
داء خبث الذكاء وغرق تيتانيك العروبة
في أطوار متاهة تدعى الحياة ومن صميم واقع طبقات مجتمع يعاني من داء الغباء،
ويفسره بمنطق الأنانية بخبث الذكاء، و أي ذكاء هذا الذي بني على قواعد ملتوية عوجاء،
أي ذكاء هذا ولبس الأقنعة وتزييف المشاعر هو الطريق الأسهل المؤدي لقلوب ساذجة ، واحتلال مساحة شاسعة منها ،
وتنويمها مغناطيسيا، ثم سلب كل ما يمتلكون ونهب واختلاس دون الاكتراث لمشاعرهم،
أي ذكاء هذا وهم يرتكبون الإثم بالعلن أمام الله ويسعون جاهدين لإخفاء حقيقتهم عن الخلق؟؟؟...
أي ذكاء هذا يجعلهم يظلمون وينتحلون دور الضحية بجدارة
ويتناسون أن هذه التمثيلية باتت قديمة وربما من العصور الحجرية كقلوبهم....
أي ذكاء هذا وهم يتفننون في الحديث الممنوع على وزن العشق الممنوع ، والكلام الهابط على موضة اللباس الهابط،
أي ذكاء هذا وهم لا يجيدون غير التقليد الأعمى والأعرج فيختارون قشور حضارات أسيادهم ولا يتعمقون بلبها ،
أي ذكاء هذا يتستر خلف الغطرسة الكاذبة والأنا المفرطة ؟؟....
أهذا هو خبث الذكاء يا ترى؟؟ أم هو داء الغباء المستتر ؟؟؟....
أغبياء وخبثاء بمختلف الأزياء وشعار الغاية تبرر الوسيلة ، ومصلحتي ثم مصلحتي ثم مصلحتي....
متخلفون هم وبجدارة يتسترون خلف شعار الحرية الوهمي ،
وكأنهم مخلوقات عجيبة لا تعترف بالخطوط التي يمنع تخطيها ولا بالضوء الأحمر،
وكأنهم مسحو علامات الخطوط وفصلوا الكهرباء عن الضوء الأحمر،
فسحقا لحرية تنزع عن الروح الحياء وعن الكيان الضمير وعن القلب الشعور،
وعن الإنسان الأخلاق وأفٍ لفكر عقيم وذكاء أبله وغباء خارق للعادة يقود لقصور الجحيم وبئس المصير...
فعلا تتستر الحروف خجلا من هذه الطفرة ، لأنها تستحي من غبائها ومن تصرفاتها الطائشة والصبيانية،
وحنجرة الضمير تئن وجعا بصدأ تلك الحقائق التي يختبئون وراءها.
وتستعر المشاعر حسرة وندامة على الخسائر التي خلفها جهلهم وغباؤهم،
بسبب خبث الذكاء الذي يزعمون غرقت تيتانيك العروبة ، واختفت وتهاوت في اللاشعور
واللاضمير وأبحرت مع الماضي المجيد الذي يحمل بين صفحاته قصص وأمجاد القدماء التي خلدها التاريخ ،
وباتت كبقايا ركام شاهدة على خيباتنا وفشلنا المتكرر ، لم تكن جبال ثلوج عادية هي سبب تحطيمها ،
بل كانت جبال جبروت قلوب سوداء صماء تهوى الظلم ، ذات ضمير شبه ميت ،
واتهموا البحر بالغدر والضباب الأسود الكثيف شريك بجريمة البحر.
وحكم القاضي في نهاية الجلسة ببراءة البحر والضباب لأن المتهم الرئيسي هو من نسي الدين والقيم،
واعتاد البكاء على الأطلال والنحيب على ما فات، وركل كل المبادئ رغم قيمها وجواهرها وتفنن في تغيير الأقنعة،
وانفجر المتهم باكيا ورافضا للحكم ومتباكيا على الماضي والحاضر والمستقبل الذي أعدمه غباؤه