سوادالفراغ من حولها يشعرها بالعجز. ياالله ما السبيل الى الخلاص ؟؟؟ طعم الاشياء يأخد شكلا آخر. الدروب توصل إلى أنفاق
مسدودة , والعتمة الداجية يعلو سوادها كل الفضاءات . لاسبيل الى الخلاص , الأعياد صمتت أجراسها لتخبر عن موت حقيقي لكل الأفراح.
كان داخلها يردد و يردد آلاف الأسئلة , صراخ داخلي يكسر كل شيء , اصطدمت بشيء ظنته في الأول جدارا فولاذيا , كانت الأشياء التي تحملها تسبح في الفضاء , تهالكت على الأرض في قرفصاء مضحكة , صار الجدار يضحك , شعرت ببرودة الغضب تسري داخلها و صاحت : لما تضحك ؟
: لأن منظرك مثير للشفقة , يخيل لي أنه عليك رؤية طبيب للعيون قبل أن تداوي جراحات الصدمات الأرضية , وأحلام اليقظة ههههههههه
شعرت ببرودة من نوع آخر تكتسح زواياها المعتمة, سخريته كانت لاذغة ولكنه كان على حق , لم تجد شيئا يوم غير الارتطام بكل شيء أمامها , مد إليها يديه لكي يساعدها على الوقوف , لكنها أبت في كبرياء , نظر إليها نظرة ذئب ماكر وهو يضحك , واختفى كأنه سراب مخلفا وراءه لعنات صبتها على حظها العاثر الذي يضعها دائما في مواقف محرجة .
تلك الافكار الغريبة التي طالما حاولت التخلص منها كانت السببب في وقوعها في مواقف مماثلة , تزداد خجلا , كلما تحولت إلى شيء يبعث على السخرية والضحك , لما ؟ كان سؤالا استعصى على الجواب.....مرت الايام , اصطدمت بذاك الجدار للمرة الثانية , كان هذه المرة يدفع عربة صغيرة يتربع على عرشها ملاك صغير أخذ الكثير من وسامته , لكن لحسن الحظ لا شيء من نظرات ازدرائه , رفع ناظره إليها , وابتسامة ماكرة على محياه لم تمنعه من أن يقول بصوت مرتفع لنصفه الثاني : أعشقك ..وكأن توازن الأذن اختل , فتطايرت محتويات أيديها في الفضاء , مر هذه المرة دون أن يلتفت , وعلت ابتسامة عريضة محياه , في حين اخضلت عيون تعودث التعثر بدموع من حسرات.......