هل يفيد قوله تعالى (فآمن له لوط) أنه كان مشركا قبل ذلك؟آخر
الصفحة
ابا طه
  • المشاركات: 1646
    نقاط التميز: 565
أفضل عضو بمنتدى الحديث والسيرة النبوية
ابا طه
أفضل عضو بمنتدى الحديث والسيرة النبوية
المشاركات: 1646
نقاط التميز: 565
معدل المشاركات يوميا: 2.4
الأيام منذ الإنضمام: 673
  • 15:23 - 2025/01/21

هل يفيد قوله تعالى (فآمن له لوط) أنه كان مشركا قبل ذلك؟

السؤال

أشكل علي قول المفسرين في قوله تعالى: (فآمن له لوط) أن سيدنا لوط آمن بعد نجاة سيدنا إبراهيم من النار، وذلك لأن الأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة، فهل ذلك يعني أنه لم يكن مؤمنا بسيدنا إبراهيم قبل ذلك؟ وماذا كانت ديانته؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

ذهب جمهور أهل السنة إلى أن الأنبياء معصومون عن الوقوع في الشرك والكفر قبل البعثة.

وذهبت طائفة إلى إمكانية وقوع ذلك منهم قبل البعثة، وأنه لا يقدح بهم، إذ العصمة من ذلك إنما تكون بعد البعثة.

انظر: “تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء” لابن تيمية (١/ 186 وما بعدها).

وقد سبق بيان ذلك بأدلته التفصيلية في الموقع فيحسن الرجوع إليه: (317529).

ثانيا:

أما ما استشكلت في الآية الكريمة (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) العنكبوت/ 26: فإنّه لا دليل في الآية على أنّ لوطا عليه السلام قد وقع في الكفر والشرك قبل ذلك، فالآية تتحدث عن إيمانه برسالة إبراهيم عليه السلام، بعد أن رأى معجزة نجاته من النار، كما ذكر أهل التفسير.

فإيمانه برسالة إبراهيم في ذلك الوقت لا يدل على أنه لم يكن موحداً لله قبل ذلك، فالإيمان بالله ووحدانيته غير الإيمان برسالة إبراهيم المذكورة في الآية.

وقد ذكر ابن جرير هذا المعنى عن أئمة التفسير من الصحابة والتابعين:

‌‌ ‌‌{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ}

عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: {فآمن له لوط}، قال: صدَّق لوطٌ إبراهيمَ.

وعن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- وفي قوله: {فآمن له لوط}، قال: فصدَّقة لوط.

وقال مقاتل بن سليمان: {فآمن له لوطٌ}، يعني: فصدق بإبراهيمَ لوطٌ، وهو أولُ مَن صدَّق بإبراهيم حين رأى إبراهيم لم تَضُرَّه النار” انتهى من “موسوعة التفسير المأثور” (17/ 301).

قال الألوسي رحمه الله:

فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ: أي صدقه عليه السلام في جميع مقالاته، أو بنبوته حين ادعاها؛ لا أنه صدقه فيما دعا إليه من التوحيد ولم يكن كذلك قبل؛ فإنه عليه السلام كان متنزها عن الكفر” انتهى من “تفسير الألوسي” (10/ 357).

وقال الخازن رحمه الله:

“(فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ): أي صدقه برسالته، لما رأى معجزاته، وهو أول من صدق إبراهيم.

وأما في أصل التوحيد: فإنه كان مؤمنا؛ لأن الأنبياء لا يتصور فيهم الكفر” انتهى من “تفسير الخازن” (3/ 379).

وقال الشوكاني رحمه الله:

فآمن له لوط أي: آمن لإبراهيم لوط، فصدقه في جميع ما جاء به، وقيل: إنه لم يؤمن به إلا حين رأى النار لا تحرقه” انتهى “فتح القدير للشوكاني” (4/ 230).

ومن هنا يتبين أنه لا إشكال في إيمان لوط عليه السلام، فالآية تتحدث عن إيمانه برسالة إبراهيم عليه السلام، ولم تتطرق لحاله قبل ذلك.

والله أعلم.

هل يفيد قوله تعالى (فآمن له لوط) أنه كان مشركا قبل ذلك؟

0📊0👍0👏0👌
الزير المغدور شخصيا

  • المشاركات: 70419
    نقاط التميز: 150398
أفضل عضو لشهر الماضي بمنتدى الشبكات الترفيهية
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
الزير المغدور شخصيا

أفضل عضو لشهر الماضي بمنتدى الشبكات الترفيهية
أفضل عضو بمنتدى سير الأنبياء وأعلام الامة
المشاركات: 70419
نقاط التميز: 150398
معدل المشاركات يوميا: 15.7
الأيام منذ الإنضمام: 4478
  • 17:14 - 2025/01/22
السلام عليكم ورحمه الله
موضوع في غايه الروعه ومميز
واصل تالقك في المنتدي ننتضر منك كل
جديد ومفيد لاتحرمنا من مواضيعك الجميله
بارك الله فيك وبجهودك
0📊0👍0👏0👌

الرد على المواضيع متوفر للأعضاء فقط.

الرجاء الدخول بعضويتك أو التسجيل بعضوية جديدة.

  • إسم العضوية: 
  • الكلمة السرية: 

 هل يفيد قوله تعالى (فآمن له لوط) أنه كان مشركا قبل ذلك؟بداية
الصفحة