إحساس القلوب | | عضوة | المشاركات: 206 نقاط التميز: 518 |  | معدل المشاركات يوميا: 0 | الأيام منذ الإنضمام: 5084 | | أضواء .. متى تسكت تلك الأصوات المزعجة؟ بقلم : شيخة المرزوقي لقد سئمنا من الدعوات المطالبة بحق المرأة في العمل وتشجيعها على الاقتحام في جميع المجالات، دعوات متكرّرة مستهلكة بالية عفا عليها الزمن.. وكأن المرأة لم تنل شيئاً من ذلك.. هي دخلت الميادين واقتحمت العمل من أوسع أوبابه.. بل تبوأت مناصب عديدة لم يحلم بها الكثير من الرجال.. بل لم يوجد عمل لم تمارسه المرأة.. ولم يوجد مجال لم تقتحمه المرأة.. حتى غدا هناك رجال عاطلون ونساء عاملات.
إذن.. علامَ تلك النداءات المتكرّرة التي مللنا من سماعها؟.. وأين المشكلة؟.. فالمرأة نالت حقها في كل الأعمال بل صالت وجالت وتجاوزت المعقول واللا معقول حتى أفرز عمل المرأة اللا محدود مشكلة وقضية هي التي ينبغي أن نوليها اهتماماً.. المجال هنا لا يتسع كي نتحدّث عن المشاكل والقضايا العديدة جراء عمل المرأة.. الأمر يحتاج إلى مجلد ضخم لطرح هذه المشاكل المخزية التي تجلت بشكل واضح في كل المجتمعات.
نحن اليوم حين ندعو النساء إلى العمل فكأننا أصبنا بنكسة في خلق الرجولة.. وتخلينا عن ركن القوامة الذي جعله الله للرجل ورضينا بذلّ المقام في الحياة الزوجية شئنا أم أبينا.. ومن الرجال من يدفعون نساءهم إلى العمل كرهاً.. ومنهن من تتمرّد على زوجها وتخرج إلى العمل شاء أم أبى.. فلا الرجل الذي يُكره زوجته على العمل رغماً عنها، رجلاً بحق.. ولا المرأة التي لا تأبه إلا بالعمل أنثى بحق.. والضحية دائماً الأبناء.
لن تجد امرأة سعيدة بعملها خارج منزلها مهما كابرت وجحدت وادعت أنها سعيدة راضية.. فالتي تفارق الزوج والأبناء نصف النهار أو ثلثيه لن تهنأ بالعيش أبداً.. ولن يطمئن قلبها.. ولن تسعد بذلك الحرمان العاطفي لها ولزوجها ولأطفالها إلا أن تكون امرأة بلا قلب أو أنثى بلا أنوثة.. وإنّما زوجة وأم ولكن بلا إحساس ولا شعور.. يعني امرأة شاذة بكل المقاييس.
إذا كان لا بد من عمل المرأة فيجب أن يكون مناسباً لفطرتها.. وفي أدائه حفاظ على كرامتها وأنوثتها وإنسانيتها.. أمّا غير ذلك فلا يحل لنا إقراره ولا يجوز للمرأة أداؤه مهما تعالت الأصوات المتشدّقة بالتقدّم والعصريّة ومتطلبات العصر والظروف.. كلها شعارات وهمية زائفة لا يرجى من ورائها خير قط.
وكل ذي بصيرة وعقل يدرك أن عمل المرأة حتى لو كان من النوع المباح ينبغي أن يكون في حدود الضرورة القصوى وفي ظروف خاصة وألا يترتّب على خروجها للعمل أي ضرر لأسرتها لأن هؤلاء العقلاء والحكماء يراعون طبيعة المرأة وفطرتها وكينونتها وأنها ليست كالرجل كما يدعي الجهلاء.
حين نطالب المرأة بالعمل للمشاركة في كسب الرزق والإسهام في النفقة التي لم يوجبها الله عليها فإننا نسيء إلى جنس النساء ونحملّهن فوق طاقتهن.. وهذا ظلم كبير لهن.. لأن ذلك منافٍ لطبيعة المرأة الأصيلة والفطرة التي فطرها الله عليها.. إذ أن كيان المرأة الجسماني والعصبي والوظيفي مهيأ لإدارة البيت وتدبير شؤونه ورعاية الأبناء والعناية بهم وإعانة الزوج على مشاق الحياة.. وفي المقابل تنال المرأة الحماية والنفقة وحسن العشرة وهذا كما قال الله جل وعلا في كتابه العزيز "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة" وهذه الدرجة التي جعلها الله للرجال على النساء هي درجة القوامة.. أي السيادة التي تترتب عليها المسؤولية التامة المتفرّعة عن وجوب النفقة عليه لزوجه وأولاده حتى لو كانت الزوجة غنية وهو فقير.. فإنها لا تكلف شرعاً بإنفاق درهم إلا أن يكون ذاك عن طيب نفس وطواعية.
والآية هذه واضحة وصريحة "الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" هنا علّل الخالق جلّ وعلا وهو أحكم الحاكمين وأعلم العالمين قوامة الرجال على النساء بما أتى الرجال من خصائص فضلتهم على جنس النساء.. وأيضاً بما أوجبه على الرجال من نفقة النساء وإعالتهن.
إذاً فلتسكت تلك الأصوات المزعجة ولتخرس الألسنة التي لا تفتأ تنادي وتطالب النساء بالعمل أيًّا كان العمل، تلك الأصوات الجاهلة التي لا أظن في مناداتها بذلك خيراً أبداً. |
0📊0👍0👏0👌 |