السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بين الشعب و الشغب, إختلاف تجسده نقطة...
نقطة إستطاعت عديد الجماهير و أخص الذكر بالأوروبية دون سواها في أن تجتاز مخلفات النقطة و سلبياتها, فأضحت عبارة الشعب حقا مشروعا و وصفا مستحقا !! فترى الجماهير مهللة بأهازيج كلها إحترام و تقدير سواء لفريقهم أو للفريق الخصم, و بعيدة عن العبارات النابية التي تحظ القلب ما إن نسمعها عبر شاشات التلفاز أو داخل ملاعبنا الوطنية.
قصة النقطة حوار سيطول و يطول, و لن نصل الغرب إلا إذا تغيرت العقول.
إن كان الإختلاف بين كلمة الشعب و الشغب نقطة, فالإختلاف بين من تجاوزوا الشغب و نحن نقطة أيضا...
فشغب الملاعب تتجاوزه الجمهاير التي تتحلى بالروح الرياضية, وهذه نقطة الإختلاف بين شعوب عاشقة للكرة و شعوب تلج الميدان لغرض تفريغ الكبث الدفين و المولود برفقة مشاعر القمع, فلو تحرر الشارع الرياضي ببلدنا من مخلفات ما تنسجه لهم عقولهم و تسومه لهم أنفسهم, لرأينا جماهير الرجاء و الجيش و الوداد و غيرها, توصف بأرقى الجماهير العالمية.
فلوحات الإبداع ترسم من قبل هذه الجماهير أينما حلت و إرتحلت, فهي نقطة الضوء, لكن ما من مسوغ لأعمال الشغب و العبارات النابية, فجمهور الوداد و الرجاء مثلا, جماهير عالمية وجب أن تتحلى بالروح الرياضية,و هو ما لا يحسب لها لما تشهده الدارالبيضاء و غيرها من المدن من خراب, سواء أتعلق الأمر بوسائل النقل أو الممتلكات العمومية الأخرى...
فماذا لو ؟؟؟؟؟
لو تغيرت العقول و الشخوص..و أضحى الإبداع طاغيا على العقوق و التنكر لصفات اللاإنسانية و التجرد من الضمير ؟
لو أزيحت الأنانية و أصبح الفرد محبا لأخيه و محافظا على رونق مدينته و مدن بلده كافة ؟
الأسئلة و الأجوبة قد لا تنقضي, لكن التغيير ليس بالسهل, فلا هي الثورة كافية, و لا الوعض و النصح كافي...
ففي الأخير, جلنا شب و عاش في وسط غير طااهر, لم أقصد بكلمة طاهر ما مفاده الوسط المتعفن...بل الوسط الغير السليم , فتجد أن الطفل تربى و نشأ و حب التخريب و عشقه سار في دمه, فلا أمه تنهيه عن ذلك و لا أبوه يعضه..بل بالعكس, تذب عباراتهم لآذانهم الصغيرة " ما تذوق حتى واحد, لي ضربك عطييييه..." و غيرها من العبارات التي تجعل الفرد يتنكر لأبناء جلدته فما بالك لوطنه ؟؟
فأبناء الجلدة هم أشخاص و الشخوص ملموسة, أما حب الوطن فهو دفين و مأسور في أعماق القلوب, و لا يرى النور...إلا في حال ؟؟
سب أحدهم ملة الوطن أو الشعب المغربي, عندها يستيقظ الضمير من سباته الدائم لسنين و سنوات عجاف, و يبدأ التهليل بحب الوطن...!!
*- الإلترات و العقلية الفاسدة -*
أضحت الإلترات تفرض نفسها قسرا ببلادنا العزيزة, فأضحى التنافس بينها يضفي على المباريات رونقا و طابعا خاصا, لدرجة أن المتتبع الكريم يستمتع باللوحات التي ترسمه هذه الجماهير...لكن ؟؟
و من الملاحظ خاصة في نقل الرياضية للمباريات, أن الأخيرة تعمد إلى منح الجماهير حقها بأن تجعل صوت الجمهور مسموعا بالموازاة مع صوت المعلق, طبعا هذا ليس تقديسا لعمل هذه القناة الجديدة, فلحد الساعة هي قيد التكوير و إن شاء الله تتحسن مع تحسن الإمكانيات...
لكن و لسوء عملها الحالي أو بالأحرى ضعفه نجازيهم و نجازي المشاهد الكريم بعبارات نابية تتردد لمسامعنا !! سواء أنا المراهق أو الطفل أو الرجل أو المرأة..., فيندى الجبين لما أسمعه رفقة الأسرى, فالجماهير سامحها الله, و رغم التأطير التي تحضى به من قبل الإلترات يطغى عليها طابع الهواية.
و تنددون بالإحتراف ...؟؟ و تطالبون بالإحتراف ؟؟ بل و ترفعون لوحات " الجمهور ها هو , و الفرقة فيناهيا ؟؟ " أو حتى نريد كذا و كذا ...؟؟
بين الواجبات و الحقوق, خط فاصل يسمى العقل, و نحن .....!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بين الحقوق و الحقوق حقوق....لا نكترث لواجباتنا, بل نكتفي بالبحث عن الحقوق, و إن بحثنا عن الحقوق و في خضم الحقوق...أليس من حقي أنا المشاهد أن أستمتع بالمباريات بعيدا عن نهيق البعض في المدرجات بعباراتهم النابية ؟؟
كفانا مطالبا, فليعمد كل منا إلى تحسين ذاته و عندها يمكننا ولوج الإحتراف من بابه الواسع.....
!!!! !!!! !!!! !!!!