الإرهابــــــــــــــــــــــــــي .... بقلمي
ط¢ط®ط±
ط§ظ„طµظپط­ط©
جد عمر

  • ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 6777
    ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 4424
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ناقد أدبي
صاحب ردود قصصية متألقة
جد عمر

كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
ناقد أدبي
صاحب ردود قصصية متألقة
ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ: 6777
ظ†ظ‚ط§ط· ط§ظ„طھظ…ظٹط²: 4424
ظ…ط¹ط¯ظ„ ط§ظ„ظ…ط´ط§ط±ظƒط§طھ ظٹظˆظ…ظٹط§: 1.2
ط§ظ„ط£ظٹط§ظ… ظ…ظ†ط° ط§ظ„ط¥ظ†ط¶ظ…ط§ظ…: 5676
  • 02:07 - 2015/08/23

 

الإرهابي

 

 


كان الجو ملبدا بالسحاب و البحر مستكينا أو يكاد..انتشر على المكان قتامة و لون حزن ..أما هو هنا يخمش وجه الرمل بمفتاح الأمل ..

يبحث عن العمق السجين في الوحل و سياج القبيلة يحاصره ..شفتاه ترتجفان من برد أو كلام ، فيخرج زفيرا حارقا ..

أجسام تعانق بطونها صفحة الماء و تشد رقابها السلاسل و الأغلال ..بعد أن دفن جمرا في الرمل ، مشى نحوها متثاقلا ، فتسلق السلم ..

هنيهة قفز الى سطحها ملوحا بيديه و أصابعه تمتد الى مقبرة الجمر الرملية ،لتزيح القناع عن قوس قزح ..

لتلمس الصدر الموشوم بذاكرته و لتوقظ جسد المدينة المحموم من سباته ، و لتودع أطلالا يحلو الكلام عنها ..ترتجف السفينة ، تتحرك في اتجاه الشمال

و عمر فوق السطح ، تحت السطح ..يحاول التمسك بشبابيك الأحلام المأخوذة من الصفيح ..التصقت عيناه الغائرتان بالأرض و هي تتباهت تحت تجحلف الضباب ..

بشكل فجائي تنطبق السماء على البحر ، فيختفي كل الوطن ..

أما الجسم السمكي ظل يزحف نحو الشمال. في أدغال جسده كانت تقبع لوعة الفراق عندما اعتلته دوخة ،أخذ يتحسس أبعاد الزمن بعين مخيلته ..

ذكرى رهيبة ..الدرب الطويل ..مقبرة الجمر ..أجساد عارية فوق الرماد ..أماكن للحلاقة العليا حيث الغرباء ..

على ظهر الخشب هناك زمن للبوح و آخر للنسيان ..ساح في الزمن الدامس الذي يحيل العاقل أبلها و الحق باطلا ..

كان هوس اللقمة المفقودة بين أحضان الوطن يجره وراء البحر حيث يتلألأ الخبز و يختفي الرصاص ..

فيتعالى الأشقر على الأجناس الأخرى في جنات حضارة مغرية ..رحيله ميلاد جديد و هجرته قتل لبؤسه الشائخ ..

كان يطرز الزمان بألوان الأمل الباهت على جدار الخشب الزاحف ..هارب من قبور الزلط و القحط ..يحلم بنور القمر و ببقايا أمل صعب التحقيق ..

إنه لن يعود هذه المرة حتى يبني و يتزوج ثم يخلف ..كان يبتسم لتشييده الخرافي عندما شق ذهنه ضجيج و لغط ..انفلتت الصور هاربة من ذاكرته ..

تفرس المكان باحثا عن مصدر هذا الضجيج الذي عكر صفو أحلامه ..كان يحتضنها بين ذراعيه و هما يمثلان شذرات عشقية فاضحة..يتهمامسان ..

و عمر تحت مجهريهما ..هو يحاول عبثا ابعادها حتى لا تنظر اليه ..و هي دون شعور كانت تتفرس وجه عمر فتلقي عليه نظرة الحمام في زمن الربيع ..

عندما وشوش صاحبها في أذنيها انفلتت من شفتيها كلمة ارهابي ، دون شعور ابتلعها التيه ..حملقت جيدا في وجه عمر و كأنها تحاول النبش عن حقيقة مفقودة ..

جثت الفاجعة على صدرها و في عمقها رعب مكتوم ، و رفيقها يضمد جراح فكرها المكبل ..

يهاجم بهمساته أساطير خوفها المصطنع يحاول أن يترجم رعبها و يجرها الى عالم غير هذا ..إنها الحرب الباردة بين الوهم و الحقيقة ..

الأصوات تقترب .. تبتعد .. عيناها تدوران في جحريهما ، و تحاصران الغريب الوافد من هناك ..ثمة البوم و الخفاش و سكون أبكم ..

أشباح تتلفع في صمت عنيف ، و عمر يحاول التمسك بالأحلام المأخوذة من أرض القهر و البرتقال ..

يطمح أن يعانقه هنا الحظ العاثر هناك و كسرة خبز حتى و لو كان يابسا..

تتردد في أذنيه ذبذبات صوتية لتذكره لعبة هذا الزمن الذي يتم ترتيبه وراء الأبواب المغلقة لدهاليز القتل و الفساد .

لحظات حطت طيور الشاطئ في ثقب السطحفوقف عمر ليرى سرها ..علها تكون رسول العهد الجديد ..لاحت لعينيه الغائمتين عمارات تداعب قممها السحاب

 و أشجار تطاول هي الأخرى عنان السماء ..تيقن من وصوله شط الأمان و رغيف الخبز الذي كلموه عنه تلك الليلة ..حطت السفينة رحالها و حط عمر ..

فوقف منبهرا بين حيطان المدينة .ع ..بذلك لم يبق بينه و الخبز أي تل ..تدحرج الى الأمام ، فامتدت أمامه طريق ملتوية

 تارة يسير و أخرى توقفه غرائب .ع .فاغرا فاه ..تمنى لو عثر على جوقة أو حلقة ليتحاور و يسأل ..كزز أسنانه و كأنه أصيب لتوه بحالة هستيرية ..

في خاطره قطرات من ندى بائت ، و بجمجمته فكرة منتشلة من دفء الوطن.فجأة يتوقف ..زفرة ..بصاق ..إنه يحترق ..

تحت شمس الأصيل حاول التمسك بخيوط الأمل و هو يمشي بلا هدف ..

صدى حذاءه وحده يبدد وحدته القاتلة ، و هو يتجول بين تلك الدروب باحثا عن شيء ما ..حمله الزقاق على خاطر منكسر الى إحدى الحدائق فجلس ليستريح ..

كان وحيدا يتساءل عما جرى ..محا المكان الذكرى و الناس و الشمس ..فأسدل الليل خاميته ..و ليل هذه المدينة يشبه لون شعاب الخريف و دهاليز السجن ..

جو يعرض عنف الوحدة القاتلة و يحكي في صمت أشياء كالنفاق و الخيانة ..

لم يبق بجواره غير عربة قطار أتى بها زمن الحضارة القديمة ..هنيهة وجد نفسه يمشي صوبها ، و ترافق خطاه أطياف متماوجة من الأحزان ..

كانت الغرفة كئيبة غارقة تحت أضواء باهتة ..دخلها ، ارتطم وجهه بخيوط العناكب مرة و ثانية فثالثة ..سرت في جسده رعشة الهلع ..

ناوشه الغثيان فتلاشى منبطحا يعانق الأسفل ..لحظات كأنه مع الموتى ..يريد الإنفلات ..

لكن بالأمل الطالع من أعماق السكون ، و من اللحظة التي مد فيها أصابعه الى مقبرة الجمر ، استعاد قواه فلملم أنفاسه اللاهثة ..

جلس يبتلع ريقه و هو يتحسس مرة برجليه و أخرى بيديه ..

يستغيث ..يحارب أشياء كالظلام و الرعب ثم الجوع ..أنهكته الرحلة ..استلقى على فراشه الخشبي واتخذ حذاءه وسادة فاستسلم لنوم عميق ..

و وجه المدينة البشع يحمل على جبينه وصمة الموت الأزرق.

كان النصف الأول من الليل قد ترك مكانه للثاني عندما اقتحمت العربة دقات عنيفة لتزرع الرعب في المكان ..استفاق النائم مذعورا ...


- ماذا يجري هنا؟..


- لا تتحرك الشرطة


- و بعد ..


- هويتك ؟..


يغمغم ثالثهم و هو يحاصر الباب : إياكم و المتفجرات ، انتبهوا ؟؟


- راقبوه جيدا يصرخ رابعهم ..


سلم عمر هويته


- أنت عربي إذن ...


- نعم أنا عربي


- إنه من وحوش الجنوب إذن ، يضيف أحد أبطال الشرطة ..راقبوه جيدا ..


- أنا عربي و سأظل ...


يصفعه أحدهم قائلا : إخرس أيها الهمجي و لا تنس أنك أمام أسيادك ..


شفتاه النابشة في عمق الحقيقة ترتعش ..تريد أن تنتقم و لو بصمتها ..و بداخله كانت تستفيق عاشقة الخبز الرمادي ..


- أنتم جلادون أم رجال أمن ؟؟..


كان محاصرا من كل جهة و عيناه تنظران إلى الجمر الراقد تحت الرماد .. العربة تعيش لحظة وجع و فجيعة .. العصافير البائتة فوق الأغصان تتهامس

و تترقب في حذر هذا المخاض. والعنكبوت الهرم يتفرج على خيوطه تندثر بعد أن قضى العمر كله في نسجها ..

في اتجاه النافذة الجنوبية كان يمد يده الجريحة ليودع طريق الشوك و العطش ، لأنه راحل الى حيث العيون التي لا تنام ..

بعد أن دثروا جسده بالرصاص ، حملوه الى حيث أرادوا ..


لتتناقل بعض وسائل الإعلام الخبر التالي :


مصرع إرهابي عربي الأصل بعد أن أفشلت الشرطة محاولته تفجير قطار ..تفاصيل هذه القضية ترقبوها في النشرات القادمة .. ( انتهى )

                                                                       

 

                                                                                                                                                             بقلم :جد عمر

 

 

 الإرهابــــــــــــــــــــــــــي .... بقلمي
ط¨ط¯ط§ظٹط©
ط§ظ„طµظپط­ط©