همس الجنون .. بقلمي
آخر
الصفحة
spiyder

  • المشاركات: 3025
    نقاط التميز: 4961
مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
صاحب ردود قصصية متألقة
spiyder

مشرف سابق
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
صاحب ردود قصصية متألقة
المشاركات: 3025
نقاط التميز: 4961
معدل المشاركات يوميا: 0.4
الأيام منذ الإنضمام: 6920
  • 16:33 - 2016/02/06

في  وقفته المعتادة  هناك  خلف  زجاج  نافدته

يراقب إمتزاج  السماء  بالأرض في  نقطة تسمى  الأفق 

بدا أن لا شئ تغير عن الأمس

وأن معالم  الأمس بدأت تأخد أماكنها....

بنفس  التفاصيل

رجع  إلى سريره  وجلس  يفرك  قلمه 

سحب  ورقة  وأفرغ بها كلماته

**********************************

لا شيء  غير شعور  الحزن  والكآبة
إنه شعور عتيق  أدركت  مرافقته  لي  مند تحسست  معالم وجودي وأبعادها.
أستطيع أحيانا أن أتوقع مجيئه    وأخبر  نفسي  بالصبر  لثقل نزوله.
أحيانا أجد  فيه ملاذا أمنا وأغلف  به  نفسي  ... ثم أدعوها  في صمت  للتتبع والمشاهدة.

عديدة هي الأيام التي  رأيتها تنسل من بين أصابعي   رغم أني كنت طرفا  فيها.

لكن بفضله

تعلمت  عدم الأكثراث  وأحيانا  المضي  بسلام.

تطول لحظاته أحيانا وتقصر  ويعبر أحيانا  في صمت  أو تموج.
ليس  بالغريب  ولا بمالك الدار.
إنه  جزء  من الحقيقة الغائبة.

إنه نافدة على وجود أخر  وبأبعاد

أخرى

ليست المرة الأولى التي أصادفه فيها 

ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة

تم إني  لست ممن ينخدع بجمال الروح

وما أمضيته  كاف ليعلمني  فضح الأمور

إنه شعور أزلي

أعمق  مني ومن كلماتي  الشاردة

وإذا حاولت أن أفسره  فحتما سأضيع في  غياهب اللقاء  والفراق

إنه جزء  مني

ونظرته  طالما كانت أصوب مني

مرارا تساءلت عن مصدر  قوته  وحكمته

لكنه  كان أعمق من المجهول

تتشابك  خيوطه وتنفصل

أحيانا  يخاطبني  وأحيانا  يتجاهلني

جزء  من عالم مخفي

لكنه موجود

ويطفو  أحيانا دون سابق  إنذار

في  وحدتي  آو  زحمتي 

 تم أجدني  ملتفا  بعباءات  بيضاء

محاصرا بالنظرات  والهمسات

 ينتابني  في لحظات صفاء  وسكون

 يغير  نظرتي للكون والوجود

بدونه  سأضيع

لأني  اعتدت  تواجده  واعتدت همساته

 اعتدت نظرته المغايرة 

وطريقه المائل

 ومع ذلك  لا أعرف  مصدره  ولا قوته  أو ضعفه

إنه ملهم وقاتل

يدعوني إلى الصمت

 وإلى التحرك  أحيانا تم التوقف

لا أحد  يرى الوجود متله

ولا أحد يسمو

 وينهار  متله 

كثيرة هي المرات التي  عاتبت فيها نفسي  لأنني  رأيتها  على حقيقتها.
وكثيرة هي المرات التي  غالبته فيها  وشرحت له فيها  صدق  نيتي.
لكنه منظوره  لا يعتد بالصدق.
بل  يشحذ الواقع  ويعريه.
ويوما قال
كثيرة هي الأشياء  الصادقة لكن  شعور الصدق  يختلف عن كل ما هو كائن بالحقيقة.
تساءلت مرارا عن الفرق  بين الصدق  والحقيقة وطال سؤالي  لأجل  بعيد.

وحين  طال التساؤل أنكرت  الجدوى ...   وسخرت منه

...........

كانت سخرية مريرة وقاتمة.

وتبينت معها استباقه لي  ... بمسافات .

وتساءلت إن كان  يعلم  القدر والمخبوء.

أدركت  قوة  صمته  والتي لا يستمدها إلا من حقائقه الغامضة.

ويسلك طريق الصمت  ويصعد  على درجات تفنى  بسرعة.

لكنه  يستقر  في  مكانه  ليطالعني  بوجه الحقيقة  وليخبرني  بحجم نفسي ......

الصغير  للغاية

نقراته أحيانا خفيفة  للغاية ..

وأحيانا موجعة.

وتختلف   بقدر ما طال النهار  أو قصر  وبقدر ما طال تفكيري فيما جنت يداي.

كثيرة هي  المرات التي  لاعبته فيها  وراوغته وتجنبت طريقه

وكان أملي  واحدا   لا أكثر

        أن تطول فرحتي  لمسافات .
ككل الناس .

وانغمست  في  فرحتي الكاذبة  بين خلاني ولاعبت  أمواج  الواقع  المزيف  حالما

تم  إكتشفته  هنا

في نهاية  خط  السير  يراقبني  بصمت  ويقلب البساط  من صدقه إلى حقيقته  العارية

اقتربت منه  فسمعته يهمس

لاشيء يستحق  الفرح لمسافات ... وإن هي  إلا فرحة  مؤقتة

*******************************************
طوى  صفحته  وأبتسم  وهو  يراقب  أصابعه  تلاعبها في مهارة

تم تفاجأ  وقد  استحالت طائرة ورقية  مما  كان يتقن  تركيبه  في  زمن الصبا

توجه  إلى نافدة  الغرفة مرفوقا  بابتسامته

وفتحهاعن آخرها مخالفا بذلك تعليمات المستشفى

ثم  أطلق الطائره الورقية  في  اتجاه الأفق بكل ما أوتي من قوة

                                                                              كانت سعادته  بالغة  وهو  يراقب تموجها وعبورها

 

 


 همس الجنون .. بقلمي
بداية
الصفحة