۩╠ اجمل الاقدار ╣۩ بقلمي
ط·آ·ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ®ط·آ·ط¢آ±
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©
نعمان الصديق الوفي1
  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 2176
    ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 7387
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
نعمان الصديق الوفي1
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 2176
ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 7387
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 1.1
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 2024
  • 02:19 - 2020/12/22

اجمل الاقدار 
 
" الأعزاء دوما.. العزيزات أبدا.. نعود إليكم الهديل بعد طول غياب. اسبوع كامل. وإنه لمن دواعي سروري أن يظل هديل ليلة الإثنين بعد منتصف الليل 
 لعشاق السرد ومصدر متعة وتشويق للأصدقاء الكرام والقراء الشغوفين بالسرد والتخييل،  في نص مهدى لكم جميعا موسوم : قبل رأس السنة "
 
أجمل القدر!

   بعد منتصف الليل بقليل، طرق بابها بلين، لم يكن الباب من حديد ولا الطَّرق بكفٍّ ويد، بل الأمر كان بكل بساطة رنينا خفيضا يعلن عن وصول رسالة هاتفية فريدة.
ترددت قبل أن تشرع في قراءتها، وهي تعلم مسبقا أن لا قدرة لها على تحمل خفافيش الليل وخربشاتهم على جدران الفضاءات المطلقة ذات الألوان القزحية.
الأزرق اللازودي المغري، والأخضر اليانع والقرمزي الساطع والأصفر الفاقع وألوان أخرى لا لون لها ولا هوية. رنت الرسالة بصوت قريب من الصفير وخُيّل إليها أن مرسلها 
خلف الباب مقرفصٌ يرقبها ويتبسّم، والبرد الخفيف يداعب أعطاف عباءته. وجمحت مخيلتها فتراءى لها بقامته الفارعة وسمرته الحنطية اللذيذة وشعره الأسود اللامع
وعينيه الحالمتين الغامضتين.وابتسمت لخاطرها الذي رسم لها ملامح الرجل وهي لا تعرفه البتة. وظلت ترقب شاشة هاتفها وتُسائل ذاتها هل تفتحها أم تتخلص منها
بضغطة زر وابتسامة خفية تسربل محياها. ثم تغلبت على ترددها وارتيابها فألفته يقول: 
- هل لي أن أطل على مملكتك سيدتي؟ 
قرأت عبارته الفذة ثم أعادت قراءتها بتؤدة، كلمة كلمة، كمن يتناول وجبة لذيذة ويتنسم توابلها ويتشمم عبقها التليد. وظلت مبلسة لا تدري أتجيب أم تنسحب بصمت وبلا ضجيج.
 لكن كلماته المنتقاة بعناية أحدثت ضجيجا في دخيلتها وجعلتها تفكر في الرد المناسب بدل إقفال بوابة الحديث. ولم تلبث أن خطت بأناملها المرتعشة: 
- من أي مملكة أنت؟
- صدقيني.. لا زلت بصدد البحث عنها..
وأدركت من جوابه أنه مراوغ وسيتعبها بدهائه. فقالت له  وهي تكاد تضج ضحكا: 
- أتمنى لك رحلة سعيدة.. وألا تتيه كثيرا في سراديبها وأنت بصدد البحث عنها..
فضحك بشكل مسموع، وتلفت يمنة ويسرة كمن يخشى أن يكون بضحكته العالية قد أيقظ من حوله من الجيران، والليل سكونٌ لا يحركه سوى صوت هدير قطار بعيد
يدكُّ هدأة العتمة بصرير عجلاته الحديدية. ثم عاد إليها فقال:
- لعلك تقولين بينك وبينك "هات من الآخر"! وأنا سأقلب المثل وسأبدأ من الأول.. من حيث يجدر بي أن أبدأ.. فهلا سمحت لي بمعرفتك سيدتي؟
وصلتها عبارته الصريحة التي لا غبار عليها، لكنها في الأصل عبارة فضفاضة تلفها زوبعة من الغبار والضباب والسراب.. كلهم على شاكلة واحدة يطرقون باب التعارف
 وسوادهم الأعظم عابث خارج السلم! إلا من رحم ربي وقليل ما هم. وكي تفلت من شرك هذا العبث الذي يرخي عناكبه في كل الزوايا أردفت قائلة:
- شرط أن تقبل بشرطي!
- لك ما تشائين سيدتي.. 
- هل لك أن تطلعني على سرك وتكشف لي نيتك؟
وتلقى شرطها المزدوج كطلقة نارية مكتومة الصوت.. وظل لهنيهة يقرأ ويعيد ذات الكلمات. فقال لنفسه يخاطبها: 
- أما عن نيتي فلا اعتراض.. فهي أنقى من ندف الثلج..
لكنه توقف مليا في الشرط الأول فهمس لنفسه مرتابا: وكيف لك أن تطلعها على سرك الذي لا يعرفه أحد سواك ولا حتى أبوك أو أمك!
وتذمر وهو يجتر كلماتها تلك وأدرك أنها تريد أحد الأمرين، إما أنها تريد أن تصرفه عنها بتعجيزه أو أنها ترغب في تعريته أمام ذاته أولا وأمامها ثانيا..
 والأمْران مُرَّان ولا قدرة له على تشرُّبهما.. لكن أمرا خفيا استشعره في دخيلته جعله يرتب جوابا يليق بشرطيها. فقال لها بعد لأي:
- صدقيني سيدتي.. أنا رجل لا أسرار لدي.. أما نيتي فهي أصفى من اللبن وأبيض من البرَد..
وتوالت الأيام وتسرب الشهر الأول فالثاني ثم الثالث.. فألفى نفسه يتودد لها يوما قائلا:
-  رُقيّة.. أود لقاءك.. فماذا تقولين؟
فردت عليه وقد اتسعت حدقتاها:
- سليمان.. سأصارحك بأمر أودك أن تعرفه قبل لقائي..
فقال لها: أنا كلي آذان صاغية..
فقالت له وهي تستنجد بقبصة مكر وندفة كيد وقبسة دهاء (وهي بالسليقة لا تعرف ما المكر ولا الدهاء ولا كيف تكيد)
لكنها ستفتعل ذلك كله علّه يسعفها في معرفة سر هذا الألعبان الذي يتلوّى كما أفعوان..
ثم طفقت تقول:
-أنا فتاة ذميمة.. ويتيمة وفوق ذلك فقيرة بل معدمة.. باختصار لن تجد في شخصي ما يروقك ولا ما يشد وأدك.. 
وصله حديثها الهادئ لكنه بقوة صرخة، لقد أقحمته بصراحتها في وضع لم يكن يحسب له حسابا. وعاد إلى صورتها المثبتة على جدار صفحتها فأخذ يتأملها بذهول.
 كيف تقول عن نفسها ذميمة وهذه صورتها كفلقة القمر! ثم ما لبث أن قال لها مزمجرا: 
- ولمن تلك الصورة التي على صفحتك؟
فردت عليه بهدوء عجيب:
-تلك الصورة ليست لي.. ويكفيني أنني لم أخدعك وصارحتك بالأمر قبل اللقاء..
وظل سليمان مأخوذا لا يدري كيف يجدر به أن يتصرف ولا بأي حكمة يجب عليه أن يتشبث.. واصطخبت بوجدانه الأفكار ونقيضها
 وارتجت زوابع من المشاهد تتشاكس بمخيلته كما نهر رجراج في فصل الشتاء. وظل يقلب الأفكار والرؤى ويستنجد ببصيص حكمة.
 وبدا له كم سيكون حقيرا وسافلا لو رفض مقابلتها هو الذي تسلق الجبال الوعرة وتدحرج عبر الوهاد حافي القدمين وهو يجوب مراتع اللغة ويقطف من بديعها
وأفنان بلاغتها.. كل هذا التزلج على جليد اللغة وكل هذا الشقاء فقط ليكسب ودها.. وفي اعتقاده أنها غادة حسناء ابنة رجل مترف!
يا لسوء حظك أيها الأبله الذي يصطاد السمك في القفار! وكي يدع لنفسه متسعا من الوقت وفسحة للتفكير الهادئ عاد إليها فقال: 
- أخذت من وقتك الليلة كثيرا.. سأتركك لترتاحي وغدا إن شاء الله نحدد موعدا للقاء..
وغادر وهو يتنهد تنهيدة عميقة كمن صعد إلى قبة السماء. وقضى ليلته تلك شبه بيضاء، ولم تكتحل مآقيه سوى بنوم متقطع تتخلله فجوات أرق مقيتة
جعلته يحدث نفسه جهرا كمخبول وهو يردد ويقول: يا له من مطب! فيا رب اجعل لي مخرجا..
وجاء الغد وقد كان يتمنى ألا يأتي وأن يتمطط الزمن ويستطيل ولا يحين موعد اللقاء. لكن الزمن ظل وفيا لنفسه، وأزفت ساعة اللقاء فألفى ذاته
 كسيف الخاطر مشوش البال. ووقف كمن على رأسه الطير أمام المرآة، لحيته قد غطت شعيراتها المشعثة وجنتيه ولا رغبة له البتة في حلقها.
 تسمر أمام الدولاب، فتحه بتثاقل ثم سرعان ما امتدت يداه بعشوائية إلى قميص وبنطال لا تناسق بينهما. ورن في حنايا ذاته همس ساخر: آه منك أيها اللئيم..
لو كانت حبيبتك جميلة لكنت انتقيت أجمل القمصان.. وصففت شعرك وحلقت ذقنك وأغرقت ثيابك في رشاش عطر زكي! وابتسم لفحيح هذا الخاطر لكنه لم يكن يملك القدرة
على التأنق للقاء قبِله على مضض وسيذهب إليه مرغما وعلى عاتقه يستشعر ثقل الجبال.وسار يدك الثرى وينظر إلى العابرين ولا يرى أحدا.
 يسمع حفيف الشجر وتغريدة عصفور فلا يأبه لكل ذلك كأنه سائر إلى منصة الإعدام.
 ووصل قبل دقائق من موعد اللقاء إلى قلب المدينة، ووقف قبالة مركز تجاري حيث حددا موعد اللقاء. ومرت عشر دقائق كأنها الصراط وعيناه غائمتان منطفئتان
 تريان الوجود كله هلاميا. ولم يدر كيف استدار على صوت أنثوي رخيم وهي تقول له:
- مساء الخير.. عذرا منك عن التأخر..
وظل مشدوها ينظر إليها ولا يكاد يصدق تلك التي أمامه، وجابت عيناه صفحة وجهها المليح.. واعتقد بدءا أنها أخطأت فيه وأنها ربما جاءت للقاء رجل آخر.
وكي تخرجه من متاهة حيرته قالت له وهي تبتسم ابتسامة هادئة: أنا سيدتها.. ونرمين خادمتي.. 
وهنا أُسقط بيده وهتف هاتف بداخله كهزيم رعد مدوٍّ: وقعتَ وقعتك أيها الشاطر!
لكنه رغم كل شيء تظاهر بالهدوء وافتعل الابتسام وانحنى لها انحناءة احترام وتقدير بل وعبّر لها عن امتنانه لها لكونها جاءت بنفسها تواضعا تسعى لفعل الخير
 وتود أن تختار لخادمتها الزوج الصالح. وظلت السيدة تنظر إليه وابتسامة ودودة على شفتيها، وظل هو يرمقها من طرف خفي ويرشقها بنظرات حانية. فقالت له متوددة:
- ما رأيك أن يتم اللقاء في البيت.. هناك ترى رقية عن قرب ونتعرف عليك.. فأنا شخصيا لا أحب الجلوس في الأماكن العمومية وأحبذ أن يتم اللقاء في وسط عائلي..
ها هي ذي ترشقه بالمفاجآت تلو المفاجآت كمن يدلق عليه من حيث لا تدري شلال ماء بارد في عز الشتاء.. لكنه مُكبّل ولا يستطيع أن يرفض لها طلبا..
وقد أغرقته بأدبها الجم وتواضعها وأشعلت وميض عينيه بملاحتها وغضاضتها. ثم أردفت قائلة:
- تركت سائق العائلة في السيارة ينتظرنا..
وسارا يمشيان الهوينى وحديث صامت يقتفي خطوهما وينثر صداه في المدى.. وما هي إلا بضع دقائق حتى وصلا موقف السيارات..
 فترجّل السائق بسرعة من السيارة الفارهة وتقدم قليلا نحو سيدته وهو يقول:
- للا رقية أين تفضلين الجلوس.. في الخلف كالمعتاد أم في الأمام؟
وركب سليمان الذهولُ كما لم يركبه من قبل ولم يدر أيُصدق أذنيه أم عينيه أم وجدانه.. فالتفت إليها فإذا عيناها ترفان وتبتسمان وتقولان ما لم تقله الشفتان..
وظل لوهلة مأخوذا لا يدري أيُقبّل وجنتي السماء امتنانا أم ينحني إلى الأرض ويعفر أنفه بذرات الثرى تذللا لرب رسم له من حيث لا يدري أجمل الأقدار.. 
--------
أجمل القدر..
                                                                                                                                           بقلم :  نعمان الصديق الوفي1
 ۩╠ اجمل الاقدار ╣۩ بقلمي
ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©