سورة البقرة ..... قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) ج3ط·آ·ط¢آ¢ط·آ·ط¢آ®ط·آ·ط¢آ±
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©
r-skitioui

  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾:
    384087
مشرف التاريخ العالمي والإسلامي
مشرف التعارف الرياضي
مشرف عالم الحيوان والنبات
مشرف الأرض والبيئة والفضاء
مشرف علوم ومعلومات عامة
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
r-skitioui

مشرف التاريخ العالمي والإسلامي
مشرف التعارف الرياضي
مشرف عالم الحيوان والنبات
مشرف الأرض والبيئة والفضاء
مشرف علوم ومعلومات عامة
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 384087
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 58.9
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 6519
  • 19:32 - 2025/04/07
بســـــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــم 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا 
ومـن سيئـات أعمـالنـا مـن يهـده الله فـلا مضل له ومن يضلل فلا هـادي لـه 
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولـه 
أما بعد ..... 
 
● أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
 
سورة البقرة 

▪ قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) ج3

من أدلتهم حديث عائشة الثابت في الصحيح في قصة رفاعة القرظي وامرأته ، فإن فيه : " فقالت : يا رسول الله ! إن رفاعة طلقني فبت طلاقي " الحديث . وقد أخرجه البخاري تحت الترجمة المتقدمة ، فإن قولها " فبت طلاقي " ظاهر في أنه قال لها : أنت طالق البتة . 

قال مقيده عفا الله عنه : الاستدلال بهذا الحديث غير ناهض فيما يظهر ; لأن مرادها بقولها : فبت طلاقي ؛ أي : بحصول الطلقة الثالثة . 

ويبينه أن البخاري ذكر في كتاب الأدب من وجه آخر أنها قالت : طلقني آخر ثلاث تطليقات ، وهذه الرواية تبين المراد من قولها فبت طلاقي ، وأنه لم يكن دفعة واحدة ، ومن أدلتهم حديث عائشة الثابت في الصحيح . وقد أخرجه البخاري تحت الترجمة المذكورة أيضا : " أن رجلا طلق امرأته ثلاثا ، فتزوجت فطلق ، فسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أتحل للأول ؟ قال : " لا ، حتى يذوق عسيلتها كما ذاق الأول " فإن قوله ثلاثا ظاهر في كونها مجموعة ، واعترض الاستدلال بهذا الحديث بأنه مختصر من قصة رفاعة ، وقد قدمنا قريبا أن بعض الروايات الصحيحة دل على أنها ثلاث مفرقة لا مجموعة ، ورد هذا الاعتراض بأن غير رفاعة قد وقع له مع امرأته نظير ما وقع لرفاعة ، فلا مانع من التعدد ، وكون الحديث الأخير في قصة أخرى كما ذكره الحافظ ابن حجر في الكلام على قصة رفاعة ، فإنه قال فيها ما نصه : وهذا الحديث إن كان محفوظا فالواضح من سياقه أنها قصة أخرى ، وأن كلا من رفاعة القرظي ، ورفاعة النضري وقع له مع زوجة له طلاق ، فتزوج كلا منهما عبد الرحمن بن الزبير فطلقها قبل أن يمسها ، فالحكم في قصتهما متحد مع تغاير الأشخاص . وبهذا يتبين خطأ من وحد بينهما ظنا منه أن رفاعة بن سموأل هو رفاعة بن وهب . ا ه ، محل الحاجة منه بلفظه .

ومن أدلتهم ما أخرجه النسائي عن محمود بن لبيد قال : " أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا ، فقام مغضبا ، فقال : " أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ؟ ! " وقد قدمنا أن وجه الاستدلال منه : أن المطلق يظن الثلاث المجموعة واقعة ، فلو كانت لا تقع لبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها لا تقع ; لأنه لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه . 

وقد قال ابن كثير في حديث محمود هذا : إن إسناده جيد ، وقال الحافظ في " بلوغ المرام " : رواته موثقون ، وقال في " الفتح " : رجاله ثقات ، فإن قيل : غضب النبي صلى الله عليه وسلم ، وتصريحه بأن ذلك الجمع للطلقات لعب بكتاب الله يدل على أنها لا تقع ; لقوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ، وفي رواية " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ، فالجواب أن كونه ممنوعا ابتداء لا ينافي وقوعه بعد الإيقاع ، ويدل له ما سيأتي قريبا عن ابن عمر من قوله لمن سأله : وإن كنت طلقتها ثلاثا فقد حرمت عليك حتى تنكح زوجا غيرك ، وعصيت الله فيما أمرك به من طلاق امرأتك ، ولا سيما على قول الحاكم : إنه مرفوع ، وهذا ثابت عن ابن عمر في الصحيح ، ويؤيده ما سيأتي إن شاء الله قريبا من حديثه المرفوع عند الدارقطني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : " كانت تبين منك وتكون معصية " ويؤيده أيضا ما سيأتي إن شاء الله عن ابن عباس بإسناد صحيح أنه قال لمن سأله عن ثلاث أوقعها دفعة : " إنك لم تتق الله فيجعل لك مخرجا ، عصيت ربك ، وبانت منك امرأتك " . 

وبالجملة فالمناسب لمرتكب المعصية التشديد لا التخفيف بعدم الإلزام ، ومن أدلتهم ما أخرجه الدارقطني عن ابن عمر - رضي الله عنهما - إنه قال : فقلت : يا رسول الله ! أرأيت لو طلقتها ثلاثا أكان يحل لي أن أراجعها ؟ قال : " لا ، كانت تبين منك وتكون معصية " وفي إسناده عطاء الخراساني وهو مختلف فيه ، وقد وثقه الترمذي ، وقال النسائي ، وأبو حاتم : لا بأس به ، وكذبه سعيد بن المسيب ، وضعفه غير واحد ، وقال البخاري : ليس فيمن روي عن مالك من يستحق الترك غيره ، وقال شعبة : كان نسيا ، وقال ابن حبان : كان من خيار عباد الله ، غير أنه كثير الوهم سيئ الحفظ ، يخطئ ولا يدري ، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به . وأيضا الزيادة التي هي محل الحجة من الحديث أعني قوله : " أرأيت لو طلقتها " إلخ ، مما تفرد به عطاء المذكور . وقد شاركه الحفاظ في أصل الحديث ، ولم يذكروا الزيادة المذكورة . وفي إسنادها شعيب بن زريق الشامي وهو ضعيف ، وأعل عبد الحق في أحكامه هذا الحديث ، بأن في إسناده معلى بن منصور ، وقال : رماه أحمد بالكذب . 

قال مقيده عفا الله عنه : أما عطاء الخراساني المذكور فهو من رجال مسلم في " صحيحه " وأما معلى بن منصور فقد قال فيه ابن حجر في " التقريب " : ثقة سني فقيه طلب للقضاء فامتنع ، أخطأ من زعم أن أحمد رماه بالكذب ، أخرج له الشيخان وباقي الجماعة . وأما شعيب بن زريق أبو شيبة الشامي فقد قال فيه ابن حجر في " التقريب " : صدوق يخطئ ، ومن كان كذلك فليس مردود الحديث ، لا سيما وقد اعتضدت روايته بما تقدم في حديث سهل ، وبما رواه البيهقي عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - فإنه قال في [ السنن الكبرى ] ما نصه : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان : أنا أحمد بن عبيد الصفار ، أنا إبراهيم بن محمد الواسطي ، أنا محمد بن حميد الرازي ، أنا سلمة بن الفضل ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة ، قال : كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي رضي الله عنهما ، فلما قتل علي - رضي الله عنه - قالت : لتهنك الخلافة ، قال : بقتل علي تظهرين الشماتة ، اذهبي فأنت طالق ، يعني ثلاثا قال : فتلفعت بثيابها ، وقعدت حتى قضت عدتها ، فبعث إليها ببقية بقيت لها من صداقها وعشرة آلاف صدقة ، فلما جاءها الرسول قالت : متاع قليل من حبيب مفارق ، فلما بلغه قولها بكى ، ثم قال : لولا أني سمعت جدي أو حدثني أبي أنه سمع جدي يقول : " أيما رجل طلق امرأته ثلاثا عند الأقراء " أو " ثلاثا مبهمة لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره " لراجعتها.


أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
0📊0👍0👏0👌
المسافر إلى الله

  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾:
    196272
مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو لهذا الشهر بمنتدى الدردشة
المسافر إلى الله

مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو لهذا الشهر بمنتدى الدردشة
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 196272
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 31.5
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 6230
  • 20:09 - 2025/04/07
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 6528
    ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 7630
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
أحساس غالي

أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾: 6528
ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ· ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ²: 7630
ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ´ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¦â€™ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¹آ¾ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§: 41.3
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¥ط·آ¸أ¢â‚¬آ ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦: 158
  • 21:01 - 2025/04/07

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خيرٍ وعافية أيها الإخوة الكرام، أعضاء هذا الصرح المبارك، وروّاد هذا المنبر الفكري الرفيع، تحية ملؤها الاحترام والتقدير أبعثها إليكم معطّرة بعبق الكلمات الطيبة والدعوات الصادقة لكم جميعاً بمزيدٍ من التوفيق والسداد، ولكل من يسهم في إثراء هذا الفضاء الراقي بفكره وقلمه وتجربته ومشاركته، جزاكم الله عنّا كل خير، كما لا يفوتني أن أتقدّم بجزيل الشكر وخالص الامتنان لإدارة الموقع الموقرة، التي تسهر على تقديم كل ما من شأنه أن يرفع من جودة المحتوى، ويخلق بيئة مثمرة للحوار البنّاء، والشكر موصول كذلك للأخ الفاضل الذي منحنا فرصة التأمل والنقاش في موضوع قرآني عظيم منبعث من نور الوحي، وتجليات الحكمة الإلهية، حيث سنتأمل اليوم في قوله تعالى في سورة البقرة: "الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ"، وهي آية من آيات التشريع التي تحمل في عمقها أبعادًا إنسانية وتشريعية عظيمة، وتكشف لنا عن روح الإسلام في تنظيم العلاقات الأسرية، وصيانة الكرامة البشرية، وحماية النفوس من العبث والتقلب.

إن التأمل في هذه الآية الكريمة يفتح لنا بابًا لفهم عميق لجوهر العلاقة الزوجية، ويكشف عن حكمة إلهية عظيمة في التعامل مع أكثر القرارات حساسية في حياة الإنسان، ألا وهو قرار الطلاق. لقد قرّر الله تعالى أن الطلاق يكون مرتين، وجعل بينهما مساحةً من الوقت والتفكر والمراجعة، وكأن الرحمة الإلهية أرادت أن تُبقي على شعاع من الأمل في كل مرة، وألا يكون الطلاق قرارًا لحظيًا تغلب عليه الانفعالات المؤقتة. فالطلاق في الإسلام ليس بابًا للهروب، بل هو بابٌ للحكمة، ومخرجٌ من ضيق، وضمانٌ لكرامة الطرفين إذا استحالت العشرة، ولكن ضمن ضوابط لا تترك مجالًا للعبث أو الاستغلال.

إن عبارة "فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان" تختزل قمة الرقي الإنساني، وتجسّد ذروة التوازن في المعاملة بين الزوجين، فإما أن يستمر الزواج على أساس من المعروف، المعروف الذي لا يتوقف عند النفقة والمبيت، بل يمتد ليشمل الرفق، والاحترام، والحوار، والعدل، والرحمة، وإما أن يُنهى العقد، ولكن بإحسان لا يشوبه انتقام، ولا تشوبه كلمات جارحة، ولا تشوبه تصفية حسابات عاطفية أو اجتماعية. نعم، حتى في الفراق، يدعونا الإسلام إلى الجمال، إلى السمو، إلى أن نظل بشرًا رغم الانكسار، وأن نحفظ ماء وجه من كنا يومًا نعيش معهم تحت سقف واحد.

وهنا تتجلّى عظمة التشريع الإلهي في أنه لا يفرض فقط الأحكام، بل يزرع القيم ويغرسها في أعماق النفس. فالله سبحانه لم يقل: فإمساكٌ أو تسريحٌ، بل قال: "فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان"، ليكون المعنى أن العلاقة لا تُبنى على الإكراه، ولا تُفكُّك على التشفي، بل تدور في فلك المعروف والإحسان، وهي كلمتان تستحضران عمقًا أخلاقيًا وإنسانيًا يفوق حدود القانون والمصلحة.

إن الطلاق في نظر هذه الآية ليس نهاية، بل هو قرار يتطلب وعيًا ونضجًا، وقدرة على تحمّل النتائج، ولا يكون مشروعًا إلا حين يغلب عليه العدل والنية الطيبة، لا حين يُستغل لأهداف نفسية أو انتقامية. ولهذا جاء التحديد الإلهي بأن الطلاق لا يُكرر إلا مرتين، وبعدها لا مجال للمراوغة، ولا لتكرار المحاولة كوسيلة ضغط أو إهانة. إنه قرار، ولكن بثمنه من التبعات، بثقله من المسؤولية، بعواقبه التي لا يجوز الاستهانة بها.

ما أعظم هذا القرآن، وما أرحم هذا الدين، الذي يُنزل آية في الطلاق ولكن يُلبسها ثوب الإحسان والمعروف، في وقتٍ نرى فيه الكثير من حالات الانفصال تتحول إلى ميادين حرب، وتتحول فيها النفوس إلى قلوب غليظة لا تعرف الرحمة. فلنتأمل، ونتفقه، ونعيد لأنفسنا تربية قرآنية تعيد لنا ملامح الإنسانية التي كادت تغيب عن بعض البيوت، وبعض القلوب.

وفي الختام، أكرر شكري وتقديري لهذا المنبر المبارك، ولإدارته النبيلة، ولجميع الأعضاء الكرام الذين يزينون هذا الفضاء بوعيهم وفكرهم، وأسأل الله أن يرزقنا جميعًا الفهم العميق لآياته، وأن يرزقنا الحكمة في قراراتنا، والإحسان في أفعالنا، والمعروف في علاقاتنا.

#القرآن_نور
#الطلاق_بإحسان
#سورة_البقرة
#فقه_الأسرة

0📊0👍0👏0👌

ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ±ط·آ·ط¢آ¯ ط·آ·ط¢آ¹ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ° ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ¸ط«â€ ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ¹ ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ± ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ£ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¶ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط·إ’ ط·آ¸ط¸آ¾ط·آ¸أ¢â‚¬ع‘ط·آ·ط¢آ·.

ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ±ط·آ·ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ§ط·آ·ط·إ’ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ®ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¹آ¾ط·آ¸ط¦â€™ ط·آ·ط¢آ£ط·آ¸ط«â€  ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¹آ¾ط·آ·ط¢آ³ط·آ·ط¢آ¬ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ¸أ¢â‚¬â€چ ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ© ط·آ·ط¢آ¬ط·آ·ط¢آ¯ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ©.

  • ط·آ·ط¢آ¥ط·آ·ط¢آ³ط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ¹ط·آ·ط¢آ¶ط·آ¸ط«â€ ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©: 
  • ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸ط¦â€™ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ¸أ¢â‚¬آ¦ط·آ·ط¢آ© ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آ³ط·آ·ط¢آ±ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©: 

 سورة البقرة ..... قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) ج3ط·آ·ط¢آ¨ط·آ·ط¢آ¯ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸ط¸آ¹ط·آ·ط¢آ©
ط·آ·ط¢آ§ط·آ¸أ¢â‚¬â€چط·آ·ط¢آµط·آ¸ط¸آ¾ط·آ·ط¢آ­ط·آ·ط¢آ©