توصل فريق بحثي إلى ابتكار لاصق ذكي مرن وقابل لإعادة الشحن يمكنه رصد المشاعر الحقيقية بدقة، حتى عندما يحاول الأشخاص إخفاءها، وذلك عبر تتبع مؤشرات حيوية مثل حرارة الجلد ومعدل ضربات القلب.

إخفاء المشاعر جزء طبيعي من السلوك البشري، لكنه قد يؤدي إلى آثار نفسية خطيرة مثل القلق أو نوبات الهلع. يساعد ابتكار لاصق ذكي مقدمي الرعاية الصحية على اكتشاف الفارق بين المشاعر الحقيقية والمُصطنعة، مما يمكّنهم من تقديم دعم نفسي أفضل.
كيفية عمل اللاصق الذكي
تم تصميم لاصق ذكي لمراقبة عدة إشارات حيوية مرتبطة بالحالات العاطفية:
- قياس درجة حرارة الجلد.
- قياس الرطوبة.
- تتبع معدل ضربات القلب ومستوى الأوكسجين في الدم.
أوضح الباحثون أن اللاصق مزود بأجهزة استشعار تعمل بشكل مستقل دون تداخل، مما يضمن دقة عالية في قراءة الإشارات المختلفة.
الدمج بين الإشارات الحيوية وتحليل تعابير الوجه
لزيادة الدقة، يجمع لاصق ذكي بين:
- الإشارات الحيوية التي يرصدها اللاصق.
- تحليل تعابير الوجه للتمييز بين المشاعر الحقيقية والمُصطنعة.
يتم إرسال البيانات لاسلكيًا إلى الأجهزة المحمولة أو إلى السحابة الإلكترونية، مما يسمح للأطباء بمراقبة المرضى عن بُعد مع الحفاظ على خصوصية المستخدمين لأن البيانات لا تشمل معلومات شخصية.
تصنيع اللاصق الذكي
تم تصنيع اللاصق باستخدام تقنيات مبتكرة:
- طي طبقات رقيقة من معادن مرنة مثل البلاتين والذهب.
- قص المواد بشكل متموج للحفاظ على الحساسية أثناء الشد أو الانحناء.
- دمج أنابيب كربونية مجوفة لامتصاص الرطوبة وقياسها.
- إضافة طبقات واقية مقاومة للماء لحماية الحساسات.
تدريب الذكاء الاصطناعي لتمييز المشاعر
تم تدريب نموذج ذكاء اصطناعي لقراءة المشاعر من خلال:
- جمع بيانات من ثمانية متطوعين أدوا ستة تعابير وجهية رئيسية (الفرح، المفاجأة، الخوف، الحزن، الغضب، الاشمئزاز) مائة مرة لكل تعبير.
- تغذية هذه البيانات للنموذج ليتعلم ربط الحركات الوجهية بالمشاعر المختلفة.
- تجربة إضافية مع ثلاثة متطوعين آخرين أظهرت أن النموذج استطاع تصنيف المشاعر المصطنعة بدقة بلغت 96.28%.
عند اختبار المشاعر الحقيقية أثناء مشاهدة مقاطع فيديو مثيرة للعواطف، حقق اللاصق دقة بلغت 88.83% في تحديد المشاعر.
آفاق مستقبلية للتقنية
يشير الباحثون إلى إمكانات واسعة لهذا الابتكار:
- دعم المراقبة النفسية عن بعد عبر الرعاية الصحية الافتراضية.
- الكشف المبكر عن القلق والاكتئاب.
- تحسين التواصل مع المرضى غير القادرين على التعبير عن مشاعرهم.
- الاستخدام في تشخيص الحالات العصبية ومراقبة تطور أمراض مثل الخرف.
- إمكانية مراقبة الأداء الرياضي أو التقدم في علاج الجروح المزمنة.
لا يزال الجهاز في مراحل البحث والتطوير، لكنه يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين فهم ومراقبة المشاعر البشرية. قد يؤدي هذا الابتكار إلى تحسين طرق الرعاية النفسية وجعلها أكثر تخصيصًا واستباقية.