إعلامنا المحلي ومفهوم الوطنية
خلدون السعيدان
رغم مرور اكثر من ثمانين عاما على توحيد المملكه الا ان التعاطي الاعلامي المحلي للحدث ما زال يدور في النمطية ذاتها ورغم تغير كل المفاهيم الاعلامية الا ان اعلامنا المحلي وبمختلف قطاعاته وتوجهاته واتجاهاته لم يتغير في تناوله لليوم الوطني نفس العناوين ,نفس الصور . مئات الصفحات الورقية والعديد من البرامج التلفزيونية والاذاعية التي جميعها تتطرق لمضمون واحد وبأسلوب واحد وبسؤال يتكرر كل عام ماهو شعورك بهذا اليوم ؟ وماذا تقول بهذا اليوم ؟حديث مكرر ومستمر عن منجزات الوزارات وماذا عملت واحاديث لوزراء ومسؤولين واعلاميين عن سعادتهم وفرحهم الغامر بهذه المناسبة صور وعبارات تتكرر كل عام بنفس اللغة والاتجاه كلها تستنطق المشاعر وتبحث عنها اما الوطن والتاريخ فلا وجود له كيف كان هذا الوطن وكيف اصبح بل وكيف اصبح كذلك ؟يأتي العام تلو العام والطرح الاعلامي كما هو لم يتغير . ما يحدث من تجاوزات كبيرة من الشباب في احتفالات اليوم الوطني من ازعاجات وتكسير ومضايقات ناتج عن فهمه الخاطئ لماهية اليوم الوطني وكيف يكون الاحتفال به وان الوطن ليس مجرد اغنية لرابح صقر تهتز معها الاجساد . لقد تغيرت تركيبة المجتمع السعودي خلال العقدين السابقين واصبحت الغالبية العظمى من الشباب الذي اصبح يرى ويسمع ويختار ما يناسبه ولابد ان يكون التعاطي الاعلامي مع مناسبة اليوم الوطني اكثر جدية وتخطيطا ولابد ان يكون غرس مفهوم المواطنة الحقيقية وكيف تكون من خلال الممارسات التي تحفظ للوطن منجزاته.
ان اعادة التعاطي الاعلامي المحلي للاحتفال باليوم اصبح ضرورة ملحة بعد ان اصبح الاحتفال به مجرد ذكرى تتكرر كل عام .