كانت هناك أصوات, وحركة غير عادية ,خارج الكهف الذي يحتمي داخله جعفر ويلي ;
نهض من مكانه ,ولحيته القذرة غير المرتبة, توحي بأنه كان يصلي صلاة دم أخرى ,
ٱقترب من الباب, ليرى ان رضوان يجري نحوه, والابتسامة تعلو وجهه ,يتدلى من حزامه سيفا ,

وعلى ظهره بندقية, يلبس جلبابا مغبر, هو ايضا كانت له لحية طويلة , عيناه فيهما كحل ,وعلى شفتيه مسواك ,
وفي رجله حذاء عسكري..
كانت فاطمة تتبع كل هذا بعينيها ,و يداها مكبلتين الى رفيقتيها مريم وسارة,
سمعته يبادر بالتحية الى سيده ,ويقول له وهو ينحني وجلا :

سيدي الأمير ;لقد حصلنا بفضل دعواتكم ,على بعض السبايا ;لك ان تختار منهن ,.
نظر الامير الى رضوان نظرة افتخار ;والآخر منحني رأسه, بعد ان صرح بما كان لهم من غنائم
وقال :

بوركت انت من التابعين ;الرضى عليك انت ومن يدلي بالطاعة للأمير.

في هذه الأثناء ، كان الأمير ، يقترب ببطء شديد نحوهن ويتطلع بإعجاب نحو رضوان :
ليست الغنيمة كبيرة ،لكنها أجمل.. الرب يشكركم من عليائه ،لكم الجنة من تحتها كل مالذ وطاب .والنهر يجري بين ربوعها. .
أتباعي الصالحين

حربنا لازالت في البداية، وهاأنتم بداتم تعرفون خباياها
فكل أنثى حلال علي ،ومن فاض منهن مني، لكم رضاي، وهن حلال عليكم..

أتباعي الأوفياء لنجعل هذه الليلة فرحي على هؤلاء ،أباركهن بقبولي لهن في مضجعي
عسى أن يغفر لهم الله ،كل ما تقدم من ذنوبهن .
 علا صراخ في الجبل فرحا بعرس جديد للامير
والكل يتهافت ليقبل يديه ;انزلو الافرشة بسرعة البرق ;وتداولت بينهم كؤوس

من حليب الناقة ، المنسم بقطرات اللوز، وبعض الرطب والكل يهتف بحياة الأمير ، وبين هتاف وهتاف
كانت التكبيرة تعلو، وكأنهم يبحثون عن إحلال ماهو محرم ..
تدافعت بعض النسوة ,نحو فاطمة ومريم وسارة ,ادخلوهن في اتجاه كهف آخر ,غير الذي خرج منه الامير سابقا;

كنّ خمسة نسوة؛ لباسهن مابين الرمادي والاسود يربطن رؤوسهن بشال كبير

،يمر من تحت انوفهنّ ، فهمت بعد هذا فاطمة انه بسبب الغبار الكثيف الذي يحيط بالجبل ، منعا من اختناقهن ،
  ادخلنهنّ الى الكهف التاني ووجدت الصديقات الثلاث امام نسوة مفتولات العضلات ، فبعد ادخالهن ازلن الجلباب الذي

كان من فوق وبقين بالسراوييل الفضفاضة وقميص ،وكان وسط الكهف وعاء كبير مملوء بالماء كان معطرا بالياسمين

واحدى هؤلاء النسوة كن ينادينها: بأم البتار
 اقتربت من الصديقات ولمست خد كل واحدة منهن وقالت :
ما الذي أتى بكن الى هذه النواحي
هل كان لزاما ، أن تأخذن مكاني
تكلمت فاطمة:

سيدتي دلينا على طريق للعودة ونعدك ان لاتري وجهنا إلى الأبد
ٱبتسمت في وجهها وقالت :
مايربطني بالمكان ٱبني وليس ماتبادر إلى ذهنك
إلى عهد قريب
جئت وبين يدي أحلام كبيرة ، أعزفها لحن خرافة
وأستدل بنجمة  لاتنام ؛ إلى عهد قريب
كنت أنت كنت أنت ..

كانت تتابع كلماتها ودون أن تدري ،

كانت تمسك بشعر فاطمة وتجرها بقوة لكي تلبسها ثيابا كانت تصلح لراقصة
أكثر منها عروس ستزف في ليلتها.. كذلك كانت سارة ، ومعهما مريم التي لم تكف عن البكاء
كانت الزغاريد من كل ناحية ؛ تصم آذانهن .. وصوت الرجال خارج الكهف
وهم يتراقصون بالسيوف والتكبيرات تعلو الحناجر..

قامت النسوة بعد هذا ،بإدخال الصديقات الثلاث الى كهف الأمير،
وفاطمة تتساءل مع مريم وسارة ، مسلوبات الإرادة كأنهن ذاهبات إلى حتفهن:
سأكون أم البتار غدا ؟
أم البتار غدا ..