يخلع تيم حسن ثوبه في الدراما التاريخية بعد مسلسلي "الزند: ذئب العاصي" (2023)، و"تاج" (2024) ليظهر في موسم الدراما الحالي مختلفاً في "تحت سابع أرض"؛ المسلسل الجديد الذي كتبه عمر أبو سعدة وأخرجه سامر البرقاوي، يجمع بين تيم حسن وكاريس بشار ومنى واصف ووجوه جديدة أيضاً. يحكي "تحت سابع أرض" قصة موسى (تيم حسن)، محقق يتعرض لإصابة بالغة في الرأس إثر مداهمته مركز عصابة؛ إذ تسببت قنبلة بشظية علقت في راسه، وبعد سنوات، أمست تشكّل خطراً على أعصاب الدماغ. يُنفى موسى بعد الإصابة إلى قرية نائية، لكن لا يلبث أن يعود إلى دمشق بعدما بلغته معلومات عن تورط شقيقه زين (أنس طيارة) وشقيقته راما (سارة بركة) بالعمل مع عصابة لتزوير العُملة يديرها العجان (تيسير إدريس). يحسب لمخرج العمل إشراكه عدداً الوجوه السورية الشابة. مواهب تتفوق في أدائها من الحلقات الأولى للمسلسل، وتَخرُج من التقليدية لتماشي حكايات ويوميات واقعية. تيم حسن مرة أخرى يثبت أنه الرقم الصعب بين زملائه، فيبدو واضحاً أنه عمل وقتاً على أدق التفاصيل الخاصة بأداء الشخصية، واستطاع من اللحظات الأولى أن يقنع المشاهد بأن جديداً يختزل تجربة أخرى من تجارب جبل، الدور الذي حمل له الكثير من مسلسل "الهيبة". في الشكل، لم يعوّل تيم حسن على وسامة تحولت إلى تهمة مع الوقت، بل ظهر ضابطاً يعيش في قرية نائية، يساعد المظلوم، تعرض لإصابة بالغة في رأسه، ويملك الشجاعة الكافية لتجسيد البطل الذي لا يقهر. لكنه يقع في الحلقات الأولى فريسة العاطفة الأسرية بسبب العلاقة التي تربطه بشقيقيه. لا يقل أنس طيارة عن زميله، فتخلّص من ظلال شخصيات قدمها من قبل، وقلب الصورة في كل مسلسل يُشارك فيه. بدا طيارة في "تحت سابع أرض" مختلفاً عن آخر أدواره في "نقطة انتهى" (2024). هو الشاب الذي يريد أن يلبي متطلبات شقيقه، ويملك موهبة رسم الدمى، وتمكن من ذلك في مطبعة تعود لوالده، لينتهي به الحال مزوراً للعملة بمساعدة شقيقته، وبلقيس (كاريس بشار). تعود كاريس بشار إلى الدراما السورية بدور البطولة مرة أخرى. محاولة ذكية أقدم عليها سامر البرقاوي لإعادة الثنائية بين بشار وحسن بعد عملهما معاً في "العميد" (2020)، من كتابة وإخراج باسم السلكا. بلقيس، هي صاحبة متجر للألبسة المستعملة يقع وسط سوق شعبي، تخفي من خلال تجارة الألبسة عملها في تزوير وتبييض العملات الورقية. تسكن مع ابنتها الوحيدة التي تتحول إلى شاهدة زور على حادث حصل مع زميلتها في الجامعة، خوفاً على تداعيات الحادثة، كون من نفذها هو نجل العجان، رئيس العصابة.
سيرة يوميات سورية، لا تلغي تداعيات الأزمة، أي ما قبل سقوط نظام الأسد وما بعده في إطار تشويقي. يحاول المخرج سامر البرقاوي إثبات رؤيته منذ سنوات، تحديداً بعد مواسم "الهيبة"، لكن ذلك لا ينفي تاثر البرقاوي بالأكشن الأميركي ، ونقل بعض المشاهد عن الأفلام الهوليوودية المعروفة، في حين أن المحتوى والسيناريو وفريق الممثلين كلها عناصر أغنت العمل وجعلته متفرداً من الأيام الأولى للعرض.
