إن حدود الصفائح المتقاربة ذات أهمية كبيرة وعلى انتشار واسع في قشرة سطح الأرض ومن الأمثلة عليها صفيحة أوراسيا وصفيحة أمريكا الشمالية اللتان تبتعدان عن بعضهما البعض من ظهر وسط المحيط الأطلسي مما ينتج عن ذلك تشكل غلاف محيطي جديد، كما أن هذا الاستنتاح يكون كدليل على أن حجم الأرض يزداد وتزداد معه مساحة سطح الكرة الأرضية، لكن هذا يعتبر مخالف للواقع وهذا الاختلاف يتم تفسيره من خلال أن الجيولوجيين يلجأوا إلى ظاهرة التدفق الحراري وقياساتها، كما يعرف التدفق الحراري على أنه كمية الحرارة التي تكون متدفقة من سطح الأرض ويتم قياس هذه الكمية الحرارية بوحدة السعر لكل واحد سنتيمتر مربع.
كما تدل قياسات التدفق الحراري خلال قاع المحيط على أن أعلى قيمة تكون لهذا الدفق تحدث عند قمة ظهر المحيط كما أنه تتناقص بشكل تدريجي بإتجاه القارة، كما أنها عندما تقترب صفيحة محيطية من صفيحة قارية فإن أطراف الصفيحة المحيطية تمتلك كثافة مرتفعة جداً وهذا يكون السبب في غوص الصفيحة المحيطية داخل الغلاف المائع وفي أسفل الصفيحة القارية، وخلال عملية غوص الصفيحة المحيطية داخل الغلاف المائع فإن درجة حرارتها ترتفع ويحدث لها انصهار تدريجي ويتم تسمية هذا النوع من حركة الصفائح بأنه الطرح أو الغوص، كما تتم فيه استهلاك الصفيحة المحيطية أو استهلاك أطرافها.
أما بالنسبة لحالة أخرى وهو عندما يحدث تقارب بين صفيحتنن محيطيتنن من بعضهما البعض فإن إحدى الصفيحتين تنزلق تحت الصفيحة الأخرى، ومن الأمثلة المعروفة على أماكن الاستهلاك هو استهلاك قاع المحيط الهادي المتواجد تحت جزر اليابان والفلبين بالإضافة إلى قاع المحيط الهادي في الشمال تحت الآسكا، كما أن شرق المحيط الهادي الذي يكون تحت التشيللي في غرب أمريكا الجنوبية، لكن في حال اقتراب صفيحتين قاريتين من بعضهما البعض فإن النتيجة لذلك تكون تصادم الصفيحتين، حيث أنه وفي هذه الحالة لن يحصل استهلاك مثل الحالات السابقة والذي يحصل هو اصطدام بشكل كبير جداً.
لكن مع استمرار حركة الصفيحتين فإن الصخور التي تتواجد في منطقة التصادم يحدث لها انكماش، كما أنها تشغل مساحة أقل من تلك التي كانت قبل حدوث التصادم والأمر الذي يساعد على ذلك هو ما يسمى بقوة الدفع التي تنتج من ظهر المحيط كما أنها تسبب ضغطاً يؤدي إلى حدوث تشوه في أطراف الصفائح لينتج عنه في النهاية الجبال المرتفعة، أو بمعنى آخر إن التصادم في الحدود المتقاربة ينتج عنه استهلاك جزء من القشرة المحيطية مع مرور الزمن مما يؤدي إلى ظهور الجبال لذلك سميت الحدود المتقاربة بأنها حدود هدامة.
