا لذلك يشرب أقداحا من وهم ويعاني من فاقة تدعى الضمير الميت
فأي عدالة هذه وهناك من يذبح من الوريد إلى الوريد والكل يختار الصفوف الأخيرة من الإعلاميين
للمشاهدة وكأنهم بقلوب هشة لا تتحمل العنف والدماء ولا احد يحرك ساكنا ؟؟!!
مجازر ترتكب كل لحظة ومساجد تُهَدَّم وأعراض تنتهك وأطفال يعدمون ورؤوس تقطع وأعضاء تُبتر
وأخرى تسرق وأخرى في مزاد للبيع , جثثٌ تتناثر هنا وهناك لتطأها الأقدام والدبابات
والتنكيل بالجثث دون رحمة .
أما إعلامنا يهمل كل هذا ويروج للعدالة القادمة كأصنام لا يعنيها الأمر ..
فهو مدهلم بنهج السراب على مد كفوف العون ونشر الحقيقة
هذه الصور تحجب وتخفى وشعارات السخافة والوهم تروج وتختصر الزمن،
ليأنق التاريخ زيفا بها، وليتقن زركشة كفن وطن وضمير حي يحتضر