بسم الله الرحمن الرحيم


║ يــا مــن شــوهــت عــالــمــي... كــفــى !║

ملاحظة : الموضوع يحتاج إلى 42 دقيقة لقرائته .


عالمي .. وصلت إليه لا أعرف السبب .. ولا أعرف دوري فيه .. وصلت إليه
دون أن أدري ودون أن أرغب .. جلست وعشت هنا , فيه .. أمضيت أوقاتي ..
سهرت الليلة , ولم أنظر إلى حالي ..
كم قدمنا .. وكم سهرنا .. وكم تعبنا .. في عالمنا , وشقائنا لم ولن يعرف النهاية ..
فهو عالمنا , ذلك الذي وجدنا فيه للشقاء حتى نقول كفى ! وما قلنا كفى شقاء ً..
ولكن كلمة كفى , ليس من المحرمات .. هي كلمة تقال عندما يطفح الكيل , ولا أظن
كيل واحد .. للصبر حدود دائما ً , والصبر نعمة تكون لدى الإنسان .. فذلك هو
مفتاح الفرج !
أنظر إلى عالمي من حولي .. أجد نفسي .. وأسألها أين أنت ؟ وماذا تفعلي ؟

أردت أن أغسل وجهي , لعلى أصحى وأعلم أين أنا وكيف أصبحنا ..
ولكن , وأنا اغسل وجهي , نظرت إلى المرآة ! فما بي أرى ..
رأيت نفسي كما أنا , ولكن ما هيه الخلفية وأين انا ؟
أنا في مكان لم يعد شبهني .. مشوه , ويريد أن يشوهني ..
يريد أن يغيرني , أن يجرني إلى أن أصبح شبيه له , وملائم
لقيمه وتقاليده الفاسدة .. ملائم لظلمه وظالما ً مثله !
لا أعرف الرحمة , ولا أعرف التسامح ..
أعرف الخيانة .. أعرف الكذب .. أعرف الظلم ..
أعرف الإستهلاك , ولا أعرف الإبداع .. أعرف وأعرف !
يريدني أن أعرف كل ذلك وامحو ما كنت عليه ..
من أنت ؟ ولماذا تشوه عالمي !

[ مستر ديجا فو و مستر تصفيق ]
** عالم آخر **

لم يمر وقت طويل , وانا في مكان جديد .. غريب على نفسي .. لم أعتد على الجلوس بين جدرانه
ولا طياته .. لم أعتد عليه , وعلى نظامه .. لم أعتد على قوانين وتقاليده .. ولكن سرعان ما قدرت
على التعرف على كل ذلك , من خلال النظر إلى تصرفات قاطني هذا المكان ..
نظرت بحيرة , فوجدت تقاليد غريبة .. لم أستوعبها في البداية , هي حالات شاذة ..
أشبه بمخلوقات فضائية تتصرف بطريقة لها وحدها .. فإقتربت منها ونظرت إليها .. حاولت
أن أفهمها , ولكن فشلت في ذلك ..
إبتعدت قليلا ً , وجلست في مكان بعيد نسبيا ً لكي أراقب ماذا يحصل .. غفوت ..
كانت أحلام سيئة بالمناسبة , ولكنها بالنسبة لي كانت أفضل من الواقع , وتمنيت لو أن الحلم طال ..
بعدها .. إستيقظت من جديد , وأيقنت بأنه ربما قد فاتني الكثير , فنظرت من حولي .. ولم اجد أحدا ً..
بدأت أتجول في المكان , فوجدت بعض الأشياء المألوفة , من أحجار ولوازم .. بدأت بنحت رسم
مجسم معين من وحي الخيال , للمكان الأساسي الذي أتيت منه .. إستغرق الوقت مني ساعات ,
لم أسمع في ذلك الوقت أي حس لأي شخص في المكان , ولكني شعرت بأنه هناك عيون
تراقب , ولكني حاولت الإلتفات لكي ألمح أحدا ً , ولكن ذلك لم يحصل ..
وقلت في نفسي " الوحدة موحشة " وربما ذلك في خيالي .
بدأت أتذكر معالم المكان الذي أتيت منه , وأضع كل ما فيه داخل التصميم أمامي ..
كالعادة , لم أشعر بأن ما أقوم به هو شيء جيد , وكان إنطباعي بأنه سيء ..
ولكن بعد مضي الساعات , إنتهيت .. وكان التعب قد سيطر على أطرافي , فذهبت للإستراحة ..
قطع إستراحي صوت يقترب .. فنهضت وإسترقت النظر , فرأيت ذلك المخلوق موجود
من جديد ويقترب من المجسم الذي رسمته , وقف يتأمل ذلك .. وثم نظر من حوله وتأمل
في المكان .. وأعاد هذين الفعلين من جديد مرات عديدة , وكأنه في حالة من المقارنة ..
بدأت أشعر في وقتها بانه غير قادر على الإستعياب , فحمل العدة التي كنت اعمل بها ..
وبدأ يعمل في المجسم الخاص بي , فكرت للحظة بأن أتدخل لكي أمنعه , ولكن قررت
بانني سوف أنتظر لكي أرى ما الذي يريد أن يفعله , لعلي أفهم ..
مضى بعض الوقت وأنا أسمع صوت التعديل الذي يقوم به , لحين إنتهى وإختفى الصوت ..
وفجأة بدأت أسمع صوت يتقدم , فنظرت .. وإذا بشخص آخر شبه الأول قادم
ووصل إلى المكان , ونظر إلى المجسم المعدّل لبعض الوقت , وبعدها بدأ
يحني برأسه للشخص الأول ..
لم أفهم ذلك في البداية ,
ولكني عدت وجلست في الخلف وحللت الأمر بعض الشيء وقلت ربما يثني على ما قدمه ..
وفجأة بدأت اسمع أصوات كثيرة في المكان !! ماذا يحصل ؟!
نظرت إلى المكان , وفجأة رأيت الكثير يشبهون ذلك الكائن يصلون
ويتجمهرون حول من عدّل ذلك التصميم ..
والجميع يحني برأسه لذلك الشخص بشكل متناسق وفي نفس الوقت ..
أصبح الأمر هنا واضح بالنسبة لي , بأنه ثناء جماعي على ما صنعت يداه ..
إنتابتني الحيرة , أردت أن أعلم ما هي التعديلات التي فعلها على المجسم الذي
بنيته .. الإنتظار كان طويل بالنسبة لي , حتى بدأت أشعر بالملل بإنتظار رحيلهم من المكان ..
ولكن ذلك لم يحصل ..
في ظل الشعور بالملل , سمعت أصوات تقدم إليّ .. فقررت الإختفاء من المكان ..
ومشيت إلى الخلف بعض الشيء حتى أصبح صوت الجموع لا يصل إليّ ..
وفي ظل ذلك المسير , وصلت إلى مكان .. أشبه بالمقبرة بالنسبة لي من حيث أتيت ..
ووجدت في المكان الكثير من المجسمات الموجودة على سطح المكان الذي أسير عليه ,
فإقتربت من المكان , ونظرت إلى تلك المجسمات ورأيتها تمثل شكل واحد موجود
في أكثر من مكان .. فإستغربت من الفكرة ..
ظننت ,
بانه من الممكن أن هناك شكل ما قد يكون يرسم من خلال تكرار هذه الأشكال
وبأنه من الممكن أن تكون لو نظرت لها من مكان ثاني , من الأعلى مثلا ً , فتصبح لها معنى ..
وما جعلني أظن ذلك بان كان هناك مرتفع بجانب كل هذه المجسمات .. فقررت الصعود ..
وصلت إلى ذلك المرتفع ونظرت للأسفل , على أمل أن يكون هناك معنى من الأعلى ..
ولكن ما شاهدته لم أقدر على تجميعه في صورة لشكل أو معنى معين .. فخاب أملي ..
فذهبت إلى النوم ..
** البحث عن الحقيقة **

إستيقظت .. فرأيت المكان نفسه مثلما تركته .. لم يتغير فيه شيء .. وكان عامل
الزمان لا يؤثر فيه بين الآن وبعد حين .. ومشيت إلى المكان
الذي وضعت به المجسم الخاص بي ..
فلم أجد أي شخص هناك , كانت الإبتسامة على وجهي .. فيجب أن أشاهد المجسم !
إقترت من المجسم , مثل اللاهف لكي يرى شيء مميز .. وعندما وصلت
تغيرت ملامح وجهي فجأة إلى النقيض , فوجدت
بأن المجسم هو نفسه الذي وجدته في " مقبرة " المجسمات ..!
فإذا كان ذلك المجسم موجود .. فما هو الشيء الملفت به ؟ لم أعلم ..
مشيت إلى الخلف وخيبة الأمل على وجهي ,
لكي أسمع بعدها خطوات قادمة .. ورأيت الكائن الذي عدّل على المجسم ..
المعدّل وقف هذه المرة في مكان آخر , وحمل الأدوات وبدأت من جديد في العمل ..
إنتابني الشك في الأمر .. وإنتظرت لكي أرى كيف سوف تنتهي الأمور ..
ساعات مرت , والإنتظار مستمر .. وفجأة هدأ صوت العمل من جديد ..
فنظرت إلى شخص كان يراقب العمل , وذهب فجأة إلى مكان مجاور ,
وبعد لحظات أتى العديد من الأشخاص وبدأوا يحنون رؤوسهم لمصمم المجسم ..
مرت أيام , والحالة هي نفسها .. تتكرر .. يتنقل من مكان إلى آخر بدون
وجود صلة أمد النظر بين مكان وآخر ..
وبعد إختفاء الجميع من المكان , صعدت إلى مرتفع موجود في مكان
في الوسط , ونظرت إلى المكان .. فما بي إلا أجد مناطق مختلفة يوجد فيها
مقابر مجمسات منفصلة لا يمكن لشخص فيها أن يرى المكان الآخر ..
فسألت نفسي ؟
ما الذي يجري ؟
** إكتمال الصورة ؟ **

قررت هنا بأن أعرف ما الذي يجري .. فتوجهت أسرح في المكان , ووجدت ذلك
الكائن الذي كان يصمم .. لم أعلم كيف ميّزته عن غيره فالشكل واحد للجميع .. ولكن كان إحساس ..
ولكن , ما حصل هو بانه بدأ يدقق في وجهي .. وكأنه يراني لأول مرة !
مشيت , فرأيته يمشي خلفي .. فإستغليت الفرصة وذهبت إلى المكان الأول الذي
صادفته فيه , إلى مكان مجسمي الذي عدّل عليه .. ووقفت بجانب المجسم
لعل ذلك يعطيه لمحة معينة في حال كانت قد نسي ..
فوجدت الكائن الآخر قادم , الذي كان يحني رأسه لمجسماته .. ينظر
إلى المجسم , ويحني رأسه من جديد لذلك الكائن !
حاولت أن أجعل الصورة تكتمل في رأسي , ولكني ذهبت إلى بقعة مختلفة
وأخذتهم معي , فعندما وصلنا إلى مقبرة المجسمات , كذلك رأيته يحني رأسه
للمصمم المجسم من جديد ... ما هو الشيء الملفت فيه ؟
فنظرت إلى الشخص , وسألت نفسه , هل لديه ذاكرة ؟ .. لم أجد الجواب ..
ولكن الموضوع لن يقتصر سوى على أنه ليس لديه ذاكرة أو يعاني من مرض يخصها ..
قررت أن أخرج من صحبتهم , واعود لكي أجلس مع نفسي وأرتاح .. فلقد
مللت من المجسمات المتشابهة , حيث لا يميز واحد منهم عن الآخر .. وقررت أن
أسرح بخيالي وأتذكر عالمي , وربما أنام قليلا ً.. ولكن قبل ذلك , بما
أنني مؤقتا ً في عالم لا يوجد فيه أسماء , قررت أن أسمي ذلك الكائن صاحب
المجسمات , مستر دي جا فو , وصاحبه الذي يحني رأسه مستر تصفيق ..
.
.
- يتبع -

[ ... ]
** أين أنا ؟ **

المولود الجديد يصل إلى هذا العالم , بإستغراب تام .. نظرت من حولي بعيناي الكبيرتان !
فوجدت أشياء غريبة , وكبيرة .. جديدة .. لم أشاهدها من قبل ..
عادة ما يكون المكان الجديد مُوحش , يظهر وكأنه قليل الضوء بالنسبة لك , ولكن بعد
أن تألفه يصبح بشكل عادي , وهي تجربة خاصة .. فعندما وصلت إلى عالمي الجديد
وجدت الكثير من الأشياء التي لدي حاجة إلى التعرف إليها ..
بدأت أقترب منها , وأنظر إليها .. ليس لدية الكثير من القدرة
على التحليل , ولكني سوف أحاول ..
أغلب ما يمكن للطفل أن يفعله هو تقليد الآخرين فيما يفعلون ..
والحل الثاني هو بان يتم تلقينه الاشياء .. فلن يقدر على السير إلا بالتلقين !
ولكن على الأقل بدأت في إكتشاف معالم هذا المكان الجديد الذي
دخلت إليه الآن ..
** المحاولة **

البداية لا بد أن تكون تافهة , ومحاولات يائسة مني في هذا العام الجديد من
أجل التأقلم .. مبهور بكل ما يحصل , حيث لا يوجد شيء للمقارنة !
فنظرت بشكل عام , فوجدت أشياء لامعة براقة
تشد الأنظار إليها بشكل كبير .. وكطبيعة أي وافد جديد
إلى هذا العالم .. كانت مبهرة وغاية ..
وجدت أشخاص آخرين , مختلفين في الحجم , مختلفين في الصورة ..
مثال أعلى بالنسبة لي في تلك اللحظة التي خبرتي وذاكرتي تساوي صفر ..
بدأت بمحاولة تقليدية للآخرين , عسى أن أقدر على أن صنع ما
يصنعون , وعلى أن أحصد ما يحصدون ..
جاءت المحاولة , وكان الإنتظار .. ولكنها باءت بالفشل بكل تأكيد .. وكانت
حالة سيئة بالنسبة لي , وكأي مولود جديد بدأت بالبكاء على حالي ..!
ماذا أفعل ؟

[ الإســــتــــمــــرار ]
** الإصرار **

لا بد من أن يكون هناك سند للوافد الجديد إلى هذا العالم , لكي يستمر ويبقى .
فلا يمكن أن تتعلم كل شيء لوحدك , لا بد أن يعطيك
شخص ما الخطواط الأولى من أجل الإستمرار !
فأنت في عالم غريب عنك , أنت بحاجة إلى نصيحة , وإلى شخص يمد لك
يد العون لكي تضع القدم الأولى على الخط الصحيح ..
وجدت ذلك المساند , أعطاني يده .. وقال لي كيف يجب أن أسير ..
وبدأت في المحاولة .. شجعني عندما قدمت شيء خجول .. وعاقبني
عندما أخطأت لكي أتعلم , ولكي لا أتساهل ..
ذلك الشخص الذي يعطيك يد العون في البداية , لا بد أن يصبح
بالنسبة لك قدوة ومثل أعلى .. دائما ً ما تتمنى بان تصبح في يوم
نفس ذلك الشخص , أو على الأقل شيء قريب منه ..
** الإنطلاق **

في الإنطلاقة , هناك دائما من يهدم خطواتك , وآخرين يرحبون بها ..
لأسباب أو لأخرى , ذلك هو ما يحصل دائما ً..
يطلق مساعدك يدك لكي تمضي بنفسك , وبالإعتماد على ذاتك
بدون الحاجة إلى مساعدة , وتكون تلك هي خطواتك الشخصية الأولى ..
إنطلق , الساحة الآن لك .. أرنا ما لديك ..
وها فعلا ً إنطلقت , ووضعت هدف أمامي .. بأنني أريد أن أنطلق
لكي أسجل إسمي في هذا العالم كما سجل من ساعدني ومثلي الأعلى
إسمه هنا , وأستمر في الإصرار والتقديم والعمل .. حتى النهاية ..
وطبعا ً كل الشكر يجب أن يكون لذلك الشخص الكبير الذي ساندني
ووقف إلى جانبي ونصحني , ولو أن كلمات الشكر قليلة بالنسبة له ,
وأعتذر طبعا ً عن ذكر إسمه , بطلب خاص منه , وكذلك هو ليس موجود بيننا ..
.
.
- يتبع -

[ الأبـــكـــم - نــــظــــريــــة الــــمــــقارنــــة ]

الأبكم أو الأصم : هو شخص ليس لديه حاسة السمع .
لنتخيل بأن هناك شخص وُلد أصما ً.. أي بأنه في حياته كلها لم يسمع منذ
أول يوم له .. وأتينا بهذا الشخص ووضعناه منذ ولادته ووضعناه في غرفة مغلقة
يتم العناية به من قبل شخص لا يتحدث معه أي كلمة واحدة ..
ومرت السنوات وأصبحت هذا الشخص شاب .. ومازال في هذه الغرفة .. ولم يشاهد
أي شخص يتحدث مع أي شخص آخر ..
هل سوف يشعر هذا الشخص بانه لديه نقص ؟
ربما السؤال سوف يكون صعب للإجابة عنه .. وربما يحتاج إلى إختصاصي إلى ذلك ..
ولكن إذا فكرنا بالأمر بشكل منطقي , سوف نجد بان هذا الشخص لم يسمع ولم يشاهد
أي شخص يتحدث مع شخص آخر أمامه , ولم يحتاج في يوم من الأيام إلى حاسة السمع
فكيف سوف يشعر بأن هناك حاسة ناقصة لديه ؟
الجواب إذا ً هو بانه لن يشعر بانه لديه نقص .. وما السبب في ذلك ؟
السبب هو بأن من يولد أصم يختلف عن من يفقد سمعه بعد الولادة بفترة !
لأن الثاني لديه شيء لكي يقارن به , فلقد كانت حياته مليئة بالاصوات وفجأة إخفت !!
اما الأول فليس لديه شيء للمقارنة وبالتالي لم يختلف الوضع بالنسبة له ..
هي نفس الحالة بالنسبة لحياتنا اليومية , من يتحدث عن الزمن الجميل للأفلام ,
للإبداع , للفن بأشكاله وبأنواعه , لكرة القدم وغيرها من الأمور .. السبب في
ذلك بأنه لديه ما يقارن به , بينما أبناء الجيل الجديد ليس لديهم ما
يقارنون به وبالتالي لا يعتبرون بانه يوجد شيء غريب !

[ الــــعـــِــــلــَـــــــــة ]

سنوات وجودي هنا في هذا العالم والمشاهدة .. في البداية كان المنتج الذي أراه
أشبه بالمثالي .. أستهلك من وقتي وأنتظره كل إسبوع بكل شوق لكي أرى كيف سوف
تكون الأحداث في الإسبوع التالي ..
مرت بضع سنوات , وبدأت الأمور تصبح اسوء بالنسبة لي .. وربما بالنسبة
للجميع .. لا أعلم إذا كانت الأمور فعلا ً بهذا السوء .. أم أن المشكلة هي بأنني بدأت
مقارنة الحاضر بالماضي الذي شاهدته وكنت أنتظره !
فعندما كنت أشاهد العروض في البداية , كنت أرى الأشياء للمرة الأولى .. وبالتالي
مهما كانت , فهي جيدة .. لا يمكن أن أقول بأنها كانت أفضل في السابق , لانه لم يكن هناك " سابق "..
وبالتالي كنت في ذلك الوقت كالمولود أبكم , لا يعرف ولم يسمع أي شيء في السابق وبالتالي
لا يظن بانه يوجد هناك شيء خطأ ! فذاكرتي فارغة من المادة التي يمكن المقارنة بها ..
ولكن مع مرور الوقت , أصبحت الذاكرة مليئة بالأحداث التي كان ذهني قد صنفها على أنها جميلة ..
وبالتالي أصبحت هناك تلك العلة , فلقد أوجد في رأسي برنامج ما يعمل على مقارنة
كل شيء يراه أمامه بذلك الماضي المحفّظ في مكان ما في ذاكرتي اللعينة !!
كلامي ليس معناه بأن الأمور بأفضل حال وبأن المشكلة في المشاهد .. ولكن كذلك
هناك مبالغة في بعض الاوقات في توصيف الأمور منا , وذلك من خلال مقارنة الأشياء
في أزمان مختلفة وظروف مختلفة .. فعندما تبحث عن شيء قديم لن تشاهد
الناس تستذكر إلا الجيد والرائع , لأن السيء في طي النسيان ! [1]

[ لا يـــــشــّـــــــــوه ]
** التاريخ **

هناك الكثير من الموجودين في هذا العالم طبعا ً لا يعلمون بتاريخه ..
في 2006 , مر هذا العالم بأسوء حالة له حتى يومنا هذا ..
لا أريد نفث الغبار عن كتاب التاريخ , ولكني كنت جزء من ذلك العام ..
هناك محطات في هذه الحياة , عندما تكتشف فيها الصديق الحقيقي
من الآخر الغير حقيقي .. هناك من قال بأن " الصديق وقت الضيق "
وهو مثال لا لبس فيه بالنسبة لي , وبعد ما حصل في ذلك العام
علمت بأنه لا يمكن أن يكون هناك لبس فيه أبدا ً..
عندما يمر وقت على الوافد الجديد , يتأقلم مع المكان , ويصبح جزء منه
يصبح كذلك جزء من المشاكل التي تحصل فيه .. فهناك وقت حين
تقع في مشكلة ما , وتحتاج لكي يكون هناك أحد بجانبك .. فالكثرة تغلب الشجاعة !
** الصديق **
يقال بأنه لا يمكنك أن تحصل على مئات الأصدقاء الحقيقيين .. هذا الكلام صحيح ,
إن الأصدقاء الحقيقيين لك والذين سوف يقفون معك في وقت الضيق , هم قلة ..
وربما تحتاج لكي تمر بأوقات عصيبة من أجل أن تكتشف ذلك ..!
خصوصا ً عندما نتكلم عن عالم مثل عالمنا هنا , فإن الأمر أصعب جدا ً
لأن الصديق من الممكن أن يختفي فجأة حيث المعرفة هنا ليست حقيقة شخصية 100 %
Darkness horse WhItE DaRkNeSs
من الصعب أن يقف شخص مع الحق أمام البطال , خصوصا ً عندما يكون
ذلك البطال هو الأكثر عددا ً والأكثر قوة والأكثر سلطة ً .. وعندما يفعل
شخص ذلك , لا بد أن يكون هو الصديق الفعلي لك ..
قصتي مع صديقي محمد " دراكنس هورس " صداقة مستمرة منذ
7 سنوات وحتى اللحظة .. هو الصديق , هو المناصر للحق .. هو الذي
لا يناصر الباطل القوي ضد الحق الضعيف ! هو الذي لا يقف على الحياد
ولا يراقب الوضع بدون تدخل , لكي لا يقع في شراك اللعبة ..
هي محطة أعتز بها في حياتي في هذا العالم , ولو أن عمري
الإفتراضي في ذلك الوقت لم يكن قد وصل أكثر من عام واحد ..
ولكني في ذلك العام قدرت على أن أحظى بصداقات كبيرة على رأسها
الشخص الذي ساندني وكذلك صديقي العزيز حتى اللحظة ودوما ً محمد ..
محمد كان صديقي الوحيد , عندما رفض أي شخص آخر أن يشاع بانه
له أي علاقة بي .. لأنها كانت تهمة في يوم من الأيام ..
هل يذكركم ذلك شيء ؟
.
.

[ صــــــداقــــــــــــة شــــــوّهــــــــــت ]

واحدة من الصداقات البارزة جدا ً في عالم المصارعة الحرة وفي
WWE بشكل خاص , هي تلك التي جمعت بين شون مايكلز وتربل أتش ..
عندما نتحدث عن شون مايكلز , فشون 2010 و 2003 هو ليس
شون 97 وما قبل ذلك .. فكان الوضع مختلف تماما ً..
هناك كان وقت بحسب كلام شون مايكلز حيث لم يكن وجوده سهل في
مكان ما .. حيث لم يكن هناك الكثير من الناس الذين يريدون بان يكونوا
أصدقاء له .. ولكن كان هناك شخص واحد بجانبه ..
كان هناك وقت حيث كان لا يوجد أي شخص يريد ملامسة شون مايكلز !
ولكن في ذلك الوقت كان تربل أتش يقف إلى جانبه .. هي قصة شبيهة
جدا ً بقصتي مع صديقي في الفقرة السابقة .. طبعا ً في هذه الحالة يكون هو
تربل أتش ويكون محدثكم شون مايكلز ..
( طبعا ً هو أفضل مني بكل الاحوال ولكن حالة شون هي الأقرب لحالتي )
في أنواع الصداقات التي إستغلها الكثير من الناس , ووضعها في إطار
المصلحة الشخصية .. طبعا ً كل ذلك كلام سوف أحدثت عنه في فقرة
عن التطبيل والتزمير !
ولكن الغريب بأن كل الناس علمت بحقيقة هذه الصداقة إلا شون مايكلز ! [2]

[ الارقـــــــــــــــــــــام ]
** إختلاف العصور **

كيف إختلف عالمي ؟ ولماذا أصبح هكذا ؟
لماذا إختلفت المعايير ؟ لماذا إختلف التقدير ؟ وأين أصبحنا ؟
وضعت مقارنة بين الماضي والحاضر .. ففوجدت العجب العجاب !
أين كنا وأين أصبحنا ؟ ولماذا إختلفنا ؟
ما هو التطور ؟ وكيف نعرفه ؟
أصبحنا نرمي بكل شيء على التطور ؟ وعندما نتكلم عن كيف كان العالم في
الماضي وكيف أصبح في الحاضر ؟ فيكون الجواب السخيف مباشرة , لقد تطور العالم !
هل التطور يعني الإنحدار ؟ هل التطور يعني التساهل ؟ هل التطور يعني إختلال
الموازين والقيم ؟ ما هو التطور ؟ ألا يفترض بان يكون التطور خطوة إلى الأمام وليس الخلف ؟
** هل تعلم ؟ **

قليل من الناس الآن يعلمون كيف كان هذا العالم قبل 8 سنوات ..
ولكن هناك من يعلم .. هم قلة , لا يتجاوزن أعداد أصابع اليد الواحدة ..
هل تعلم بأنه واحد من أفضل الأعضاء في تاريخ المنتدى : نقاطه = 186 ; مشاركاته= 5460
وآخر : نقاطه = 3500 ; مشاركاته= 15498
وآخر : نقاطه = 5649 ; مشاركاته= 30511
هل تعلم بانه منذ 8 سنوات , إذا وضعت موضوع واحد كل يوم بهذا العالم ,
فأنت سوف تحصل في نهاية الشهر على عضو الشهر , وسوف تحصل على تنويه ...
يبدوا الأمر سخيف عندما تسمعه اليوم .. ولكن
العكس هو صحيح , السخيف هو اليوم وليس ما تسمعه ..
** التقدير **

من الأرقام في الأعلى إلى التقدير هنا .. في عالمنا هذا , عالم كان وأصبح ..
لم يكن مثالي , ولن يصبح مثالي ..
التقدير هو شيء ينتظره كل الناس على الأفعال التي يقومون بها في عالمي هذا ..
التقدير والنتيجة هي شيء ينتظره كل شخص من أي حركة يقوم بها ..
هناك من يتحسر في عالمي هذا على التقدير , وربما يحصل زعل ومشاكل
على تقدير أعمال بعض الناس ..
بالنسبة لي .. شاركت في المنتدى من 2005 حتى 2008 ..
لم أحصل على أي (
) قبل آخر أشهر في 2008 ..
أي بعد 3 سنوات من تواجدي في المنتدى ..
وكانت بعد كتابة تاريخ عن مباراة من نوع خاص من 41 فقرة ..
كفانا تقديرات زائفة .. متى كانت الأرقام تتكلم عبر تاريخ هذا العالم ؟ يهرع الناس
وراء الأرقام , وراء الكمية .. الكميات الزائفة ..
هناك حلول أفضل من كل الذي يحصل في عالمنا للكميات , ويمكن أن أقترحها
لأي شخص يريد ذلك , ولكنها تقلب صورة المكان من شيء إلى آخر ..
فيختلف عالمنا ً تماما ً , ويتحول وينسى تاريخه ويتحول إلى مكان لا يشبه ما كان عليه ..

[ ذهـــــــــبَ بــــــــــدون ذهـــــــــــــبْ ]

متى كان التقدير والأرقام هي التي تتحدث عن ماهية شخص ما ..
كثيرة هي التقديرات والتكريمات لأشخاص لا يستحقون , وكم كان هناك علماء
ومفكرون لم يكرَموا ولم يسمع بهم العالم , بل قتلوا فقط لأن تفكيرهم مختلف عن رأي المقييم !
خذ شون مايكلز مثالا ً .. مصارع حصل في طوال مسيرة 20+ من الأعوام على
4 ألقاب كبيرة فقط ..
الأهم من ذلك : مجموع أيام شون مايكلز بالأحزمة الـ 4 لا تصل إلى 434 يوم ..
هل رأيت ذلك الرقم ن قبل ؟ هل سمعت به ؟
نعم هو عدد أيام إحتفاظ سي أم بانك بقلب الإتحاد لفترة واحدة في مسيرته ..
قصة شون مايكلز هي عبرة للكثير من المصارعين .. للكثير في الحياة ..
التقدير هو ليس الهدف من وراء العمل الذي تقوم به ..
ليس المهم بأن يعلق أسمك على الواجهات , وبان يذكر إسمك في الصحف
أو في الأماكن العامة .. المهم ليس بأن يتم تكريمك ..
المهم ليس عدد النياشين والاوسمة التي تعلق على صدرك ..
كل ذلك ليس مهم ..
المهم هو أن تؤدي عملك بالطريقة التي أنت تكون راضي فيها عن نفسك ,
وأن تكون تقوم به على أكمل وجه .. وأن يكون بالشكل المطلوب .. حتى لو كان بلا مقابل !
لا أعلم لماذا لم يحصل شون مايكلز من 1998 حتى 2010 سوى على
لقب واحد فقط .. ولا يهمني كثيرا ً أن أعلم ذلك السبب .. ولكن ما أنا شبه
متأكد منه , بانه لم يأتي بيوم من الأيام ليتذمر ويقول بأنه يريد لقب ما ,
أو لكي يطالب بان يكون في مكانة ما في الكارد أو بصفة أو سيناريو معين !
وبالتالي ما حصل عليه لا يعتبر شيء .. فهو ذهب ( أي رحل ) بدون ذهب ( أي أحزمة )
فمكانته بالنسبة لجمهور المصارعة كبيرة جدا ً..
لم يكن بحاجة إلى 16 لقب عالم مثل ريك فلير لكي يكون الأفضل , لم يكن بحاجة إلى 13
لقب مثل تربل اتش لكي يكون البطل .. لم يكن بحاجة لان يكون صاحب أطول مسيرة
بالحزام لكي يذكر ! لم يكن بحاجة إلى المين إيفنت لكي يذكر !
فحتى لو إفتتح العرض مباراته ستكون الأفضل , لو كانت ضد مصارع ميد كارد
ستكون الأفضل , ولو كانت مين إيفنت سوف تكون الأفضل , لأنه ببساطة الأفضل .. [3]

[ كــــهـــــربـــــاء الـــــــرأي ]

رأي .. رأي .. رأي .. رأي ..
نسمع هذه الكلمة كثيرا ً.. هذا " رأيّ " وأنا حر فيه ..
هناك فرق كبير بين الرأي والحقيقة .. فالرأي ليس بالضرورة أن يكون حقيقة ..
والحقيقة لا يمكن أن تكون رأي .. هذا أمر بديهي ..
من المحطات اللافتة في حياة عالمنا هذا , هي تلك المحطة التي تحول فيها الرأي من
إنطباع شخصي إلى إنطباع متنقل عبر الأجسام .. وهذه حالة ومشكلة منذ سنوات ..
ما معنى هذا الكلام ؟
عندما أعود بذاكرتي إلى الوراء .. سوف أجد بانه كان هناك آراء غير موجود عن
أحداث معينة في عالمنا هذا .. بالرغم من أنها أحداث سابقة لذلك الوقت وإنتهت
في وقتها , ولم يكن لها أي إمتدادات لكي يكتشفها الإنسان من خلال ما بعدها ..
رأيّ هو مِلكي وحدي .. لا يمكن أن يكون إقتباس .. الرأي ليس شخص يقف
ويقول رأيه , وفجأة يُعجب الناس بما يقوله فيصبح رأيهم هو مجرد ترداد لرأي ذلك الشخص ..
أليس هذا ما حصل في عالمنا ؟ وكذلك , أليس هذا ما يحصل في حياتنا اليومية ؟
ألا نشاهد فجأة التلفاز , فنسمع رأي ما .. فبقدرة قادر , نكتشف هذا الأمر ..
مثلا ً, إني جالس في العالم العربي , أنظر إلى من حولي .. فجأة أشعر بالملل ,
أشاهد التلفاز , أجد نفسي أسمع رأي شخص ..
هذا الرأي آتى على هواي , وقدرت على تقبل ذلك الرأي , وبالتقبل
لا أعني التأكد منه , ولكن أعني بأنه رأي أتقبل أن أسمعه !
فجأة , إنسخ ذلك الرأي , وأضعه في رأسي ويصبح رأيّ الشخصي !
منذ متى أصبح الآراء كالكهرباء ؟ ومنذ متى أصبحت عقولنا ليس عازلة لهذه الأشياء
وتنتقل عبرها الآراء من شخص إلى آخر ..
وهي , كأن يخرج شخص جالس في أقصى الأرض , ويقول رأيه في حدث ما أو شخص
ما موجود في أقصى الأرض من الجهة الثانية !!
لا يمكن لإنسان عاقل أن يتبنى رأي ويعتبره حقيقة ..

[ الــــتــــطــــبــــيــــل والــــتــــزمــــيــــر ]

في سياق نفس الحديث في الأعلى نصل اللى التطبيل والتزمير !
أردت أن أعود بذاكرتي إلى خانة زمنية من أوقات المنتدى , وأتذكر كيف
كانت الآراء الموجودة في هذا المكان .. وكيف إختلف ذلك الأمر مع مرور الوقت !
** هل تعلم ؟ **
هل تعلم بأن أغلب الآراء الموجودة في يومنا هذا كانت غير موجودة قبل 8 سنوات ؟
هل تعلم بأنه قبل 8 سنوات لم يكن أي شخص يتحدث إلا بالإيجاب عن الروك ؟
هل تعلم بأنه قبل 8 سنوات لم يكن هناك أي أو الكثير من الذين يقولون بأن تربل أتش مضخم ؟
هل تعلم بأنه من 8 سنوات لم يكن هناك أي شخص يتحدث عن دور ستيفاني في مال وصل إليه أتش ؟
هل تعلم بأنه قبل 8 سنوات كانت كلمة مضخم شبه غير موجودة في قاموسنا ؟
** الإكتشاف **

في يوم من الأيام , خرج عضو ( لا أذكره والموضوع ليس شخصي ) في عالمنا هذا , وقرر
بانه قد إكتشف أمر ما .. أو ربما قرأ عنه أو شاهده في DVD ما .. وقرر بأن يقول للجميع
في المكان هذا , بأن تربل أتش مصارع فاشل وحصل على كل شيء بسبب زواجه من ستيفاني ..
طبعا ً , هناك عقول غير عازلة تسمع الآراء وتتبناها وفجأة تصبح ترددها .. لم يمر وقت طويل
حتى أصبح أعداد الناس الذي يرددون بان تربل أتش مصارع فاشل وكل ما أنجزه في حياته
المهنية كانت بسبب زواجه من ستيفاني .. كيف علمت ذلك ؟ " إن الأمر واضح ! "..
قرر شخص في يوم من الأيام أن يخرج لكي يقول بان أحد إكتشافاته العظيمة حول
حادثة مونتريال وتقبيل شون مايكلز لمؤخرة مستر مكمان هي سبب لكي ينتقده ويقول
عنه كلامي قاسي لا أريد أن أقوله هنا ..
وفجأة تعمل كهرباء الرأي وينتقل إلى الكثير من الناس التي تبدأ بترداد هذا الكلام .. !
وربما لا يريد أحد من الأشخاص رؤية بريت هارت عامل في إتحاد مكمان 2010 ..
كابوس كان على بعض الأشخاص فعلا ً ..
كما قرر الكثير من الأشخاص قول آرائهم .. ولكن ليست المشكلة في أن تقول رأيك ..
المشكلة هي في من يقرأ هذا الرأي ..
المشكلة بان تكون غير صاحب رأي .. المشكلة بأن تقول رأيك في شيء لا
تعرف عنه شيء .. المشكلة في كهرباء الرأي التي تنتقل إليك عندما تسمع رأي ما
يسير على أهوائك !!
لماذا يصبح الكثي منا مطبلين ومزمرين لأصحاب الآراء الأساسيين !!
تحدث فيما تعلم .. ليكن لك رأيك الخاص في أمر ما ... إقرأ , إبحث , تأكد ..

** الخطر **

لم أقدر أن أستمر في الخيال وعالمي القديم , وعدت إلى الواقع الذي أنا فيه .. في المكان
الغريب .. وقررت المضي , فالركون في مكان واحد أمر ممل , وبالأخص عندما تكون
لوحدك والوضع موحش للغاية ..
سرت بعض الوقت حتى توقف عند لافتة معينة .. إستغرب لرؤية لافتة ..
فإقتربت منها , وإذا عليها علامة خطر الموت .. ونظرت إلى المكان الموجودة
فيها , فوجدت بان طبيعة السطح الذي أمامي مختلف , حيث من الواضح
بأن ما أمامي هو أشبه بحقل ألغام ما أو شيء خطر مماثل !
إستغربت كيف يمكن أن يكون هناك ألغام هنا كذلك ! وكيف يمكن أن
يكون هناك أمور مشابهة لعالمي مرة جديدة .. حاولت أن أسير بشكل
إتجاهي يمين أو يسار حتى أرى إذا كان هناك طريق آخر
للوصول إلى الجهة المقابلة ولكن بدون فائدة والمكان كله مشاكل
وداخل ضمن إطار الحقل الخطر ..
قررت أن أجلس بجانب المكان .. حيث لا يوجد شيء لكي أقوم به ..
وفي ظل ذلك , سمعت صوت يقترب مني , وتحول الصوت إلى
أصوات .. مجموعة من الكائنات إقتربت من المكان ..
الكائنات تسير ومن الواضح بانها سوف تقطع الحقل !!
وحدات من الوقت تفصلني عن رؤية ما هو الخطر في هذا الحقل
وسبب تواجد اللافتة في هذا المكان .. وبدأ الكائنات بالعبور ! لم يحصل شيء
في البداية .. وإستمرت الكائنات بالمسير , ووصلوا فعلا ً إلى الجهة المقابلة !!
إستدار واحد منهم , ونظر إليّ .. وثم عاد وأكمل طريقه ..
لم أفكر في الخيال بان هذا الحقل قد يكون خطر عليّ لي وحدي
لأنني غريب عن المكان , بينما سوف يكون عادي لتلك الكائنات .. وسرت
وكان الخوف يتملكني مع كل خطوة !! وفعلا ً , وصلت إلى الضفة المقابلة ..
بعد الوصول إلى الضفة الثانية , نظرت إلى المكان .. وجدت كذلك مقبرة من
المجمسات المشابهة لتلك الموجودة في الضفة الأولى .. فإبتسمت بسخرية
واكملت طريقي لكي أكتشف المكان ..
للأسف , لم أجد الكثير في هذه الضفة التي الوصول إليها كان خطر كبير ..
وقررت الإستراحة هنا قبل ان أعود أدراجي من حيث أتيت !
** الإحتمال **

بعد النوم الطويل , إستيقظت من جديد .. حاولت أن أتذكر ما حصل قبل النوم ..
وعلمت بأنه كان عليّ أن أعود من جديد إلى الضفة الثانية ..
الملفت , بأنني عندما ههمت بالعودة , وجدت أمامي مجموعة من الكائنات كذلك
تريد العودة .. لم أعلم إذا كانت نفسها التي قطعت في السابق , فلا يمكن تمييزها !
فوقفوا أمام الحقل , وإنتظروا قليلا ً , وبعدها ذهبوا لقطع الحقل وفجأة !
.
.
.
إبتلع السطح أغلب المجموعة بينما تراجع من كان في الخلف !!
منظر مهول كان في تلك اللحظة , وذلك الخطر لم يكن ألغام التي ربما غير
موجودة في هذا العالم .. ولكن خطر إبتلاع جوف سطح المكان للعابر فوق هذا الحقل ..
ولكن ما الذي يحصل ؟ بالأمس عبرنا هذا المكان بشكل طبيعي ..
عبرته الكائنات , وعبرته بنفسي ! فما الذي إختلف اليوم !!
حاولت تحليل الأمر في نفسي , وكيف أنهم إنتظروا قبل قطع الحقل في البداية ..
ووجود اللائحة .. ماذا يعني كل ذلك ؟
هل يعني ذلك بأنه هناك إحتمال بان يكون هناك خطر داخل هذا الحقل ,
وبأن هذا الخطر غير معروف الوقت , ومن الممكن أن يحصل في أي لحظة ؟
ربما , وإلا لا يوجد مبرر لوجود اللافتة .. ولا يوجد تفسير آخر
لكون الحقل كان عادي بالأمس وآمن بينما اليوم حصل ما حصل !

[ ليـــــس بـــالــــضــــرورة ]

لا أحب الحديث عن هذه النقطة , ولكني سوف أفعل للمرة الأخيرة !
عندما نتحدث عن الإحتمال , نتحدث عن التصنيف .. تصنيف برامج عروض
المصارع بحسب الفئات العمرية .. مئات المواضيع تحدثت عن هذا الأمر ,
ولكني أريد أن أتحدث عن الامر من زاوية مختلفة ..
الجميع يتذمر من نظام عروض مكمان , والجميع يطالبه بالعودة إلى النظام القديم ..
لو كنا لم نشاهد النظام القديم وكان في ماضي بالنسبة لنا , لكنت قلت بأنه
يحق للشخص التخيل بالعودة إلى شيء هو في خياله أفضل ..
ولكن , عندما تكون فترة عاصرناها , فيجب أن نتوقف قليلا ً عند هذا الأمر ..
لقد شاهدنا عروض التصنيف القديم في 2004 و 2005 و2006 !
كم مرة شاهدت عرض الرو حيث تسيل الدماء من مصارع ما ؟
لا تذكر ؟.. ليس كثيرا ً .. كم مرة شاهدت مباراة من نوع عادي تسيل الدماء فيها ؟
في المناسبات !
طيب , لدينا الآن الإمباكت في الإتحاد الآخر .. العرض تصنيفه مثل
" تصنيف الأحلام " بالنسبة لنا ..
وشاهدت الكثير من عروض الإتحاد .. كم مرة خرجت الدماء من المصارعين ؟
كم مرة تم إستعمال الحركات العنيفة ؟
ما هو العنف ؟
يريد أحد ان يقنعني إذا ضرب شخص المصارع على رأسه
سوف أشعر بأن العرض أفضل مما أذا ضربه على ظهره ؟
يريد أحد ان يقنعني بانه إذا سالت الدماء من مصارع في عرض
الرو سوف أشعر بأن العداوة أفضل والعرض ممتع أكثر ؟
التصنيف القديم لا يعني بان العنف إجباري ! يعني بان هناك إمكانية لإحتواء
البرنامج على عنف !! والإتحاد لم يكن يستعمل ذلك من أجل الدماء ولا من
أجل الضرب بالكرسي على الرأس , كأن ذلك إنجاز عظيم !
الإتحاد كان يستعمل ذلك للقطات الخارجة أكثر من أي شيء آخر ..
التصنيف القديم ممكن أن يبقى , وممكن أن لا نرى منه أي شيء كتطبيق ..
وحتى تطبيقه ليس له تأثير كبير على ما نشاهد ..
وكما قلت , أغلب إستعمال التصنيف هو للإيحاء والمشاهد الخارجة ..
ولا أظن بان حلبة المصارع هو المكان المناسب لذلك ..
المشكلة لم تكن ولن تكون يوما ً ما في التصنيف ..
رأيت مباريات رائعة وعداوات رائعة في ظل تصينف الحالي .. [4]

[ لا تـــعـــرف قـــيـــمـــة ما تـــمـــلـــك ... حـــتـــى تـــفـــقـــده ]

عادة ما لا يتحدث الشخص عن منافسه , لكي لا يعتبر الأمر تملق .. ولكن ذلك
إذا كان المنافس غريب عنك , أو علاقتك به ليست قوية ..
ولكن عندما أتحدث عن منافسي اليوم , فأنا أتحدث عن ثالث أقدم صديق أعرفه
في عالمنا الصغير هذا وموجود معنا ( الأول , علي - TripleA Mr_Em . الثاني : ALGS )
وهو خالد FeBo_8 ..
خالد المشاكس في الزمان البعيد , كان ومازال .. صديقي ..
وواحد من أكثر الأشخاص الذي تواصلت معهم في المنتدى على مدار 8 سنوات ..
لا فرق بيني وبينه في النهاية , سواء أكانت الجائزة له او لي , في النهاية
سوف تكون في منزل واحد , وفي غرفة واحدة ..
وإذا حصل عليها أوسيد , فسيكون أفضل لي ولفيبو .. 

إنك لا تعرف قيمة ما لديك حتى تفقده ..
قبل أكثر من 7 سنوات , كان هناك شخص لا يعرفه قيمته الكثير من الناس ..
كان شخص عادي , ليس له أنصار ولا مشجعين إلا القليل ..
كنت واحد منهم , ومازلت ..
هو
كريس جيريكو !
في 2005 , كان عدد مشجعين كريس جيريكو هنا في عالمنا الصغير لا يتجاوز
أصابع اليدين ! وعندما رحل , لم يتأسف الكثير على رحيله ..
ولكن بعد ذلك الرحيل أحس الجميع يقيمة هذا المصارع ! وكان
الكثير يطالب بعودة كريس جيريكو .. فذلك كان خير مثال على معرفة قيمة
الشخص بعد الغياب ..
والآن , هناك مشجعين لكريس جيريكو في عالمنا الصغير هذا أكثر مما كان في
أي يوم من الأيام .. ليس السبب بانه الآن أفضل مما كان عليه في السابق ! وليس
لان خبرته زادت .. ولكن لأن الغياب جعل الناس تعرف ما هي قيمته .. [5]

[ " وِحـــشـــة أوي ... بـــس حـــشـــربـــهـــا " ]
** مسرحية **

هي من اللقطات الكوميدية التي لا يوجد لها أي علاقة بالموضوع ولا بالمصارعة ..
لمن لا يعرف اللقطة , ببساطة هي بان الممثل على اليمين يشرب " كوكا كولا " في
المحكمة , بينما موظف المحكمة على اليسار ينتظر منه أن يعطيه البعض منها .. 
الممثل على اليمين , لمرات عديدة يوحي له بانه سوف يفعل ذلك , ولكن لا يفعل ..
وفي إحدى هذه المرات يقول له " وِحشة أوي ... بس حشربها " .. [6]
ما يشربه سيء جدا ً .. ولكنه سوف يكمل شربه إلى النهاية ..
هل تفكر فيما أفكر به ؟
** وطني **
آااهٍ .. يا وطني ..
حالك سيء , وضعك مهتري .. أناسك ضاقت بهم الدنيا واجتمعوا في الميدانِ ..
لم يعرفوا ما قالوا و ما فعلوا .. هتفوا بان كل ما يريدونه هو كرامة الإنسانِ ..
صرخوا .. صرخوا .. لم يسكتوا .. كفى لن نحتمل كل هذا الظلم في البلاد بعد الآنِ ..
إستمروا , لم ييأسوا ! حشدوا وإحتشدوا , والصوت عال ٍ والكلمات في البيانِ ..
حالك الآن يكويني .. أكان كذلك منذ تكويني ؟ لا أعلم , ولكني أنظر إلى الدماء فــتــُــبكيني !

هل عالمي هذا وطني ؟ هل قدر عليّ أن أبقى فيه , وأعيش في طيات ظلمه وظلامه ؟
هل قدر عليّ أن أجلس وأتعذب وأقهر ؟ .. هل أنا مرغوم على أن أبقى فوق ترابه ؟
حاله سيء .. لماذا لا أرحل ؟ وأنتقل إلى مكان أفضل ؟
هذا حالنا .. لم أرَ في حياتي شخص يشرب كل يوم شيء لا يعجبه !
حال عالمنا سيء ..
وحال العروض سيء .. حال الرياضة التي نشاهدها سيء ..
ولكن , إذا كانت سيئة , لماذا تشاهدها ؟
لماذا تشاهد قمة الملل ؟ وقمة الفشل !!
إما أن تقييمك فيه مبالغة .. وبالتالي يجب تصحيح ذلك التقييم ..
أو أنه لدينا مشكلة في مشاهدة منتج سيء .. بدون حتى وجود
لدينا أمل بان يتحسن ولهذا ننتظر التحسن ..!
هل الخروج من هذا العالم صعب لهذه الدرجة ..؟
لدي شعور كبير بان شعبية المصارعة تتراجع بسببنا
..
إذا دخل شخص إلينا هنا ورآنا نتحدث بالطريقة التي نحن فيها كل يوم ,
من الطبيعي بأنه لن يفكر في أن يشاهد العروض .. إذا كانت الإنطباعات
هي " لقد ضيعت وقتي على هكذا مهرجان / عرض " ..
" عرض سيء / ممل / فاشل " ..
" لم أراه .. ولكن أكيد سيء " ..
الكلام ليس حول أشخاص بعينهم , وليس في ذاكرتي من قال هذا التعليق ,
ولكن الكلام هو بشكل عام حول الإنطباعات عن العروض بعد النهاية ..
زبدة الكلام .. لديك خيارين : إما تقييم موضوعي .. أو عدم المشاهدة إذا كان فعلا ً سيء لهذه الدرجة !

[ كــــفــــى !!! ]
هكذا هو عالمنا .. مشوه ! للكثير من الأسباب ..
منها أسباب تعود إلى حياتنا , ومنها تعود إلى طباعنا ! ومنها إلى أهوائنا ..
كثير يقول بانه للترفيه , كثير يقول بانه للصداقة ..
ولكن ماذا عندما يتحول إلى ساحة من الحروب ؟ ساحة من الإقصاء !
ساحة من الفساد ! ساحة من قلة الإبداع ..

يا من شوهت عالمي .. كفى !
ملامحه تغيرت .. قيمه تبدلت .. أشعاره نــظـــمـــت فكــُسرت ! ولم يبالي ..
إبداعاته أخــفــيـت .. أقلامه جفـفـت .. وأفكاره عُدمت ..! ولم يبالي ..
إذا كان هدفكم جنوننا .. فلقد جننا .. إذا كان هدفك خروجنا فلقد
خرجنا ثم عدنا ! إذا كان هدفكم دفعنا إلى الخطأ , فلن نفعل !
وإذا كان هدفكم دفعنا إلى اليأس .. فلن نيأس !
يا من شوهت عالمي .. كفى !
مكانك ليس بيننا .. عرشك ليس فوقنا .. كلمتك ليست الفضلى !
قرارك ليس الحكمة .. كلامك ليش شعرا !
إعترف بالخطأ , فأنت بشر .. إنزل عن عرشك وإسمع ما أقول ..
قد أكون على صواب .. إسمع لي .. لا أريد أن اجلس مكانك , لا أريد
أن أحتل أحلامك .. لا أريد أن أسرق أضوائك ولا تاجك !
إسمع لي , وإنسب النجاح لنفسك ... فليس هدفي سلطانك ..!

** Media Time **
إسناد |
التعريف |
الميديا |
[1] |
أفضل ما في عام 2004 في إتحاد مكمان |

|
[2] |
كلام شون مايكلز عن تربل أتش في خطاب الوداع |

|
[3] |
مقتطفات من جيريكو / مايكلز نو ميرسي 2008 |

|
[4] |
مقطفات من سي أم بانك / سينا ماني إن ذا بانك 2011 |

|
[5] |
طرد كريس جيريكو الليلة التالية لسمرسلام 2005 |

|
[6] |
" وحشة أوي ... بس حشربها ! " |

|

لــــقــــد قــــرأتــــم :
║ يــا مــن شــوهــت عــالــمــي... كــفــى !║

إنــــتــــهــــى
WhItE DaRkNeSs