سورة البقرة ..... قوله تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) ج1آخر
الصفحة
r-skitioui

  • المشاركات:
    384087
مشرف التاريخ العالمي والإسلامي
مشرف التعارف الرياضي
مشرف عالم الحيوان والنبات
مشرف الأرض والبيئة والفضاء
مشرف علوم ومعلومات عامة
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
r-skitioui

مشرف التاريخ العالمي والإسلامي
مشرف التعارف الرياضي
مشرف عالم الحيوان والنبات
مشرف الأرض والبيئة والفضاء
مشرف علوم ومعلومات عامة
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
المشاركات: 384087
معدل المشاركات يوميا: 58.9
الأيام منذ الإنضمام: 6516
  • 00:06 - 2025/04/07
بســـــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــم 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا 
ومـن سيئـات أعمـالنـا مـن يهـده الله فـلا مضل له ومن يضلل فلا هـادي لـه 
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولـه 
أما بعد ..... 
 
● أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
 
سورة البقرة 

▪ قوله تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )  ج1
 
ظاهر هذه الآية شمولها لجميع المطلقات ، ولكنه بين في آيات أخر خروج بعض المطلقات من هذا العموم ، كالحوامل المنصوص على أن عدتهن وضع الحمل ، في قوله : وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن [ 65 \ 4 ] وكالمطلقات قبل الدخول المنصوص على أنهن لا عدة عليهن أصلا ، بقوله : ياأيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا [ 33 \ 49 ] . 
أما اللواتي لا يحضن ، لكبر أو صغر فقد بين أن عدتهن ثلاثة أشهر في قوله : واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن [ 65 \ 4 ] . 
قوله تعالى : ثلاثة قروء فيه إجمال ; لأن القرء يطلق لغة على الحيض ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " دعي الصلاة أيام أقرائك " . ويطلق القرء لغة أيضا على الطهر ومنه قول الأعشى : 
أفي كل يوم أنت جاشم غزوة تشد لأقصاها عزيم عزائكا

مورثة مالا وفي الحي رفعة     لما ضاع فيها من قروء نسائكا 

ومعلوم أن القرء الذي يضيع على الغازي من نسائه هو الطهر دون الحيض ، وقد اختلف العلماء في المراد بالقروء في هذه الآية الكريمة ، هل هو الأطهار أو الحيضات ؟ 
وسبب الخلاف اشتراك القرء بين الطهر والحيض كما ذكرنا ، وممن ذهب إلى أن المراد بالقرء في الآية الطهر مالك ، والشافعي ، وأم المؤمنين عائشة ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن عمر ، والفقهاء السبعة ، وأبان بن عثمان ، والزهري ، وعامة فقهاء المدينة وهو رواية عن أحمد ، وممن قال : بأن القروء الحيضات الخلفاء الراشدون الأربعة ، وابن مسعود ، وأبو موسى ، وعبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء ، وابن عباس ، ومعاذ بن جبل ، وجماعة من التابعين وغيرهم ، وهو الرواية الصحيحة عن أحمد . 
واحتج كل من الفريقين بكتاب وسنة ، وقد ذكرنا في ترجمة هذا الكتاب أننا في مثل ذلك نرجح ما يظهر لنا أن دليله أرجح أما الذين قالوا القروء الحيضات ، فاحتجوا بأدلة كثيرة منها قوله تعالى : واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن قالوا : فترتيب العدة بالأشهر على عدم الحيض يدل على أن أصل العدة بالحيض ، والأشهر بدل من الحيضات عند عدمها ، واستدلوا أيضا بقوله : ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن [ 2 \ 228 ] . 
قالوا : هو الولد أو الحيض ، واحتجوا بحديث " دعي الصلاة أيام أقرائك " قالوا : إنه صلى الله عليه وسلم هو مبين الوحي وقد أطلق القرء على الحيض ، فدل ذلك على أنه المراد في الآية ، واستدلوا بحديث اعتداد الأمة بحيضتين ، وحديث استبرائها بحيضة . 
وأما الذين قالوا : القروء الأطهار ، فاحتجوا بقوله تعالى : فطلقوهن لعدتهن [ 65 \ 1 ] قالوا : عدتهن المأمور بطلاقهن لها ، الطهر لا الحيض كما هو صريح الآية ، ويزيده إيضاحا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر المتفق عليه : " فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها فتلك العدة كما أمر الله " قالوا : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - صرح في هذا الحديث المتفق عليه ، بأن الطهر هو العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء ، مبينا أن ذلك هو معنى قوله تعالى : فطلقوهن لعدتهن وهو نص من كتاب الله وسنة نبيه في محل النزاع . 
قال مقيده عفا الله عنه : الذي يظهر لي أن دليل هؤلاء هذا - فصل في محل النزاع - لأن مدار الخلاف هل القروء الحيضات أو الأطهار ؟ وهذه الآية وهذا الحديث دلا على أنها الأطهار . 
ولا يوجد في كتاب الله ولا سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - شيء يقاوم هذا الدليل ، لا من جهة الصحة ، ولا من جهة الصراحة في محل النزاع ; لأنه حديث متفق عليه مذكور في معرض بيان معنى آية من كتاب الله تعالى . 
وقد صرح فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، بأن الطهر هو العدة مبينا أن ذلك هو مراد الله جل وعلا ، بقوله : فطلقوهن لعدتهن ، فالإشارة في قوله صلى الله عليه وسلم : " فتلك العدة " راجعة إلى حال الطهر الواقع فيه الطلاق ; لأن معنى قوله " فليطلقها طاهرا " أي : في حال كونها طاهرا ، ثم بين أن ذلك الحال الذي هو الطهر هو العدة مصرحا بأن ذلك هو مراد الله في كتابه العزيز ، وهذا نص صريح في أن العدة بالطهر . وأنث بالإشارة لتأنيث الخبر ، ولا تخلص من هذا الدليل لمن يقول هي الحيضات إلا إذا قال : العدة غير القروء ، والنزاع في خصوص القروء كما قال بهذا بعض العلماء. 
وهذا القول يرده إجماع أهل العرف الشرعي ، وإجماع أهل اللسان العربي ، على أن عدة من تعتد بالقروء هي نفس القروء لا شيء آخر زائد على ذلك . وقد قال تعالى : وأحصوا العدة [ 65 \ 1 ] وهي زمن التربص إجماعا ، وذلك هو المعبر عنه بثلاثة قروء ، التي هي معمول قوله تعالى : يتربصن [ 2 \ 228 ] في هذه الآية فلا يصح لأحد أن يقول : إن على المطلقة التي تعتد بالأقراء شيئا يسمى العدة زائدا على ثلاثة القروء المذكورة في الآية الكريمة البتة ، كما هو معلوم.



أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
0📊0👍0👏0👌
مطيع الرحمان

  • المشاركات: 52110
    نقاط التميز: 147077
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
مطيع الرحمان

أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
المشاركات: 52110
نقاط التميز: 147077
معدل المشاركات يوميا: 10.2
الأيام منذ الإنضمام: 5125
  • 02:54 - 2025/04/07

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آيات تنظيم وتوجيه الله عز وجل لعباده حول الطلاق في سورة البقرة

شملت التنظيم الرباني للمسلمين لعلاقاتهم الأسرية

أكرمك الله وجزاك خير جزاء

0📊0👍0👏0👌
المسافر إلى الله

  • المشاركات:
    196007
مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو لهذا الشهر بمنتدى الدردشة
المسافر إلى الله

مشرف المنتدى الإسلامي العام
مشرف الحديث والسيرة النبوية
أفضل عضو بمنتدى القرآن الكريم
أفضل عضو لهذا الشهر بمنتدى الدردشة
المشاركات: 196007
معدل المشاركات يوميا: 31.5
الأيام منذ الإنضمام: 6227
  • 20:03 - 2025/04/07
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

0📊0👍0👏0👌
أحساس غالي

  • المشاركات: 6487
    نقاط التميز: 7616
أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
أحساس غالي

أفضل عضو بالمنتدى الإسلامي العام
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
أفضل عضو للشهر المنصرم بمنتدى اللغات واللهجات
المشاركات: 6487
نقاط التميز: 7616
معدل المشاركات يوميا: 41.9
الأيام منذ الإنضمام: 155
  • 21:18 - 2025/04/07

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة معطّرة بندى المحبة والتقدير، أزفّها إلى أعضاء هذا الصرح المبارك، وإلى كل قارئ نهل من معين الحكمة، وبحث عن نور في كلمات الحق، ونشكر إدارة الموقع الكريمة التي أتاحت لنا منبرًا للفكر والتأمل، كما لا يفوتني أن أخص بالشكر الأخ الفاضل الذي أتاح لنا الفرصة للغوص في بحر من المعاني القرآنية والتدبّر الوجداني.

حديثنا اليوم يبحر بنا إلى رحاب سورة البقرة، تلك السورة العظيمة التي جمعت في طياتها شريعة الحياة، ونظام المجتمع، وموازين العدالة، ونفحات الرحمة، حيث تتنزل علينا آية من آياتها كالغيث، نديّة، تفيض حِكَمًا، وتُرسي قواعد الستر والصبر والانضباط، إنها قوله تعالى: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء).

ما أبهى هذا البيان، وما أعمق هذا الحكم! آية تتجلى فيها عظمة الشريعة في تعاملها مع تفاصيل النفس البشرية، ومفاصل العلاقات الإنسانية، وتقديرها لمشاعر المرأة، واحترامها لحقّها في الانتظار، لا عبثًا ولا حيرة، بل تربّصًا فيه معنى الاحتساب، فيه سكينة التأمل، فيه مراجعة النفس، وفيه إتاحة الفرصة للقلوب أن تعود بعد الفُرقة، وللحكم أن يظهر بيقين.

التربص هنا ليس تأخيرًا لحياة المرأة، بل هو توقير لها، صيانةٌ لأنوثتها، وحمايةٌ لحقوقها، ودرعٌ من ظلم التسرع والانفعال. ثلاثة قروء، ثلاث محطات يتوقف فيها الزمن قليلًا، لعلّ في أحدها يشرق ضوء العودة، أو يُبنى قرار جديد على بصيرة لا على غضب. كم هو راقٍ هذا المبدأ الرباني الذي لم يُغفل تفاصيل المشاعر، ولم يتجاوز عن مكنونات النفس، بل راعى ضعفها وقوتها، خوفها ورجاءها.

القروء، تلك المفردة التي جمعت المعنيين: الطهر والحيض، في دلالة لغوية عظيمة، أراد الله بها أن تشمل الحالات كافة، لئلا يقع اللبس، ولتكون العدّة عدالة شاملة، لا تعسّف فيها ولا تهاون. إنها ليست مجرد مدة زمنية تُقاس بالأيام، بل هي مساحة للتأمل، للصبر، للعودة إلى الله، وإعادة ترتيب الحياة.

إن هذا التشريع، الذي جاء به القرآن منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، يعلّم المجتمعات اليوم دروسًا في التوازن والاحترام، في كيفية معالجة أزمات الأسرة، وكيفية صون الكرامة عند الانفصال. فحتى الطلاق، وهو أبغض الحلال، لم يُترك دون تنظيم، بل أحيط بسياج من التربص والحكمة، ليكون قرارًا مسؤولًا، لا رغبة عابرة.

وفي النهاية، لا يسعنا إلا أن نُعظّم من شأن هذا الكتاب العظيم، الذي لم يترك شاردة ولا واردة في حياة الإنسان إلا ووجّهها وأرشدها، بلغة تفيض وقارًا، وحكمة، ورحمة. فالحمد لله على نعمة القرآن، والحمد لله على نور الهداية، ونسأل الله أن يجعلنا من المتدبرين لآياته، العاملين بأحكامه، الحافظين لحدوده.

جزيل الشكر والتقدير لإدارة الموقع التي تُعلي من قيمة الكلمة، وتُهيئ بيئة للحوار الراقي، والشكر موصول للأخ الكريم على هذا الطرح المميز، وجزاكم الله عنّا خير الجزاء.

#القرآن_نور #سورة_البقرة #فقه_الأسرة #تدبر_القرآن

0📊0👍0👏0👌

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 سورة البقرة ..... قوله تعالى : ( والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) ج1بداية
الصفحة