العطر ........بقلمي........
آخر
الصفحة
spiyder

  • المشاركات: 3025
    نقاط التميز: 4961
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
صاحب ردود قصصية متألقة
spiyder

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
صاحب ردود قصصية متألقة
المشاركات: 3025
نقاط التميز: 4961
معدل المشاركات يوميا: 0.4
الأيام منذ الإنضمام: 6911
  • 20:57 - 2016/09/18

 

 

العطر

 

  
-سوداوتين  وصافيتين كبدرجامح اعتلى قبة  سماء  صافية

 - تبرقان دونا  عن  عيون  المارة , ويعلوهما  حاجبان  كأنما  رسما  بيدي  فنان موهوب  .

ألتفتت فطالعتني وطالعتها وفي التفاتتها  أصابني منها  سهم كالبرق الشارد , لا  أدري  أين أستقر,  لكنه  توغل  إلى كل  قسم من  جسدي , وجعلني  في  مرتبة   بين الحالم  و الموجوع المتألم . 

أتذكر  أني  أحسست  أحاسيس مشابهة أيام  الدراسة الجامعية,  ولكنها المرة  الأولى  التي  ينبض فيها  فؤادي ويكاد  يتكلم  بما  ألم  به,  ربما هو..........  الحب من أول  نظرة  .
هكذا نطقت وأنا أحكي  لصديقي  أنورعبد الواجد  قصتي 
كنا معا  جالسين  إلى  طاولة  بمقهى التازي  القريبة  من مقر  العمل في  فترة  الزوال  لا  ننتظر   إلا استئناف  دوام  العشي .
وكأنما  لا يعنيه  الأمر  في  شيء,  أو كمستمع  مل  من  سماع  قصصي  أجابني  وهو  يضع  رجلا فوقا الأخرى وينظر  إلى  الجهة  الأخرى
-وبعد
-لا  أدري ... لكن صعقة ما  تسربت  من مكان مجهول  ,  وحطت  بمكان  ما  داخل  صدري و أججت   فيه  شعلة  ضارمة.
-وبعد 
-ربما  أعتقدت أن  رؤيتها أمر  مقدر  لي , لأن  قلبي نبض  بشكل غير  معهود ,وبان  لي  أن  القدر قد  خبأ  لي  أشياء  آن  وقت  الجود  بها, وقد  تساءلت  بيني  وبين  نفسي  حول  سر  بقائي  أعزبا  لهذا السن ,وإن كان الأمر  تأويل أقدار  أم  مجرد تصريف  نوايا ,ولطالما  آمنت  بصدق  نيتي  ,وجلاء   سريرتي,  وطيبة  قلبي.
-وبعد
آمنت  أن  للجمال  قهرا و سلطة لا تقاوم أبدا , لذلك  تبعتها ,و يا ليتني  لم  أفعل  ,لأني  حين  تلمست مسارها  وجدتني  أتبع  غزالا  ممشوق القوام وليس إنسانا ,وفي  كل  ذلك  هالني  ما تحيط به  نفسها  من وقار  وعزة, فلا أحد  تجرأ  ورماها  بكلمة  ضالة   لأن  لباسها  كان  محترما  للغاية,فكانت تضع  الخطوة  بمقدار  وترفعها  بمقدار , فلا تميل  بذراعها  إلا  بقدر  موزون,  ولا تلتفت  أبدا إلا بمقدار  ضئيل ,فلم  ترني  أبدا  لاهتا  خلفها  ,وأهاب  عليها لباسها  الأسود من هيبته  فصارت  كلما  مالت  أهتز قلبي  وترنح  فؤادي , أما مشيتها  ............................ فقد  مزقت  جوارحي .
-وبعد
-توقفت  عند  محل للعطور ونظرت  خلفها لأول  مرة  فحدجتني  , وأنطلق منها   ذات  السهم الوهاج , وكأنما صبت  زيتا على ناري  المتقدة  ,فدخلت وراءها  غير  مدرك  لمسعى  قدماي , وغير  منصت  إلا  لنبضات  قلب مكلوم, ثم  وجدتني  فجأة أمام  طاولة صاحب  محل العطور  ,وهي  أول  مرة  في  حياتي  ألج  فيها محلا  راقيا  للعطور   بهذا الشكل .
-وبعد
 - ثم  سمعتها   تطلب من   البائع  عطرا رجاليا  معينا لوالدها , وراقبتها  وهي  تختار  بين  ما  قدمه  لها فبدت  منها  يدان ناعمتان وبضتان كالحرير الملان.
-وبعد
-لم أنتبه  أبدا  لصاحب  المحل  وهو  يبتسم  في  وجهي  ويسألني  عن  مرادي,  وحين انتبهت  كانت  تلف  العطر  في  كيس  صغير,  فسارعت إلى إجابته قبل مغادرتها  علها  تسمع  مني  قولا , وقلت  له   وأنا أحتبس  أنفاسي وألجم شريط  متأججا   يكاد  يفجر  صدري   أعطني  نفس العطر  الذي  اختارته الآنسة المصونة من فضلك  
-وبعد
- كانت منها  لفتة لا هي  بالابتسامة  ولا هي  بالغضبة ....  إنما  صورة   لمبدع  فنان  اهتزت  لها  روحي ,وما أظنها  إلا لمحت ما ترقرق  في  عيني  من  إعجاب ...  ,ثم أشاحت ببصرها بهدوء  وروية ووقفت  تراقب  العطور  خلفي  .
-وبعد
 -من جديد  سمعت البائع يحدثني ويضع كيسا  أمامي .
-وبعد
- اشتريت  العطر ................... وكان   تمنه أكثر  من ألف  درهم.
أنفجر  أنور  ضاحكا  وما  أستطاع  حبس  قهقهاته  وهو  يطالعني  أنغمس  في  سترتي  وأحتسي  كوب  القهوة السوداء  في  مرارة  ,وأنظر إلى السقف  متحسرا  ,ثم سألني  من جديد   ألف  درهم  يا  مغفل  يعني  ثلت  راتبك    وبعد  و بعد
أجبته وأنا أطلب  منه  متوسلا    حبس  ضحكاته  التي  أثارت  أنتباه  الجالسين
-خرجت  فتبعتها وما وجدتها  إلا  كقطعة ملح ذابت  وسط  الماء , بل  كنفحة  ريح  طارت  ولم  يكن  لها  وجود أصلا .
وغير  قادر  أبدا  على  حبس  ضحكاته  ومقتربا  من التهاوي  داخل  كرسيه  سألني  من جديد 
-وماذا  كان  اسم  هذا العطر  العجيب
-أجبته  وأنا  أرمي  نصف  كأس  القهوة  السوداء   المتبقي داخل  جوفي  وألملم  أغراضي  للمغادرة
-  طعنة ......................ويا  ليتها  من  طعنة




 

                                                                                                                                                                 بقلم سبايدر

 

 العطر ........بقلمي........
بداية
الصفحة