كل شيء مما تراه حولك، له وقت يعمل به، ووقتٌ يسكن، ويقف عن الحركة،
ليستجم، وليحافظ على لياقته، وليتجدَّد مرّات ومرّات.وخذ من الأمثلة الكثير، الجسم يكد بالنهار عملاً ونشاطاً وحركة، طوال 10 ساعات
فإذا أقبل المساء توقَّف الجسم عن العمل لكي يريح جسمه ويطعمه ويسقيه ثم ينام
فيقوم من الغد نشيطاً منطلقاً قد تجمَّعت قُوَّته من جديد.
كذلك كل الكائنات الحيَّة،
وهذا الأمر يتوسَّع ليشمل حتى الأشياء المادِّية الَّتي نستخدمها من مركوب وملبوس وغيرها،
فلها استخدامات في بعض الأوقات وتوقُّف في أوقات أخر، حتى الشَّمس والقمر، والَّليل والنَّهار،
تطل بعض الوقت وتختفي بعضه، بل نظام الكون من حولك
نظَّمه الله بنظام يتوافق وطبيعة حياة الإنسان السَّليمة الفطريَّة الطَّيِّبة.
والسُّؤال الأهم هنا، متى ترتاح النَّفس؟
وهي داخل هذا الجسم فتجهد طوال النهار، تتعب معه وتحزن وتفرح، وتضحك وتبكي،
فإذا أقبل الَّليل وقلَّت الحركة، جديرٌ أن ترتاح النَّفس مع استلقاء الجسد على الفراش،
لكن البعض لا يريح نفسه كما أراح جسمه،
وإنَّما يجلب هموما ًكاملة معه ويجلب أوراقه، وملفَّاته، وأجهزته ومعاملاته واتَّصالاته فيكملها في بيته وبين أولاده
وعند الجلسة والطَّعام والعشاء، فلم يهنأ بطعام أو يستلذ بجلسة، أو يفرح بأولاد أو يسعد بزوجة!
ثمَّ يشيِّك قبل النوم على الأخبار، ويدخل للنَّوم بجسم متعب، ونفس أتعب!
فتكتم أنفاسه الهواجس، وتهجم عليه الكوابيس أو الأحلام المزعجة، ثم يصبح بنصف جسم ونفس،
يجرُّهما بثقل ليوم جديد يتوقَّع فيه ضعف ما بالأمس!