جلست استظل بظلالها من أشعة الشمس
التى تزيد جسدى ارهاقا وعناءا
من الترحال والسفر ليس سفرا عبر بلاد الله لخلق الله
ولكنه سفر وترحال متواصل ومتقلب بين أفكار ومشاعر مُتعطشة
لعقول تحكمها القلوب فى حياة بائسة أصبح العقل فيها هو السيد
وأصبحت القلوب حبيسة الصدور تتحمل وحدها أوزار العقول وغبائها
وتمردها لطبيعتنا البشرية التى أهملها البشر برغباتهم التى استوحشت
وأصبحت بكل أسى وأسف أشرس من أشرس الحيوانات عنفا وصراعا
واستحداث أفضل الوسائل لاستغلالها فى تخريب الدنيا بدلا من اعمارها
وهكذا الأفكار تتلاحق وتتسابق كأمواج البحر الذى يجاور تلك الشجرة
التى استظل بظلالها لاستريح وياليتنى وجدت راحتى التى رغبتها
وارقنى الشوق لها منذ وقت طويل فقد بدأت قطرات الندى تتساقط
من أوراق الشجرة ولست أدرى هل هى حقا قطرات الندى
أم هى دموع أوراق الشجر تبكى حالنا نحن البشر
شدنى خيالى الذى أوهنه التأمل مع الدهشة مع الأسى
الى همسات احدى أوراق الشجرة ومازالت قطرات الندى تتساقط
وكأنها الدموع وقالت بهمس حزين وغاضب ( لمـــاذا ؟ )
أدركت بعد سماع تلك الكلمة الوحيدة أنها تكفى لتسطير ألف سؤال
اسئلة كلها مُخجلة ومُحبطة كمثال :
لماذا تخلينا عن رسالتنا التى خلقنا الله عز وجل لأجلها
وهى اعمار الأرض التى أبتليت بنا بالطبع ليس كل البشر
لكن اخص هذا العصر الذى خارت فيه قوانا وتفرق شملنا
لتخلينا عن هدية الله فى ارضه لعباده البشر الاسلام العظيم
ألف ( لماذا ) لن يكفى لحصرها الوقت ولا المداد الذى تجمد
هو الاخر وكأنه ينوى الاعتصام والاضراب والرحيل من عالمنا
حيث صارت دمائنا رخصية بكل أسف !!
فما مصير المداد بعدها ؟!
أصابنى الزعر والفزع وقطعة من الحجر الذى سقط فوق رأسى
وكأنه يعاقب العقل الساكن داخلها فى سكون
يعاقب البشر جميعا فى هذا العصر فى شخصى الفقير الى الله
وكأنه يود أن أبلغ الرسالة بشكل أكثر حرصاً ودقة
أدركت أن الحجر سقط من بين فروع الشجرة
ومؤكد أن الحجر لم يتسلق الشجرة بل قذفه أحد البشر
حينها صرخت بصوت هز الشجرة بفروعها وأوراقها
وكأنه سيسمعنى ....
لمــــاذا ؟؟؟؟؟!!