
زَيْفُ الْهَـوَى
لاَ تَدْرِفِـي دَمْعــاً وَ لاَ تَتَدَرَّعِي * وَ دَعِي الـدَّلاَلَ وَ لاَ تُثِيـرِي مَوْجِعِي
بِدُمُـوعِ زَيْفٍ جِئْتِ كَيْ تَتَوَسَّلِي * وَنَسِيتِ يَوْمــاً حُرْقَتِـي وَ تَضَرُّعِي
لاَ تَسْتَغِلِّي عَطْـفَ صَـبٍّ مُغْــرَمٍ * لاَ تَحْلُمِـي بِغَـــــدٍ جَمِيـــلٍ مُمْتِـعٍ
حَاوَلْتُ أَنْ أُدْنِيـكِ مِنْ قِيَمِ الْهَوَى * فَعَسَـاكِ يَوْمــاً أَنْ تُرَاعِي مَوْضِعِي
لَمْ تَسْمَعِي قَـــوْلاً و لَمْ تَتَفَهَّمِي * وَ ظَلَلْتِ فـي غَـيٍّ وَ لَمْ تَتَـوَرَّعِي
أَقْصَـاكِ هَـــذَا الْقَلْبُ مِـنْ أعْمَاقِـهِ * مَا عُــدْتِ مِنِّـي فَارْحَلِي وَ تَجَرَّعِي
خَمَدَ الْجَوَى وَنَضَتْ يَنَابِيعُ الْمُنَى * لَـمْ تَبْــقَ الاَّ دَمْعَـــةٌ فِـي مَدْمَعِي
وَ شُجُونُ قَلْبٍ طَالَهُ زَيْفُ الْهَوَى * وَالْغَـدْرُ فِي الْأَحْشَـاءِ أَيْقـظَ مَضْجَعِي
وَ الْيَـأْسُ يَغْــرِسُ دَاخِلِي أَنْيَابَـهُ * وَ مَوَاجِـعُ الْأَحْـزَانِ تُرْثِي مَصْرَعِي
تَتَلاَطَـمُ الْأَمْـوَاجُ تُغْـرِقُ مَرْكَبِي * والْأَعْصُــرُ الْهَوْجَـاءُ تَخْـرُقُ أَضْلُعِي
زَمَـنُ الْوَفـا رَحَلَتْ لَيَالِيهِ سُـدىً * وَ شَكَتْ عُيونُ الأَمْسِ حُرْقَةَ مَدْمَعِي
مَاتَ الضَّمِيـر وَ أَهْلُـهُ وَ زَمَانُـهٌ * حَتَّى قًلُوبُ النَّـاسِ مَـا عَـادَتْ تَعِي