بوجه مليء بالتجاعيد ، وعينين غائرتين ، مدّت يدًا متعرّقة تستجدي بها الرائح والغادي في همهمة عفيفة .
هناك جلست على تلك الأرض المبتلّة سيدة عجوز لا يوجد بأسفلها سوى قطعة ورقيّة تقيها طين الطريق بينما تسللت مياهه لتنال من ثوبها المهترئ ، وبجانبها ذاك
الغطاء الذي لا يختلف كثيرا عن ثيابها ، وبضع أكياس تحوى أشياء لا تكاد تبين من قذارتها !
اقتربت منها مادًّا يدي ببضع جنيهات ونظرة شفقة حاولت إخفاءها لكنها كانت جليّة بشكل كافٍ ليجعل الدمع يترقرق في عينيها ما إن نظرت إليّ ، لم أدرِ كيف أتصرف
فسارعت بإعطائها المال وسؤالها الدعاء بالصحة من أجلي وهممت بالهروب من وجهها الملئ بالألم ، لكنها بادرتني قائلة :
" سأدعو لك بالصحّة شريطة أن تدعو لي بالرحمة من تلك الدنيا التي باتت تتعلق بعنقى وكأنها تعشقني ! " .
جاهدت كي لا أستدير وأسألها عمّا وراء كلماتها المكتنفة بحزن كاد يخنقني من مجرد التفكير فيما قد يكون سببه ، ودعيت الله لها بالرحمة وأنا أكافح دمعة سالت بالنهاية !
محاولة على استحياء للكتابة ، فاعذروا رداءتها !
بانسيهـ..