ابتسمتْ و هي تخطّ "صفحة التعريف " الخاصة بها التي ستضعها في الموقع
:"امرأة جميلة جدا، شقراء ، في السابعة و الثلاثين من عمري !لكن من يراني يحسب أني في العشرين تماماً ،أنيقة ،رومنسية ، صادقة ،غنية, ربة بيت ممتازة "
-"كاذبة أنت لا تُجيدين قلي حبة بيض حتى! " : صفعها ضميرها
- سأتعلّم هه ، ثم هم لن يعلموا!
-و لستِ جميلة و لا شقراء !و بلغتِ الأربعين أيضا "
-ما إن أغمس وجهي في بعض الألوان حتى أصبح دمية في العشرين!! ثم ما دخلك و كأني الوحيدة التي تكذب! !
شغّلتْ موسيقى صاخبة جدا تطرد بها صوت ضميرها، و هي تخطّ الشروط التي تريد في زوج المستقبل :
" أريده طويلا ، ليس طويلا جدا ، وسيما ولكن ليس لدرجة تجعلني أحرسه دائما من النساء،أنيق ، مثقف جدا، له منصب مرموق، يملك منزلا منفرد ،رومانسي مثلي وحبّذا لو يكون أكثر ، سنّه ما بين 40 و 50 فقط ، أؤكد فقط "
~
- ما هي إلا دقائق و بدأت الرسائل تنزل عليها ، ضحِكتْ بغرور و هي تفتح أول رسالة من شخص يسمي نفسه "جاد جدا":
-" أعجبني بروفايلك ، و أريد معرفتك أكثر، لكن قبل أي شيء أريد رؤية ملامحك، شوقتيني لأرى الفتاة العشرينية "
-" لكَ ذلك ، تفضل صورتي ، لكن خذ نفسا عميقا أولا ً"
-" أخذتُ أنفاساً ، أسرعي "
أرسلتْ له صورة تفنّنت في تزيين نفسها قبل أن تلتقطها ، و بقيتْ تنتظر جوابه بكل ثقة و غرور ’
-" آسف ... لكنك في الصورة بدوتِ لي في الثانية و العشرين ،و أنا أعشق السن العشرين تماماً، مهووس به (:، ليس ذنبي ، لا يمكنني أن أكمل معكِ"
-"و لكن سنتان لا تشكل فارقًا! " ، انتظرتْ ردا منه لكنه كان قد أقفل و غادر ~
-أحمق سيأتي غيره ، لستُ مستعجلة ،لكني سأُعدّل صفحتي،أضافت ْ: " لا أريد أن يراسلني رجال حمقى مهووسون "...
رسالة جديدة تلوح في الأفق مِنْ" طبيب جرّاح قلوب الناس أداويها":
"هاي سنيورة ،معك فادي,,,أعمل طبيب جرّاح، أقيم بــ ..،أريد ...و أعدك بـ.....و.... "
لمّا رأت اسم المرسِل "،قفزتْ ضاحكة وهي تدندن الأغنية و تتمايل: "ياي ما هذه الصدفة الجميلة،يسمي نفسه بأغنيتي المفضلة ؟ أكيد هذا قدري أكيد",
جذبتها كلمات رسالته الطويلة، فراحت تنبش في صفحته بشغف، و لكنها وجدتْ فيها خيبتَا وجع ~
-" يا طبيب جرّاح أنت كاتب في صفحتك أنك مهندس معماري، لمَ الكذبْ "؟؟
- " صحيحْ يا سنيورة ؟؟؟ ما انبتهتْ ،سأُعدّلها ،ميرسي لأنك نبّهتيني "
-"و عمرك خمسين سنة و 6 أشهر كمان ؟ "
-" يعني تشترطين الخمسين حصريًا!، آسف يا "خمسين" : رد عليها ضاحكًا...
كذّاب و ثقيل الدم ، بأصابع متثاقلة ، و مرة أخرى أضافتْ تعديلا : " لا أريد كذّابين و لا مهرّجين "!"
سهرتْ طويلا ولماّ وصلتها رسائل أخرى فاشلة، أقفلتْ الحاسوب ، و غفتْ ...
بعد أيام ~
فتحتْ حاسوبها بملل ، وجدت رسالة من" النّمر الخمسيني"،ياي أغراها الاسم ،
-" يا أميرتي أنتِ، هل وجدتكِ حقا ؟؟ فيك كل الصفات التي أريد ,’"
-" لقد قرأتُ صفحتكَ و فرحت كثيرا لأنك الرجل بالشروط التي أبغي!!"
بعد ساعات طويلة جدا من الرغي و التعارف ~
-" إذن يمكنني أن أقول وجدتُ نسختي من النساء و وجدتِ نسختك من الرجال "؟؟
-" (: بالضبط ، أنا أحس أنك فارسي أتيتَ لتخطفني على جوادك الأبيض "
-"و لكني لا أملك جوادا!"
-" تعبير مجازي يا "نمري" ، مجرد خيال ، دعني أحلم فالأحلام مجانا! "
-" لكني أردتُ أن أكون واضحا حتى لا تتهميني بالكذب ، لا أملك جوادا ç:"
- " دمكَ خفيف ، سأرضى بالسيارة "
-"لا أملكها أيضاً "
-" معلش أقبل ...، سأكتفي بقلبكَ الكبير "
-"كلامكِ الجميل يا قنوعة ،يجعلني أطير فوق السحاب ، يا إلهي لا أحتمل أن يدق قلبي بمثل هذا الحب الآن لقد وجدتك يا أميرتي
تنتظرينني بشوق بعد أن هرمتُ و ثـقطتْ جُلّ أثناني ،ففقدتُ الأمل ، لكنكِ...."
- قاطَعتْهُ ساخرة :" stopحبيبي تنازلتُ عن الكثير إلا هذه ، الأثنان عندي ضرورية ، مع الثلامة ، إنثاني (: "
- لمّا وجدتُه صادقا ،كان أفرماً ،حظ عاثر : صرختْ منزعجة ، ثم أضافتْ تعديلا آخر على تلك الصفحة البائسة: " لابد أن تكون له أسنان قوية، لا أريد رجلا أفرماً "
بعد سنة تقريبا ~
مسحتْ بروفيل شروطها و كتبتْ مكانه:" لقد جرّبتُ و عرفت سبعون رجل هنا أو أكثر قليلا! عرفت صنوفا مِن هؤلاء و هؤلاء ... إن كان هذا هو الرجل الذي كادت حياتي
تتوقف لأجله لأني إعتبرتُها ناقصة و عرجاء من دونه ، أقول الآن " بالناقص منّو" أبقى كما أنا أحسن لي هه، فمعظم الرجال هنا لا يحملون من إسمهم سوى
حروف ثلاثة جوفاء "ر ج ل"، تماماً كما أحملُ أنا من المرأة !! "
تمت , أرجو لكم السلامة 