في تاريخ كرة القدم الألمانية، قلما شهدنا نادياً يتمتع بسيطرة داخلية قوية مثل نادي بايرن مينشين. لكن خلف الكواليس، كانت هناك صراعات على النفوذ والقرار، لا سيما بين اثنين من أعمدة النادي:
فرانز بيكنباور وأولي هونيس. صراع لم يُعلن دائماً، لكنه ترك بصماته على مستقبل النادي، وعلى مصير عدد من اللاعبين، وفي مقدمتهم الأسطورة لوثار ماتيوس، الذي وجد نفسه معزولاً عن ناديه رغم مسيرته الأسطورية.
فرانز بيكنباور – "القيصر".
يُعد رمزاً للعقلانية والرقي في كرة القدم الألمانية.
قائد ألمانيا الفائز بكأس العالم 74.
مدرب ألمانيا حين فازت بكأس العالم 90.
لعب مع بايرن مينشين 13 موسمًا.
تولى منصب رئيس بايرن مينشين الشرفي، وكانت له كاريزما طاغية داخل الأوساط الكروية.
أولي هونيس – "الرجل القوي".
لعب مع بايرن مينشين 9 مواسم.
اعتزل في سن مبكرة (27 سنة) بسبب إصابة خطيرة في الركبة، تحول إلى إداري ناجح، فشغل منصب المدير العام، ثم رئيس النادي.
اشتهر بإدارته الحديدية ومهارته في التسويق والإيرادات.
كان رجل القرار الأول في النادي لعدة عقود.
لم يكن الصراع مباشراً دائماً، لكنه كان تنافساً على أسلوب إدارة النادي وتوجيهه:
بيكنباور:
آمن بأهمية إشراك أساطير النادي في صنع القرار.
كان يؤمن بأن النادي يجب أن يبقى قريباً من اللاعبين السابقين والرموز.
استخدم نفوذه الكبير للتأثير في قرارات البايرن من خلف الكواليس.
هونيس:
كان يفضل المركزية والقرارات الصارمة.
لم يكن يرحب بكل النجوم السابقين في الإدارة، خاصة أولئك الذين يوجهون انتقادات.
رأى أن بقاء السيطرة بيده يضمن للنادي الاستقرار والتطور.
الضحية لوثار ماتيوس مسيرة عظيمة... ونهاية باردة!
لوثار ماتيوس هو أحد أعظم لاعبي ألمانيا، بل العالم، على الإطلاق: قاد المنتخب الألماني للفوز بكأس العالم 90، حصل على الكرة الذهبية في نفس العام. لعب مع بايرن مينشين 12 موسمًا وكان قائداً داخل وخارج الملعب.
ماذا حدث بعد الاعتزال؟
رغم مكانته التاريخية، لم يتم احتواء ماتيوس داخل النادي. لم يُعرض عليه أي دور تدريبي أو إداري مهم، على عكس زملائه السابقين مثل كارل هاينز رومينيغه أو أوليفر كان أو حسن صالح حميديتش.
دأب على انتقاد إدارة البايرن علناً، سواء في الإعلام أو في مقالاته.
هونيس لم يكن يتسامح مع الانتقادات العلنية من داخل "العائلة البافارية.
2- فقدان الحليف
بيكنباور كان من الداعمين لماتيوس، لكنه لم يعد صاحب النفوذ الأقوى بعد منتصف الألفينات.
ومع تراجع نفوذ بيكنباور، لم يعد هناك من يحمي ماتيوس داخل النادي.
3- أسلوب الحياة المختلف
ماتيوس عاش حياة مليئة بالجدل والعلاقات الشخصية المثيرة للجدل، وهو ما اعتبره البعض لا يليق بصورة نادٍ مثل بايرن ميونخ.
هونيس كان يفضل الإداريين المنضبطين والبعيدين عن الإعلام المثير.
تصريحات تكشف التوتر
لوثار ماتيوس قال في أحد لقاءاته:
"لقد أعطيت كل شيء لهذا النادي، لكن لا أحد اتصل بي أو دعاني لدور فيه، أعتقد أنني أزعج بعض الأشخاص هناك".
هونيس رد بشكل غير مباشر قائلاً:
"ليس كل من كان لاعباً جيداً يصلح لأن يكون مديراً أو مدرباً".
الصراع بين فرانز بيكنباور وأولي هونيس لم يُكتب عنه الكثير، لكنه كان مؤثراً على أرض الواقع، وكان لوثار ماتيوس أحد أبرز ضحاياه. في نادٍ يؤمن بالنجاحات والاستمرارية، كان يُتوقع أن يجد ماتيوس مكاناً دائماً في البايرن، لكن الصراعات الشخصية والاختلاف في المبادئ حالت دون ذلك.
العلاقة بين ماتيوس و هونيس ازدادت سوءًا بعد منتصف التسعينات، تحديدًا عندما نشر ماتيوس كتابًا تحدث فيه بصراحة عن كواليس بايرن، وكان لا يزال لاعبًا في الفريق آنذاك.
ذلك الكتاب بقي عالقًا في ذاكرة هونيس،تم سحب شارة الكابتنية منه وأصبحت علاقتهما غير جيدة منذ تلك الحادثة
وهكذا، يبقى ماتيوس أحد أعظم من أنجبهم البايرن، وأغرب من هم خارج دائرته.💔
بالنسبة لي اعتبر بيكنباور اعظم شخصية ادارية ورياضية بالمانيا نجح كلاعب ونجح كمدرب وكان رئيس ملف المانيا لاستضافة كاس العالم 2006ونجح به ايضا اما هونيس فلا انكر دوره الكبير في جعل البايرن قوي ماليا لكن اعتبره فشل بادارة البايرن وهو احد اسباب التراجع الذي يحصل للبايرن الان فالمقياس عندي هو دوري الابطال وبايرن خلال عشر سنوات حقق دوري الابطال 3مرات على التوالي بينما مع هونيس منذ عام 79 اي خلال 46سنة فاز البايرن بالابطال 3مرات وبالنسبة لي هذا فشل رياضي